كوابيس لا تنتهي!!!

22.8K 758 106
                                    

في وسط الغابة و تحت ضوء القمر المنيّر . هدوء الليل مصحوب بتلك الرياح الهادئه ،لا يوجد شيء سوى أشجار عملاقة يشقها طريق لا نهاية له ، الظلام حالك .
تقف في وسط الطريق فتاة بغاية الجمال عيناها زرقاء و شعرها الأزرق الباهت الذي لم يتجاوز كتفها ، جسدها المتناسق ، و الدهشة و الخوف طاغيان على ملامح
وجهها.
إيلا: أين أنا؟؟ يا إلهي ما هذا المكان ؟
إذ بصوت غريب يصدر خلفها ..
...: أهلاً بك في عالمي عزيزتي ..
تلتفت إيلا بخوف و تصرخ و تسقط على الأرض .. تدمع عيناها و تنطق بخوف و بصوت شبه مسموع ..
إيلا : ما الذي تريده مني ؟
أجابها بإبتسامه خبيثة..
...: دمائك عزيزتي ..
ما هي إلا لحظات و ينقض عليها .. تنهض إيلا من نومها و هي تصرخ و تصيح بكل ما أوتيت من قوه .. لحظات حتى يدخل رجل في بداية الثلاثين من عمره عيناها خضراء
فاتحه ، و شعره أسود قصير . يندفع بسرعة إلى إيلا و يحتضنها و يحاول تهدئتها و الحزن و القلق ظاهران على وجهه ..
مارك: إيلا عزيزتي .. أهدئي يا طفلتي أنا هنا .
تحتضنه إيلا و تبكي و تتمتم بهدوء يعتليه الخوف ..
إيلا: أنه يخيفني .. متى سوف تتوقف هذه الكوابيس عن الظهور في نومي و إفزاعي ؟!!

مارك : لا داعي للخوف صغيرتي فأنا هنا الآن ..
أبعدها مارك قليلا و هو يحدثها بدفئ ..
مارك : إيلا أبنتي العزيزة أنا آسف و لكن لم يبقى لي خيار آخر..
نظر إليها و أكمل ..
مارك: سوف تذهبين معي لزيارة الطبيب النفسي فأنت تبدين متعبة جدا و هذه الكوابيس لا تفارقكِ أبدا.
دهشت إيلا و حاولت الأعتراض بغضب و لكن قاطعها مارك بحده قبل أن تتفوه بأي كلمه ..
مارك: أنا أعلم أن الأمر صعب عليك و لكنني أكتفيت من رؤيتك و أنتِ بهذه الحالة و الآن لا أريد أي نقاش في هذا عليك أن تنامي الآن لتستيقظي مبكراً للذهاب إلى المدرسة..
نهض مارك و طبعه قبله خفيفه على جبين إيلا وودعها و رحل ..أغمضت إيلا عيناها و حاولت النوم ..

في صباح اليوم التالي..

