في احد الازِقه الضيقه والشقق المتشابِهٓه فيّ بلدة لا يهم البعض اسمُها ؛ كَشمير الهندية.
سأحكي لكم قليلاً عن هذه البلدة ، منذ ان سكنا في كَشمير وأبي يتعامل مع الناس وكأنه فاتِح مُنتصر لا ساكنٌ جديد. يبني المساجد ويغير اسماء الشوارِع ويتدخل حَتى في امزِجةَ العابرين ولوحات المحلاتِ التجارية. وكل من يرانا معاً بِبشرته السوداء وقامتهُ الطويلة وابتسامتهُ الثابته وملابسه الرثّة يظنه الناس خادماً. ولو ان قامتة كانت اطول قليلاً وبُنية جسدة اعرض لظنوة حارساً شخصياً من اولئِك الذين يُرافقون الامراء.
لا يمكن لأحد ان يسعف خياله بحقيقه انهُ ابي فكأنني النسخة المؤنثه مِنه ،انهُ ابي الجبلي اللطيف الذي تسرب الى حياتي مثل نغمةٍ هارِبه من فمِ راعٍ .
انا اشبه امي في تشكيل جسدي . كلانا نَبدو هندسيات بشكلٍ مُعين . نحيلتا الصدر والساقين والفخذين وعريضتا البطن ، ويقول ابي ضاحكاً في اخر سالة سمِعتُها منه :"عرق جميل ايضاً وياسمين جميلة عيناها محفزتان وَ وجهها متسق الملامِح. هي معركة كَـ اُمها أيضاً غير انها لم تجد من يخوضها بعد، او هي ملت من الفرسان الخائِبين الذين يُناوِونها عن بُعد".
السنوات الطويله التي عشناها في بيت المربع حفرت تفاصيله في ذاكرتي بعنايه حتى اكاد في إغامضه قصيرة أن امشي في فِنائه الواسع الذي تكسوه بلاطات مربعه برتوش سوداء وبنية غير منظِمة، واتحسس بيدي رشتهُ البازلتيه الخشنه التي يعرف النمل الكبير طريقه فيها جيداً، وشبابيك الألمينيوم التي كانت صرعه البناء تلك الايام وهي تحيط بزجاج مثلج الشكل وملون بالأخصر والاصفر .
-..
ريحان من دراجلينغ وليلا من غوا وزهره من كراتشي وانا الوحيدة التي من كشمير. تلك الفتيات الذي اعددتهم هم صديقاتي والوحيدات في هذا العالم . تسألون لماذا هم متعددات الجنسيات ويقيمون في كشمير ، ريحان تعرفني منذ زمن فهي تعيش بدار الايتام فَـ عائِلتها كانت من ضحايا حرب باكستان والهند . تعرفت على ليلا من هناك وفي غياببها انا تعرفت على زهره ، فقررت ريحان ان تجمعنا في بلدة واحدة وهي كَشمير." ياسمين .. ماذا تشجعين الهند ام باكستان." احدق في وجهها لعلها تفهم خطورة سؤالها فألمح يديها ضائعتين داخل فروة رأسها وأسنانها المُبيّضة تفترش في وجهي بضحكة " هذا اللسان بحاجة للقص ، تلك حرب وليس كرة قدم يا حمقاء" اجبت ، وكأنني ابي عندما انصح.
_____________________________
انتهى
سأجعل الاجزاء قصيرة حتى لا تكون مملة ، الى اللقاء.
أنت تقرأ
काश्मीर | كشمير .
Historical Fictionلا! انا لم اوجد فقط لأتعلم الطهي ثم اتزوج فأنجب اطفالاً ثم اموت! اذا كانت هذه هي القاعدة في بلدي فسأشذ عنها ... انا لا اريد ان اتزوج ، انا اريد ان اعيش حياتي ، لا ان تُرسم حياتي ! ، اريد ان احصل على شهادات عاليه ، اريد ان ادرس الموسيقى ، واتعلم اخر...