بارت 1

826 32 15
                                    


صدمة !! .... جعلتني أتمني لو كان لعقلي بابا خلفيا أستطيع الهروب منه إلي مكان آمن بعيدا عن الواقع القاسي الذي يحطم البشر دون رحمة

                                                           __________________________

بذلك المكان الذي يحمل الألاف من الأجساد البشرية
بذلك المكان الذي يشهد ألف لقاء و ألف وداع في اليوم الواحد
لحظات سعيدة و أخري حزينة
أحذرك .. بذلك المكان قد تودع شخصا ما وداعا مؤقتا أو أبديا لذلك عانقه بكل ما تملك من قوة حتي يتبقي لك شيء تتذكره لاحقا .... دفء جسده .. رائحته .. ذراعيه حولك
و استمتع بكل لحظة أتيح لك خوضها فأنت لا تعلم كم ستدوم
بذلك المكان وقفت الأم بأعين مشتاقة و متلهفة لتمتع نظرها بوجه ابنها الذي غاب عنها لخمس سنوات عانت فيهم  الوحدة و عاني هو فيهم الغربة بينما عاني الصغير من مشاعر مختلطة يصعب فهمها حتي بالنسبة إليه

قفزت برشاقة و كأنها فتاة في ريعان الشباب عندما لمحت بنية جسده التي لم تتغير كثيرا و التي تحفظها هي عن ظهر قلب
لوح الابن بسعادة و هو يتجه نحوها ركضا ليأخذها بعناق محكم لربما يعوض كل تلك السنين الطويلة المؤلمة
" بيكهيون إشتقت إليك ... إلهي لقد ازددت وسامة "
تحدثت بسعادة مفرطة بعد أن فصلت العناق و هي تقرص وجنتيه ليصرخ بألم

" أمي .. توقفي  "

انتحب الابن و هو يفرك مكان الألم بخفة

" لن أتوقف أبدا "

تحدثت الأم بطفولية قبل أن تخرج طرف لسانها لتغيظه و تمسك بيده و تسحبه للخارج

تنهد الشاب حليبي البشرة و الذي احمرت وجنتيه لتزيده وسامة علي حديث والدته و تبعها لخارج المطار حيث سيارتها الفارهة

" أكاد لا أصدق أنك تجلس بجانبي الآن "

قالت الأم بفرط سعادة و هي تدلك يديه بين أصابها فابتسم لها الابن براحة

" أنا حقا اشتقت إليكم كثيرا ، كيف حال تشانيول ؟ أحضرت له أشياء كثيرة ، اريد رؤيته حقا .... بالمناسبة أمي لماذا لم يأتي معك اليوم ؟ "

تغيرت ملامح الأم إلي تعابير غير مفهومة و توقفت أصابعها عن الحركة فوق يديه

" هل هو بخير ؟ .. أمي ما الخطب ؟ "

أصيب الابن بالذعر من ملامح والدته التي استحالت بشكل غريب غير مفهموم بالنسبة إليه

" تشانيول .. إنه .. إنه .. "

دحرجت الأم نظرها بعيدا عن ابنها الأكبر و هي تكاد تنهار حرفيا ، فمن فرط غبطتها برؤيته لم تفكر بما ستقوله للأكبر عن حال شقيقه

مريض الانتظارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن