احمد ليس لك

471 12 2
                                    

"أحمد .. ماهذا الالم الذي يشتعل بداخلي ..
يجوب دواخلي كرعشة كهرباء من اخمص قدمي لاخر خصلة في شعري القرمزي..
تمزقت الليلة ..وكل قطعة مني تبكي على حداً حتى بعد تمزقي ...
ثقل على صدري ..يمنعني من التنفس ..
بالكاد اسحب الحياة من بين هذه الغصة ..
فرصتي بك تلاشت ..وتلاشى كُل شيء ..
حتى انا ..اصبحت انكمش على نفسي منتظرةً من القدر استجابة لفرض نفسي على صحائف المسافرون للسماء ..
وددت حينها لو احضنك ..لو انفجر باكية بين ذراعيك..
أتعلم ان كل ما اردته هو لحظة دافئة ..
كان الوقت ضيقاً ...لم تعطيني اي فرصة ..
بل قطعت عليّ الطريق في بدايته ..
وددت الوصول لقلبك ..بقدر رغبتي بالبكاء الان ..
تضائلت اليوم في جدول حياتك..وربما اصبحت خارجه ايضاً ...
وضع اسم اخر في اول قائمتك ..وتم دفع الصفوف كي ارتمي منك ارضاً ..واطرد من معركة حبك
كدخيلة ..تم القبض عليها بتهمة الغدر ..
اتعلم ..إنه مؤلم حقاً ..
لم اتخيل ان الامر سيلعب دوراً اساسياً في تراجيديا حياتي المعقدة ..
اكتفيت بأعطائك مشهد واحداً..
لما تمردت واستوليت على خشبة قلبي كلها ..
ورميت الجميع منها ..
اعتليت منصتي الحمراء وغرزت سيفك
ناشراً الوجع ممزقاً لدواخلي التي شابت ..ك اواخر الشعر في ذقنك ..
آآه ..على بحة السعادة تلك ..
جعلت من دقات قلبي ..اجراس كنيسة خاويةٍ..تنادي في وسط بلدة قضى الوباء على جميع سكانها ..
كانت دموعي اشبه بطفلٍ يضرب صدر امه الميتة ..راجياً منها ان تستيقظ ..
اود لو اوصل لك..وصفاً كم تألمت ..
اود لو ادخلك قلبي..فتراه اضمحل ليلاً جحوداً اسودا ..
اكتمل كسوف القمر به ..فبزغت ذئاب مصدرها انت تهنش السعادة من اطرافي المرتجفة ..
ليتني استحقك..لكنت دعوت ..لكنت دعوت لي بك ...
ولكني انتمي لحقل الرذائل في كتاب القدر وانت تسبقني بصفحات عديدة...
مهما حاولت ان اقفز بين الاسطر لن يصل اسمي ل اسمك ..
الوجع يأكلني احمد ..
كما تحتضن السعادة ..والفرح ....
احضن وسادتي ودموعي .
كما ترتسم البسمة شفتيك ..
تتفنن الدموع بالحفر على وجنتاي ..
بقدر سعادتك الليلة ..اتألم ..
وكازدياد حبك لملكة الحظ ..في كل لحظةٍ
يزداد طعن السكاكين في صدري النحيل ..
اشتهي لو انساك ..
كما افعل في كل ليلة..
ولن افلح ..
لن افلح ابداً.."
ليته يعلم كم قصيدة حرق في ديوان روحي
وكم فتيلاً اشعل بداخل قلبي الملغم
فعلاقتنا مرت تدريجياً
بتفاوتات
تاراً في قمةً الهضبة ..وتاراً في قعر الواد

في كلِ مرةً اؤمن فيها بأن الحب لا ينفع
يعود الحب حاملاً حجةً فاسدةً برداء اكثر اقناعاً من ذي قبل
فيغشى زيف البدايات علي فألحد بالخيبات
واعود مصليةً كي استرد املاً لم يكن ليكون اصلاً
يعجبني كيف يخدعنا الرجال
وليس انهم يخدعوننا
بل بطرقهم المتعددة في رمينا داخل دائرة من النار
واوهامنا بأن ما يشتعل حولنا هو نور الحب
والانكر من هذا اننا نصدق
فمهما تعالت الصيحات المحذرة خارج هذه الدائرة
نُصم عنها ..فالقناعة الخاطئة قد اسست بالفعل
مخازنها بداخل روح تحتاج هذا الوهم كثيراً
..
فنحن لا نؤمن بالوهم الا لأنه اصبح الطبق الوحيد القابل للأكل في مائدة الحب الجائعة
حين ترى ان الجميع قد انتهى من اختياره المدروس
يبقى لنا اختيار مجبر واحدّ

~انثى لجميع الرجال..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن