رأت يورك ان هذا الرجل هو مصدر متاعبها .. فهو لا يحتمل .. في المرة الأولى كان بارداً جداً ، ومتباعداً .. وحدها امرأه شغوفة يمكن ان تقع في حبة.
بدا الرجل عادياً ، تافة الشخصية .. وهو بلا شك بحاجة إلى تشكيل من جديد ، لكن بايلي واثقة من انها تعرف كيفية ذلك .
لهذا ، قامت بما هو منطقي .. استشارت كاتبة رومانسية زميلة .
وكانت جو آن دايفس تستقل قطار الأنفاق معها كل يوم .. وهي صاحبة خبرة أوسع في مقل هذه الأمور .. لأنها تتعامل منذ أكثر من 3 سنوات مع رجل مثل مايكل .
وسألتها بايلي بلهفة حين التقا في الصباح يوم ممطر من ايام شهر كانون الأول قبل ركوب القطار السريع لمنطقة سان فرانسيسكو باي :
- حسن ما رأيك ؟
هزت جز آن رسها ، ونظراتها تماثل كلماتها : انت على حق ، مايكل تافة
ولم تستطع بايلي إلا ان تشهر بالإحباط
- لكنني عملت جاهدة
لقد عملت شهراً ، واستغنت كل لحظة ممكنة . كما ضحت بأوقات الغداء ، وتخلت عن سهرات تلفزيونية ، ونهاية أسابيع كاملة ..حتى الأعياد اعتبرتها إلهاء لها ، وغني عن القول أن حياتها الإجتماعية انعدمت كلياً .
تمتمت بايلي ، مع وصل القطار السريع للمحطة :
- لم يقل لي احد إن كتابة الرواية الرومانسية صعبة بهذا الشكل .
توقف المطار ، وانفتحت الأبواب لينزل ركاب على عجل من امرهم .
واتجهت بايلي إلى احد العربات وهي تسأل : ماذا بعد ؟
لم تكن يوماً أكثر هدوءاً ، واحست ان قرارها لن يتزحزح ولن يتبدل .
نصحتها جو آن : عودي إلى البداية .. وابدئي مجدداً
تأوهت بايلي : مرة اخرى
ونظرت حولها تبحث عن مقعد فارغ وتقدمت إلي الأمام وجو آن تتبعها . وبعد ان استقرتا ، ردت جو أن مخطوطة القصة المهلهلة إلى بايلي .
فتحت الصفحة الأولى ، تقرأ الملاظات التي وضعتها جو آن في الهوامش . أول ما خطر لها هو ان ترمي المشروح كلة في سلة المهملات وتتخلص من بؤسها ، لكنها تكره الإعتراف بالهزيمة .. فهي لطالما كانت شخصاً مصمماً وما إن تصمم على شيء حتى يلزمها أكثر من امر تافة تحديد الشخصيات ليحبطها .
فكرت بيلي في سخرية الموقف ، امرأه فاشلة بالحب مثلها تهتم بالكتابة عنة . ربما هذا هو السبب ولعل هذا هو سبب حاجتها لبيع مؤلفها الرومانسي . فقد عاشت الحب الحقيقي مرتين وتعذبت مرتين .. تعلمت درسها بطريقة الصعبة فمن الرائع أن تقرأ الرجال وأن تتأملهم من بعيد ، ولكن حين يصل الأمر إلى التورط شخصياً في علاقة جادة تهرب ببساطة لأن الأمر لا يهمها ... بل لم يغد يهمها
أكدت لها جو آن : الحبكة جيدة في الأساس وكل ما تحتاجين إليه هو إعادة تشكيل الشخصية مايكل .
لقد اعادت العمل على الرجل المسكين اعداداً لا يحصى من المرات بحيث يصعب على البطلة جانيس ان تعرفة . ولو لم تكن بايلي تحب مايكل لما توقعت ان يأسر قلب جايمس
تابعت جو آن : افضل نصيحة أسديها لك هي اعادة قراءة القصص الرومانسية المفضلة لديك ، ومراقبة وصف المؤلفة لبطلها .
أطلقت بايلي تنهيدة سخط ، وهزت رأسها يجب أن لا تتذمر ... ليس بعد على أي حال فهي لم تعش هذه التجربة إلا منذ بضعة أشهر .. على عكس جو آن التي تكتب المخطوطات منذ اكثر من 3 سنوات . وولكن بايلي تظن أنة لن يلزمها هذا الوقت كله لتبيع كتاباً ، لأن لديها وقت اطول من صديقتها للكتابة ... فجو آن متزوجة وأم لولدين صغيرين ، كما انها تعمل دوام كامل .. سبب آخر لدفع بايلي للتأكيد على نجاحها ، وهو انها رومانسية ... الكل تقريباً ، الطبيعة الحساسة هي عنصر هام على ما يبدو ولطالما وصلت بايلي لتكونين احاسيس الرومانسية لامعة وملفتة .. وقد كانت كذلك ، بإستثناء مايكل الذي بدا مصراً على التسبب لها بالمتاعب .
لطالما كان الرجل لغزاً محيراً بالنسبة لها ... لذا من غير المنطقي أن تتوقع ان يختلف الأمر الأن
وأكملت جو آن مفكرة : أمر آخر قد يساعدك ..
- ما هو ؟
- نشرت وكالة الكتاب مؤخراً كتاباً حول الشخصيات ... ولقد قرأت مقالة عنة ، وحسيما أذكر يدعي المؤلف افضل وسيلة للتعلم هي المراقبة بدا لي الأمر سخيفاً حينها ... ولكن ، اتيح لي فرصة التفكير بالأمر ... او تعرفين ؟ وجدتة منطقياً
قالت بايلي بصوت مرتفع : بكلمات آخرى ... ما احتاجة هو نموذج ..
ثم عبست وهزت رأسها ببطء مضيفة : اعتقد لحياناً أنني لن أتعرف إلى البطل حتى ولو ضربني على رأسي
وما إن نطقت بهذا الكلمات حتى صدم شيء صلب رأسها
فأطلقت بايلي صيحة حادة وراحت تفكر بالألم .. والتفتت تنظر إلى النذل الذي مر بكل عفوية من امامها . ولم تكن نشعر بقدر ما كانت مندهشة
صاحت : هاي انظر امامك !
فقال الرجل بصوت اجش : ارجو عفوك
كان يحمل حقيبة اوراق في يد ، ومظلة تحت إبطة .. وقدرت بايلي أن قبضة المظله عي المعتدى . نظرت إلية ساخطة ، فأصل ما علية ان يفعل هو السؤال عما إذا اصيبت بأذى
سألت جو آن : ستأتين إلى الإجتامع الليلة ... أليس كذلك ؟
أنت تقرأ
روايات احلام/ لك الى الابد
Romanceكيف يمكن لأمرأه فاشلة في الحب أن تكتب عنة ؟ وهل من مكان افضل من رواية الحب تدفن فية بايلي يورك أملها المكسور ؟ على الأقل في الرواية لا يموت الحب ولا يهرب البطل في اللحظة الأخيرة .... لكن هل هذا البطل موجود فعلاً في الحياة ؟ سؤال حير بايلي حتى ظهر با...