دخل مارك غرفة إيلا بسرعة و هو يصرخ بصوت كافي لأفزاع إيلا من نومها..
مارك:إيلا صغيرتي هيا أنهظي فقد تأخرتي كثيرا هيا عزيزتي أنهظي..
تنظر إيلا إلى الساعة التي بجانبها لتقفز بسرعه و هي تتمتم..
إيلا:أووه يا إلهي !!! أنها السابعه و النصف..
تغتسل إيلا بسرعة ثم ترتدي ملابسها ،تنوره زرقاء اللون تصل إلى فوق ركبتها و عليها قميص أبيض اللون في أطراف أكمامه خطوط زرقاء و ربطة عنق أنيقة تلائم الزِّي ، و ترتدي جواربها التي تصل إلى ركبتها ، بعدها تصفف شعرها بطريقة رائعا. بعدها تخرج إيلا من غرفتها مندفعة نحو الدرج و تنزل بسرعه..
مارك: إيلا صغيرتي خذي هيا بسرعة أشربيه .. أخذت إيلا كوب الحليب و هي تبتسم فهي معتادة على شرب الحليب في الصباح و شربته بسرعة ووضعت الكوب على الطاوله و قبلت رأس أبيها و خرجت مسرعة و هي تردد..
إيلا:إلى اللقاء أبي ، أراك لاحقاً..
تركض إيلا متجهه إلى المدرسة التي لا تبعد كثيراً عن منزلها.. ما هي إلا دقائق و تصل إيلا ، حسناً لا أستغرب هذا فهي فتاة نشيطة و حيويه و لا ننسى سريعةٌ أيضاً..
لحظات منذ أن بدأ الدرس إذ بالباب يندفع و تدخل إيلا و هي بالكاد تلتقط أنفاسها..و الكل يحدق بها و يتهامسون و يضحكون..
إيلا: أ.. أ. أن. أنا .. أعتذر عل.. على تأخري..
ترخي إيلا جسدها و تلتقط أنفاسها ..و لكن تفزع من صراخ المعلمة..
المعلمة جو: إيلا!! كم مره علي أن أخبركِ بأن لا أقبل أي تأخير على حصصي..
نظرت إيلا لها و الدموع تكاد أن تتساقط من مقلتيها..
إيلا: أنا آسفة معلمة جو أعدكِ بأني لن أكرر هذا مرة أخرى..
تهدئ جو بعد أن رأت الدموع في أعين إيلا و تحدثها برفق و دفئ..
جو: لا بأس عزيزتي ، أعتذر عن الصراخ بهذه الطريقة.. تفضلي بالجلوس ..
تغلق إيلا الباب و تتجه نحو مقعدها و هي تنظر بحزن فقد أعتادت على الجلوس وحيدة في الصف و ذلك بسبب نفور الجميع منها لتصرفاتها الغريبة.. رغم أنها لطيفة و لكن لا أحد يرى هذا..
أنتهى اليوم الدراسي كالعادة و عادت إيلا إلى منزلها ..
في المنزل..
تدخل إيلا و تخلع حذاءها و تذهب لغرفة الجلوس لترى مارك جالس في إنتظارها..تندفع إليه و تحتضنه..
إيلا: مساء الخير أبي ، لقد عدت..أشتقت إليك كثيراً..
يبادرها مارك و يحتضنها بقوة ..
مارك: مساء النور صغيرتي ، أهلاً بعودتك عزيزتي، و أنا أيضاً غاليتي..
بعدها اتجه مارك لتحضير الغداء بينما تذهب إيلا لتغيير ملابس المدرسه .. تدخل إيلا غرفة الطعام و تجلس مقابلة لمارك و يبدأ كل منهما بالأكل .. بعد أن أنتهى كل منهما ساعدت إيلا أبيها في التنظيف..
مارك: عزيزتي .. استعدي بعد أن ننتهي من التنظيف سوف نذهب لزيارة الطبيب..
عبست إيلا و تنهدت..
إيلا: حسناً أبي..
في غرفة الطبيب الخاصة..
دخل مارك و خلفه إيلا التي كانت تنظر للطبيب و تحاول تذكر أين رأت هذه الملامح، أعين زرقاء و شعر أصفر يصل إلى رقبته، و بشره بيضاء مائلة للشحوب..
كارل: أهلاً مارك ..ما هي الأخبار صديقي؟؟..
مارك: هيي كارل صديقي.. بخير كما ترى..
يضحك كل من مارك و كارل لتستيقظ إيلا من شرودها .. يشير مارك إلى إيلا و يحدث كارل..
مارك: هيي كارل هل تذكرها..
ينظر كارل إلى إيلا ثم فجأة بدأ بالصراخ..
كارل:إيلا!! أنظر كم كبرت تلك الشقية الصغيره ..
يندفع إلى إيلا ثم يكمل..
كارل: كم أنتِ جميلة صغيرتي !! تبدين كوالدت...!
يشير مارك إلى كارل مما جعله يصمت و لا يكمل الجملة..تنظر إليه إيلا بتعجب و الفرحه تعتليها..
إيلا: العم كاارل!! ...... عمي هل تعرف أمي؟!! هل حقاً أنا أشبهها..
أدمعت عيناها و لكن سرعان ما تماسكت عندما سمعت ما قاله كارل..
كارل: أعتذر صغيرتي أنا لا أعرفها و لكنني أخطأت القول.. و الآن هل أنتي مستعدة لإخباري ما الحلم الذي يزعج صغيرتي و لا يجعلها تهنأ بنوم هادئ...
تغيرت ملامح إيلا إلى الخوف و الحزن و بدأت إخبار كارل بكل الحلم حتى النهاية.. صمت كارل و تغير وجهه و أصبح شاحباً.. أنتبه مارك لذلك فبادر بالسؤال و القلق ظاهر على وجهه..
مارك:كارل ما بك!! لماذا أنت شاحب هكذا فجأة ؟؟
لم يجبه كارل بل أسرع و أجرى أتصال ما ..
مارك: كارل أنا أتحدث إليك!! إيلا لن يصيبها مكروه أليس ذلك؟!!...
كارل: إ.. إن.إنها بخير لا تقلق ..مرحباً كارل معك..
...: أهلاً كارل .. أسمعك..
يخرج كارل و هو يكمل..
كارل: إيميت أريد منك إرسال أفضل الفتيان لديك و بسرعة..
إيميت:حسناً و لكن أين علي إرساله ؟؟و ما المهمة التي تريدها؟؟
كارل: أرسله إلى ثانوية فوركس و أجعله يحرص أن لا يصيب المدعوة ب إيلا سوان أي أَذًى .. هل هذا مفهوم..
إيميت:أجل لك ذلك..
أغلق كارل الخط و عادة للداخل و طمأنه كل من إيلا و مارك ..عادا مارك و إيلا ، بينما جلس كارل يفكر في نفسه..
كارل: ما هذا!! من عساه أن يكون !!و ما الذي يريده من إيلا؟؟!! إلهي ساعدني فعلي أن أبذل كل ما بوسعي لحمايه إيلا منه..

أسمي إيلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن