في مكانٍ ما ، و بالتحديد في أحد الأكواخ الواقعة في نهاية الغابة..
دخل الكوخ حاملاً في يديه أزهار الروز الزرقاء..
أخذ الكرسي الخشبي الموجود بالقرب من المكتبة ..
وضعه بجانب السرير و تنهد بحزن..
أمسك بيديها الباردتين و تركها لتحتضن الأزهار التي جلبها لها..
إنها كالملاك النائم..
مستلقية على السرير بردائها الأبيض و خصلات شعرها الزرقاء كزرقه السماء..
طال بنظره إليها و تحدث بحزن..
....: سيدتي.. يا سيدة الدنيا .. يا ذات الجمال الآسر.. أعلم أنكِ تسمعينني و لكنكِ لا تجيبين..جأت لأبشركِ بأن طفليكِ أجتمعا أخيراً و لم يبقى إلا القليل و سوف تتحررين.. أعدكِ بذلك سيدتي..إيلا..
أحمق.. غبي..
يا إلهي لقد أفسد سعادتي في هذا الصباح الجميل..
هل كان هذا ما يجب عليه فعله الآن!!..
يا إلهي حقاً سأجن كيف له الأقتراب مني هكذا..
دخلت إلى مبنى المدرسة و تلك الأفكار تتصارع في داخلي..
وعند المدخل تذكرت القلادة..
أووه كيف لي أن أنساها..
علي إرتداءها فقد حذرني منها أبي سابقاً..
أخرجتها من جيبي وأرتديتها و أنا متجهه نحو الداخل ..
شلَّت حركتي عندما رأيت منظر الطلبة..
كل العيون كانت مرتكزة علي..
غير هذا أشكالهم مخيفة..
فبعضهم يملك أعين حمراء دامية و بشرة شاحبة..
و البعض الآخر كانت لديه بنية ضخمة و نظرات حادة تثقب من تنظر إليه..
و مجموعة منهم كانوا ذو شعر أبيض كالثلج أو كالفضة..
ما أخافني هو الطريقة التي ينظرون لي بها..
ألتفت من حولي عسى أن أجد أحداً أعرفه..
لتقع عيناي على أليكس..
فاتجهت نحوها مسرعة..
ما أن رأتني حتى قامت باحتضاني..
و أردفت : إيلا.. إيلا .. أين أختفيتي ؟ قلقت عليكِ كثيراً .. فأنت لا تعلمين كم هو خطر عليك التجول بفردكِ هنا..
أنتصبت علامة التعجب على وجهي..
كيف تكون المدرسة مكان خطر علي!!..
بعد أن ابتعدنا عن بعض..
سألتها بتعجب: أليكس.. كيف تكون المدرسة مكان خطر!!..
توترت قليلاً فقد كان ذلك ظاهراً عليها..
فأجابتني بتقطع: أ. أم.. لا .. لا شيء ..
ضحكت ثم أكملت: لا بد من أني بدأت بالهذيان من شدة قلقي عليك.. دعينا من هذا و أخبريني لماذا لم تأتي معنا في الصباح؟؟..
أبتسمت بصعوبة و أنا أتذكر ما حدث..
و أخبرتها بالآتي: أممم.. حسناً يبدو بأنكم نسيتموني لذى لم أجد سوى فين لكي يوصلني..
أتسعت عيناها ما أن لفظت أسم فين ..
و قبل أن تنطق بأي حرف دقَّ جرس المدرسة معلناً بداية الفترة الأولى من الدراسة..
تنهدت بحزن و كأنها لم ترد ذلك ..
و قالت : حسناً إيلا.. سنتحدث لاحقاً .. هيا لأرشدكِ إلى غرفة المدير و بعد إنتهاء فترة الدراسة سوف نتجول في المدرسة لأريكِ إياها..
و غمزت لي فبادلتها بابتسامة لطيفة..
ذهبنا إلى غرفة المدير و أمام الباب تركتني أليكس و ذهبت مسرعة إلى غرفة دراستها ..
و كانت تردد: إلى اللقاء إيلا.. و بالتوفيق عزيزتي..
أومأت لها ثم أشحت بناظري لأقرأ على اللافتة التي أمام باب المدير و قد كتب عليها..
" مكتب المدير إيميت برادفورد"
طرقت الباب ثلاث مرات..
فأتاني صوت شابٍ من خلف الباب..
مردداً: تفضل..
دخلت بهدوء و تعجبت من منظر المدير..
فهو على عكس ما تخيلته .. شابٌ وسيم ذو شعر كستنائي اللون و عينان حمراء دامية..
إبتسم لي و أردف قائلاً: أهلاً بكِ إيلا سوان .. هيا تفضلي بالجلوس..
و أشار إلى المقعد الذي أمامه..
فعلت ما طلب و في جعبتي سؤال يتردد ..
و أخيراً أطلقت العنان لنفسي و سألته قائلة: أهلاً بك سيدي.. و لكن هل لي أن أعرف كيف علمت أن أسمي هو إيلا سوان؟؟..
إبتسم بلطف و قال: من الطبيعي أن يتعرف المدير على طلابه و طالباته الجدد أليس كذلك؟..
إبتسمت ببلاهه و أنا أتمتم: آآآه أجلاً عذراً يبدو بأنني قد غفلت عن هذه النقطة..
تنهد بارتياح قليلاً ثم أجابني: حسناً عزيزتي إيلا .. بما أنكِ جديدة هنا خذي هذه ورقة القوانين الخاصة بالمدرسة أرجوا منك قراءتها و في حال لم تفهمي أي شيء منها أخبريني في ذلك..
مدَّ لي الورقة .. فأخذتها ووضعتها في حقيبتي..
ثم أكمل: أيضاً في حال تعرضكِ لأي مضايقة من أي طالب أو طالبة يمكنك القدوم إلي و التحدث بكل صراحة و لن يعلم أحداً بما جرى بيننا و بالتالي سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل المشكلة..
تنهد قليلاً و قال: و الآن تفضلي معي لأرشدكِ إلى غرفة دراستك..
أومأت له و أردفت بابتسامة لطيفة: حسناً ..
بعدها خرجنا متجهين إلى غرفة الدراسة في إحدى ممرات المدرسة..
حتى توقف أمام آخر غرفة ..
طرق الباب و دخل ليتحدث مع الطلاب بينما أنا كنت أنتظر منه الإشارة لأدخل..
أنت تقرأ
أسمي إيلا
Vampireأسمي إيلا ، أنا في السنة الأخيرة من الدراسة..أعيش مع أبي مارك ، لا أعلم من هي أمي لأنني لم أرها في حياتي، و عندما أسأل أبي عنها لا يجيب..مؤخراً راودتني كوابيس مخيفه ، كانت تسبب لي الآلام ،لم أستطع الخروج منها، حتى جاء هو و أخرجني منها..لا أعلم من هو...