أمي {1}

6.6K 363 42
                                    


استيقظت من ذلك الكابوس المخيف..
لأغرق في واقعٍ جميل..
كانت تقف على ضفاف النهر الخلاب..
زقزقة العصافير من حولها..
و أشعة الشمس الدافئة ..
التي رمت بلآلئها على سطح النهر..
و كأنها تلبسه فستان الحياة الذي يبث الروح في الأرجاء..
هبَّ نسيم الرياح من حولها ..
ليداعب خصلات شعرها الزرقاء كسماءٍ صافية..
تقدمت نحوها بخطواتٍ رقيقة..
و بصوت هادئ ملأهُ الشوق..
قلت لها: أمي؟!!.... هذه أنتِ صحيح أمي!!..
أستدارت و على وجهها رسمت إبتسامه دافئة ..
تراقصت دموعي على وجنتاي..
و أسرعت بخطاي لها و أرتميت في أحضانها..
شعرت بدفئ قلبها و روحها..
شعرت بحبها الذي أحلم به منذ أن كنت طفلة..
ضمتني إلى صدرها بحنان و داعبت يداها خصلات شعري..
قُبلتني على رأسي و قالت لي:

أميرتي الصغيرة إيلا،،
قد لا يكون هذا الوقت المناسب و لكن تذكري..
لا تتساهلِ مع الاخرين فيسخرون منكِ ..
ولا تتعاطف مع أي أحد حتى لا تقع بفخهِ..
لكن كوني في وقت الجد جادةً..
وفي وقت المصاعبِ حكيمةً..
لا تستعجلِ في إتخاذ القرارات ، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة..
و تذكري بنيتي،، أرضي الإله أولاً ثم الوالدين ..
فيضع الإله لك القبول في الارض..
وصادقِ الناس و كوني لهم أفضل صديق..
دائماً كوني مؤثره عليهم لا متأثره بهم ..
لكي تنعمِ بحياة هادئة مليئة بالسعادة والهناء..
و لا تفقدي الأمل من وجودي بقربكِ أبداً..
فأنا إلى جانبكِ كلما إحتجتي لذلك..
أحبكِ صغيرتي..

بعد أن أنهت كلامها تلاشت من بين يدي كأوراق الأشجار في الخريف..
ركضت خلف و بدأت بالصراخ ..
كنت أحاول التمسك بها..
: أمي.. أمي أرجوك لا ترحلي و تتركيني.. أمي..
لكنها إختفت لم يعد لها وجود..
: أمي!!!!..
بللت الدموع وجهي و أنا أنظر للفراغ حيث كانت تقف..
جهشت بالبكاء و أنا أردد: لا يمكنكِ تركي هكذا و ترحلين بعد أن ظهرت أمامي من بعد كل تلك السنين...... عودي إلي أمي..
صدى صوتها ملئ المكان..
قائلة: سأكون بجانبكِ دوماً عزيزتي..
إنهرت من شده البكاء..
و سقطت على الأرض و لم أعد أرى شيئاً سوى الظلام الحالك..

أسمي إيلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن