بارت 2

817 29 13
                                    


تفأجأت بتغيرك لكن إن كنت سببه فعاقبني عليه علني أستعيدك


" عانقني هيونغ "

و كأن تشانيول أعطي بهمسه الضعيف إشارة لشقيقة الأكبر بالانقضاض عليه و معانقته بقوة و كأنه يراه لأول مرة
كان هجوما شرسا أكثر منه عناقا
كان تفريغا لمشاعره السيئة التي امتلأ بها خلال الطريق من المطار و حتي المنزل علي حال شقيقه
كان عناقا محكما يرفض به الواقع
استسلم تشانيول تماما و أرخي جسده بين ذراعي شقيقه
لم يبادله إلا أنه لم يبعده أيضا حتي بعد مرور ساعة كاملة علي هذه الوضعية الغير مريحة بالنسبة لكليهما إلا أن أيا منهما لم يتذمر و لم يبعد الآخر

فقد يختصر العناق حديث عدة أيام

فصل الأكبر العناق أخيرا لكن ببطء شديد و ما زال محافظا علي المسافة القريبة بينهما

" تشانيول "

همس ضعيف أصدره بيكهيون كي يجذب انتباه الأصغر الذي يتصرف بغرابة فهو لم يبتسم له و لو لمرة منذ وصوله و لم يبادله العناق بالرغم من أنه هو من طلبه  ..
أحاط بيكهيون وجه تشانيول بكفيه يعمق النظر بعيني الأصغر يحاول البحث عن الطفل ذو الثلاثة عشر عاما الذي تركه منذ خمس سنوات .. لكنه لا يجده .. لا يري عينيه اللامعتين كل ما يراه هو نظرات فارغة ... هل ضاع للأبد أم أن بإمكانه استعادته إذا حاول ذلك

ابتسم بيكهيون علي أية حال و صعد فوق السرير
أمسك بكتف تشانيول و ساعده علي الاستلقاء
تشانيول لم يبد مقاومة تذكر هو فقط يتبع تحركات بيكهيون بصمت
بعد ان استلقي تشانيول بالكامل فعل بيكهيون المثل دون أن يغير ملابسه حتي

" تشانيول .. أنت غاضب مني ؟ "

سأل بيكهيون بابتسامة و هو يعبث بخصلات شعر الأصغر الذي أغمض عينيه يستمتع بحركة أصابع بيكهيون الرقيقة علي رأسه

عندما لم يتلق بيكهيون إجابة هو فقط شد في عناق الأصغر يقربه إليه أكثر .. يشعر برغبة عارمة في البكاء لكنه منع نفسه من ذلك فتشانيول يحتاج إليه قويا و متماسكا .. لا يستطيع أن يظهر ضعفه الآن

حل الليل علي الجميع لكن هناك منهم من بات آمنا و هناك من بات مذعورا ... هناك من بات و دموعه لم تجف بعد و هناك من بات و الألم يعتصر قلبه .. هناك من بات متمنيا أن يمر الليل أسرع عله يحظي بيوم أفضل و هناك من بات متمنيا ألا يرحل الليل عنه أبدا حتي لا يضطر لمواجهة حياته البائسة

لكن و في النهاية تشرق الشمس لتبدد الظلام بأشعتها  و تعلن عن بداية يوم جديد نضطر فيه للمحاولة من جديد و مقاومة كل شيء من جديد

استيقظ بيكهيون بعد ساعات طويلة من النوم ليجد تشانيول يحدق بوجهه ففزع و تراجع للخلف بسرعة حتي كاد يقع من فوق السرير .. لم يدرك بعد أنه في منزله و كان نائما بجانب شقيقه

مريض الانتظارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن