٢.

205 9 4
                                    

عدت لِلمنزل بعد الغروبِ وانا اقف في وسط الحويّ مُتسمِرة في مكاني مِثل فزاعةٍ وسط مزرعه. اتت عمتي التركية وَحشت رأس اُمي بمواضع خبيثه عن الزواج. ذَهبتُ بِسرعةٍ الى غُرفتي حتى لا يظنوا انني اتسمع.
اتت امي مُسرعة الى غرفتي دون طرق الباب وانا في طريقي لأخلعَ ملابسي كي ابدل. ولم اعُرها اهتماماً من شدةِ التوتر .

"ماذا سمعتي؟" بعلتُ ما بداخلي "لم اسمع شيئاً" اقول بعينين مجحدتين "جيد" ترتسم الابتسامة الاثمة وكأنه لا مجال للتفاوض .
***
خرجت فروتي ام يَسمين الى اختِ زوجها مجدداً وهي تحملق بإنتصار .

" انظري حتى انها لم تخجل ان تبدل ملابسها امامك. لقد نضجت تماماً ، زوجيها لتجنب لها ابنائاً يحملونها في شيبتها!" صَرخت في جُملتها الاخيرة .
***
لأعرفكم عن هذهِ الشخصيه ، آمي فروتياكشي . ام لا تتوقف عقاربها عن الدوران ، لأنني ابنتها الوحيدةُ لم ينفذ جِلدي عن امومتها القاهره ، تعسة دائماً . في العاده كانت قراراتي كانت تختراعا بالنيابة عني كالسعادة التي تشعر سُلطتها بالفخر لأنها ما زالت تربيني مثل معلمة صارمة في مدرسة داخليه .

حكايات امي داخلي مثل الغاز السام لهذا ابقيها في قعر الروح حتى لا تبلغها الدلاء، كانت لدي طموح في الصغر لكن بعد ما فهمت الحياة بصورة عائلتي ، كرهت كل شيء حتى ابي . تخبر جميع صديقاتي بإنني ساحرة حتى لا يتفسحون معي وكأنني ،هذا تصرف طفولي!. ، حتى انه قبل ست سنوات في جو شتوي ماضيه جلست في حضنها ين ذراعها وفخذها وهي تهاتف الجيران .

جلت اصابعها تجوس في رأسي لثوانٍ عندها شعرت انني اتقلب في رحمها دافئاً امناً .
ولكن ساهمت بالنهوض ودقت على رأسي " قومي يا بائِسه دعيني ارى عملي" صفعني ذاك اللقب القبيح في اكثر
اللحضات امومة وعندها حرمت من الجلوس في حضنها للأبد !.

لنترك هذا الحديث الصاخب ، انا لدي دفتر اخضر صغير يشبه جواز سفر. كتبت في ما يستعين الي عندما اكبر واتحرر ؛ كانت الاسطر الاربعة تفصح عن نفسها بوضوح :
- ابحث عن شقه في وسط المدينة
- فتح حساب بنكي
- شراء شريطين من الاغاني الهندية.
- شراء ساري جديد .
اغلقت الدفتر ووضعته على طاولة المرآة ذات الخشب المتقشر ، تخيلت ابي المرحوم يحمل عصاً طويلة ويجوب بها في غابات اريغون البورتلاندية بحثاً عني . وتخيلت مقدس عمتي التركية وعبد الرشيد اخي بالذي لا يأتي الا مرة في السنة ( يأتي مثل الجحيم ) كلاهما يصابون بإكتاب حاد ويقولون انهم مسؤلين عن كل شيء حصل . وتخيلت امي لاتنطق بغير اسمي وهي في سكرات الموت الاخيرة .

ليته كان حقيقه .
__________________________
انتهى.

ارأكم؟

काश्मीर | كشمير .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن