ما بعد العاصفة

138 5 6
                                    

مع دخول عاصفة قوية من الرياح...

برز رجل عند المدخل وقد ومضت الشموع بينما إنطفأت إحداها. هذا الدخول المفاجئ وسط تفاخر السيرجنت، باغت الجميع، بينما أسرع السيرجنت يسحب سيفه من غمده وقد ماتت الكلمات على شفتيه. أغلق الرجل الباب خلفه بسرعة مبعداً الرياح.
التفت القادم الجديد نحو الجميع، فأطلق صاحب الحانة تنهيدة ارتياح،

إذ لم يكن القادم زورو بالطبع، بل كان دون دييغو فيغا. شاب في الرابعة والعشرين من عمره ويحمل دماً نبيلاً، وقد عُرف على طول الكامينو ريل بقلة اهتمامه بالأشياء المهمة حقاً في الحياة.

صاح غونزاليس:" ها!" وأغمد نصله في غمده.
" هل باغتك، سنيور؟" سأل دون دييغو بصوت مهذب رقيق بينما أجال عينيه في أرجاء الغرفة الكبيرة مومئاً بالتحية إلى الرجال أمامه.

" إن كان قد بوغت أحد، سنيور، فذلك لدخولك في أعقاب العاصفة. فلا تظن للحظة أن طاقتك الخاصة قد تباغت أي رجل."

شخر دون دييغو وهو ينزع معطفه قائلاً:" هلا تجاوزت عن ملاحظاتك، يا صاحبي الخشن"
" هل تعني بأن لديك مبرراً لذلك؟"

" صحيح، فلا رغبة لي بالركوب كأحمق والمخاطرة برقبتي، القتال كأبله مع كل من يظهر، وعزف القيثارة تحت نافذة أي امرأة جميلة كالبسطاء. وعلى الرغم من أني لا أهتم لهذه الأمور، فأنت تضخم عيوبي في وجهي"

صاح غونزاليس نصف غاضب:" ها!"

" ظننت بأن بيننا إتفاقية، سيرجنت غونزاليس، بأن باستطاعتنا أن نكون أصدقاء، وأن أنسى الفرق الشاسع في الأصل والتربية بيننا، فقط طالما كنت تكبح لسانك وتبقى رفيقاً لي. أنت تسليني وأنا أشتري لك الشراب، حسناً إنه ترتيب جميل حقاً. ولكن،

ها أنت تسخر مني مجدداً سنيور، إما سراً أو جهراً، فالإتفاق اقترب من نهايته. ربما عليّ أن أذكر بأن لي تأثيراً صغيراً.."

صاح السيرجنت غونزاليس خائفاً:" عفوك يا صديقي الرائع، أنت أسوأ من العاصفة في الخارج, إنها مجرد زلة لسان. على كل، وإن سألني أحدهم، فأنت حاد الذكاء، بارع في استخدام السيف، جاهز دائماً للمبارزة أو الحب، أنت رجل الساعة، ها! وهل هناك من يشك في ذلك؟"

دار بنظره حول الغرفة ساحباً نصف سيفه، وما لبث أن أعاده إلى غمده، منفجراً بالضحك وقد ضرب دون دييغو بين كتفيه. فأسرع صاحب الحانة البدين بالمزيد من الشراب، وكان يعلم جيداً أن دون دييغو سيوقف ما سيحصل. كانت الصداقة الغريبة بين دون دييغو والسيرجنت غونزاليس محور الحديث في الكامينو ريل.

فقد انحدر دون دييغو من أسلاف ملكوا آلاف الهكتارات من الأراضي، والحقول الواسعة من الحبوب، إضافة إلى عدد غير محدود من قطعان الماشية. كان دون دييغو يملك ضيعة كبيرة والتي كانت أشبه بإمبراطورية صغيرة، كما كان يملك منزلاً في البيبلو. بغض النظر عن إرثه المرتقب من أبيه والذي يعادل ثلاثة أضعاف ما يملك حالياً.

Zorro ∞ زوروحيث تعيش القصص. اكتشف الآن