مجد ، مجد ..
شعرت بشيءٍ رطبٍ يتحرك ع خدي ، هل هذه دماء مجد ؟!
صرخت منادياً : مااجد ، مااجد ..فإذا بالظلمة تتجلى و يخف جسمي ، و يفتح جفناي لاجلس به فزعاً مناديا
" مااجد لاا ، مااجد مجد " ..انفاسي لم اكد ان التقطتها ،اطرافي ..
" مجد ..." نظرت حولي ..
امي،ابي، لؤي ، حاتم ، الكل حولي فسألتهم : مجد؟..امسك ابي بكتفي و قال :
اهدأ يا بطل لقد كان كابوساً مزعجاً فحسب ..
نظرت الى باب غرفتي ، كان مفتوحاًز..
" لاه.. م...ماجد"
فدفعت ابي عني و نهضت راكضاً مسرعاً حتى اذا وقفت امام باب غرفته سكنت فجأة ..
اصبحت اتنفس ببطيء " هل هو في الداخل ؟! ..."
امسكت بالمقبض و شددت قبضتي عليه ، ثم ادرته ..
اغلقت عيني خشية ان ارى ما لا يسرني ، و فتحت الباب ببطيءٍ شديد ..كنت اتنفس ، انفاسٌ متقاطعة ..
رأيت سريره الصغير ،رأيت غطاءه ،رأيت ..
اقتربت ببطيء ، مددت يدي و دنوت اليه اكثر فأكثر ..
و همست " مجد؟... مجد؟" ..
امسكت الغطاء ثم سحبته قليلاً ، شهقت شهقةً لم استطع ان اخذ زفيراً بعدها ..
تجمدت في مكاني ، تمورقت عيناي دمعاً " مجد؟ "فاذا بابي يحتضنني من الخلف و يسحبني الى الخارج ، شعرت بجسمي يتحرك لكن الى اين ؟؟ لا اعرف ..
فتوقفت و نظرت الى ابي و الدموع تجري على خدي :
ابي ، مجد ..
ثم ارتميت في حضنه جاهش البكاء ، اما هو فقد لف ذراعيه حولي و امسكني بشده و كرر قوله :
هاني ، اهدأ يا هاني ، هاني ، اهدأ يا بني ..بكيت لحظتها كثيراً كثيراً جداً ، بالرغم من ابتسامته البريئة التي رأيتها تحت ذاك الغطاء ، بكيت خوفاً مما حصل و مما حلمت ، بكيت فرحاً بأن مجد كان على سريره نائماً ، و بكيت حزناً على فراق وائل ..
هل كنت ضعيفاً؟؟ ام أن الخطب كان قاسياً علي ؟؟
امي ممسكةً بيدي : صغيري ، هل انت بخير ؟
نظرت اليها : امي انا ، لاه..لا اعرف ؛ انا خائفٌ جداً يا امي ، انا احبكم و لا اقدر على خسارتكم .
ضم ابي رأسي الى صدره : اااه يا بطلي ، انت متدرب ماهر انسيت ! انا دائماً اوصيك على امك و اخوتك ، كيف ستخسرهم و انا و انت نحميهم معاً ؟
حاتم : اوه انا اغار ، اتسمعه هذا الكلام و انا اقف هنا؟
لؤي : هههههه حاتم ان هاني اشجع منك و اذكى و اقوى الكل يعرف ذلك ، و انا اشعر بالامان طالما نحن مع بعضنا .
رفعت رأسي قليلاً نظرت الى ابي و ابتسامة الفخر بي تعلو وجهة ، ثم التفت اليهم ...
اااخ اااه ياله من شعور جميل ، ان اكون بينهم ، اعتقد بأن هذا افضل ما حصل لي على الاطلاق .فاخذتني امي بيدي و سارت معي الى السرير ، و استلقت قربي و ربتت شعري حتى غفوت ..
فقط غفوت دون نوم ..جاء الصباح ، و ارسلت الطيور اجنحتها لتداعب الندى ، و توقظني على غناء صفيرها ، نظرت الى تلك الستارة .. " كابوس .. مجرد كابوس "
نظرت الى الساعه ، مهلاً ..
انها العاشرة ، لكني اشعر بالاجهاد ، اه كفاني كسلاً .
نهضت و اغتسلت ..
الكل نائم ، نظرت الى غرفة مجد ..
" مجد؟" ..
صعدت السلالم و اقتربت من الباب ، سمعت صوت العابه ، " هههههه" فتحت الباب ..
مجد بتضجر : اخييييرااااا ، عادت الحياة في احدهم .
استغربت قوله : ماذا ؟
مجد ساخراً : ماذا ماذا يا حبيبي ؟! تنتظرونني لانام ثم تسهرون الليل ؟
لم اعرف بم اجيب ، اكتفيت بالتحديق ..
تنهد قائلاً : لقد مللت انا مستيقظ مذ خمس ساعات ، تعال العب معي .
قلت : لا لا ، سأجلس هنا و انت العب ، سأشاهدك.