مقدمة + نبذة عن أول بارت

1.4K 43 9
                                    


الانتظار سيء .. الانتظار قد يصيبنا بالمرض
قد يمل البعض من الانتظار و يقرر الاستمرار بحياته
بينما لا يستسلم أخرون حتي آخر لحظة بحياتهم
في حين تتحول مشاعر الحب و الاشتياق الناتجة عن الانتظار إلي بغض و حقد و رغبة في الانتقام

______________

حسنا عليك الاستعداد من الآن عزيزي القارئ لتلك القصة التي سأرويها لك
لن أقول خيالية و لن أقول واقعية أيضا
فإنها إن لم تحدث بحياتك قد تكون حدثت بأخري و إن لم تكن فقد عبرت بمخيلة أحدهم و إن لم تكن فقد تستقر بذاكرتك إذا قرأتها
لا أؤمن بالنهايات السعيدة لذلك و منذ الآن وداعا لمحبي تلك النهايات المزيفة .. استمتعوا بها قدر استطاعتكم فلن تدوم

___________________

بعد أن تعبر الشارع الرئيسي المليء بالسيارات التي لا تتوقف و البشر الذين لا ينامون

ستجد زقاقا مظلما .. يبدو مخيفا للوهلة الأولي لكن عليك أن تعبره حيث أن قصتنا ستدور أحداثها هناك .. في المنزل خلف الزقاق

بذلك المنزل ذو الطابقين و الحديقة الخلفية اللطيفة .. نوعا ما

من الغريب أن يتواجد ذلك المنزل خلف الزقاق بعيدا عن الأحياء الراقية أو حتي الشوراع المزدحمة .. لكن بالتأكيد هناك سبب لذلك

لكل منا سر يود الاحتفاظ به لنفسه لكن و ما مصير الأسرار إلا الخروج إلي العالم لتثير بعض الفوضي بقلوب الناس ثم تندثر بعيدا و تصبح في طي النسيان

لا يسعنا سوي تأخير ظهورها .. لا يسعنا سوي محاولة الاحتفاظ بها لوقت أطول

كان ذلك المنزل مناسبا ليحوي سرا

سر المرأة التي اختارته سكنا

كي تبعد الانظار عن ابنها المريض

مريض الانتظار

____________________

السادسة صباحا .. ذلك الوقت الذي يفضله الكثير

بداية اليوم .. أشعة الشمس .. أصوات العصافير .. رياح باردة لطيفة تداعب الوجوه

الكل ينطلق بحماس .. الكل يحب هذا الوقت من اليوم حيث يتخلله ذلك الإحساس بأن بداية اليوم فرصة جديدة للعمل فرصة جديدة لإصلاح الأخطاء

لكن ليس الكل يشعر بهذا

هناك من ليله مثل نهاره .. هناك من غفوته مثل يقظته

_______________________


الطابق الثاني آخر غرفة علي اليسار حيث يقبع ذلك الجسد فارغ الروح
أصوات الطرق علي باب تلك الغرفة أفزعت الطارق نفسه حيث أن من اعتاد ذلك الهدوء القاتل يفزع عند إصدار صوت حتي لو كان صاحبه
استمر الطرق عدة دقائق حتي اختفي لتبدله صاحبته بصوت أنثوي رقيق

" .. سأفتح الباب "

لم تتلق ردا كالمعتاد .. قد تنهار لو سمعت ردا علي حديثها هكذا فكرت
أخذت نفسا عميقا قبل أن تضغط لأسفل علي المقبض و تدخل لتلك المقبرة التي تحوي حيا

" تشانيول .. شقيقك سيأتي اليوم "

عدة دقائق من الصمت كالعادة قبل أن يتحدث صاحب الغرفة بنبرة مبحوحة غليظة .. ربما تعود لكونه لم يتحدث منذ فترة

" ه..هيو-نغ "

شقت ابتسامة واسعة طريقها علي وجه المرأة لتزيد علي تجاعيد وجهها أخري

" سيعود اليوم لذلك لا تتصرف بطريقة غبية حتي لا تندم لاحقا "

حدق بها الشاب بنظرات فارغة و لم يجبها فبادلته بأخري حادة و خرجت

مريض الانتظارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن