18

25.8K 545 3
                                    


شعرت يارا أنها ليست على ما يرام ، فالرؤية لديها غير واضحة ، ورأسها قد بدأ يتثاقل تدريجياً ..
اقترب شخص ما ذو ملامح أجنبية من يارا ، ثم جلس إلى جوارها ، والتصق بها عمداً ...
ظنت يارا أن أدهم هو الجالس بجوارها ، لذا أراحت رأسها على صدره و..
-يارا بصوت خافت : مش عارفة ليه دماغي تقيلة كده
مد هذا الشخص ذراعه خلف كتف يارا ثم أحاطها ، وضمها أكثر إلى صدره ، وأمسك بيده الأخرى كف يدها وبدأ في مداعبة أصابعها دون أن ينطق بكلمة ...
كان المكان شبه خالياً من النزلاء ، لذا استغل ذاك الشخص الفرصة وبدأ في ملامسة يارا بطريقة مقززة ..
شعرت يارا أن هناك خطب ما ، فتلك ليست بطريقة أدهم وليست هذه حتى رائحة عطره المميزة التي تعرفها عن ظهر قلب ..
حاولت يارا أن ترفع رأسها لترى من هذا الشخص ، ورغم أن الرؤية لديها مشوشة إلا أنها أيقنت أن هذا الشخص ليس بزوجها أدهـــــم ..
فخفق قلبها رعباً ، وانتفض جسدها فزعاً منه ، وحاولت أن تبتعد عنه ، ولكنه تشبس بها أكثر ، وأحكم قبضتيه حولها ، وحاول تقبيلها عن عمد ...
كان أدهم قد خرج لتوه من المرحــاض ، فصعق حينما رأى زوجته في أحضـــان رجل غريب وعلى مرآى ومسمع من الجميع ...
تسمر في مكانه للحظات محاولاً استيعاب ما يحدث ، كور قبضتي يده في حنق شديد ، احتقن وجهه بالدمــاء ، اشتعلت عيناه غضباً .. ثم ســـار بخطوات سريعة نحوهما ...
كان ادهم كبركان غضب ثائر يسير على الأرض ، فما إن وصل إلى الأريكة الجالس عليها كلياهما حتى انتزع يارا من أحضان ذاك الشخص الغريب ، وصفعها بحدة عدة مرات على وجهها ، فسقطت على الأرض غير مدركة لما يحدث من حولها .. ولكنها تآلمت كثيراً من أثر الصفعات والارتطام بالأرض ...
ثم أمسك أدهم بذاك الشخص من ياقته وظل يكيل له باللكمات المتتالية والمتلاحقة ، حاول هذا البغيض أن يقاومه ولكنه فشل في التصدي لبركان أدهم الثائر .. فما كان منه إلا أن دفعه بحدة بقدميه لكي يتحرر من قبضته ، ثم وثب عالياً من فوق الأريكة لينجو ببدنه من براثن أدهم الغاضب ..
حاول أدهم التقاط أنفاسه المتلاحقة بصعوبة ، فصدره يعلو ويهبط بطريقة غير طبيعية من شدة الغضب .. حاول جاهداً أن يتمكن السيطرة على نفسه ولكنه فشل .. عيناه كانت كجمرتين مشتعلتين من شدة الحنق ..
أشـــاح أدهم برأسه جانباً فوجد زوجته أمامه ممددة على الأرض فنظر لها بأعينه المشتعلة من الغضب العارم ، كان يود لو يقتلها بيده عقاباً لها على ما فعلت ، ولكنه لم يرد أن يثير المزيد من الفضائح ..
سار ادهم ناحية يارا ثم انحنى بجسده قليلاً عليها ليمسكها من ذراعها ، ثم جذبها بقسوة منه ، وسحبها إلى جواره ليتوجه بها إلى غرفتهما ..
كانت يارا تترنح في خطواتها ، لا تشعر إلا بالآلم وأن أدهم ليس طبيعياً بالمرة معها ، حاولت أن توضح له ما حدث ، ولكنه لم يستمع إليها ، ظل فقط قابضاً على ذراعها بقسوة ..
..................................
في منزل كارما هاشم ،،،،،
أوصل المهندس رأفت كارما وعائلتها إلى منزلهن ، أثنت السيدة صفاء على كرم أخلاق المهندس رأفت وعلى سعة صدره وعرفانها بمعروفه معها ومع ابنتيها ..
رفض المهندس رأفت وصف السيدة صفاء لما يفعله معهن بأنه معروف أو جميل ، ولكنه هذا دوره كصديق قديم للعائلة وعليه واجب تجاه الأسرة ...
ابتسمت له صفاء ابتسامة رضا وامتنان ، ثم ترجل من السيارة ليساعدها على الجلوس على مقعدها المدولب مجدداً ..
لأول مرة منذ فترة تشعر صفاء أن عجزها لا يشكل أي نوع من الحرج لغيرها ، ولأول مرة يشعر المهندس رأفت بدفء الأم الحنون والزوجة المحبة لعائلتها ..
شرد المهندس رأفت للحظات يتذكر فيها معاملة فريدة الفظة والجافة معه أو مع أبنائه ، وحتى عند مجيء يارا للعيش معهم عاملتها بكل استعلاء .. وها هو يرى الفرق مع صفاء وابنتيها .. كم كان يتمنى أن تكون عائلته مثلهن على بساطتهن وطبيعتهن دون أي تكليف .. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركــه ...
قطع شروده صوت كارما العذب وهي تمد يدها لمصافحته و..
-كارما بصوت رقيق : ميرسي يا بشمهندس رأفت على اليوم الجميل ده
-رأفت مبتسماً : ده أنا اللي متشكر على انكم سمحتولي أشارككم الأعدة اللطيفة دي
-كارما : ربنا يخلي حضرتك
-رأفت: اطلعي انتي عشان تطمني على ماما واختك ، وخدي بكرة أجازة من الشركة
اعترضت كارما على اقتراح المهندس رأفت ولكنه أصر على عدم مجيئها غداً ، فامتثلت هي لأوامره .. وشكرته مجدداً على كرمه ، ثم استأذنته بالانصراف ...
وقبل أن تنصرف أبلغها المهندس رأفت أنه سيرسل أحد الموظفين غداً بسيارتها المصفوفة عند الشركة ليعيدها إليها ، فابتسمت كارما مجدداً ..
ركب المهندس رأفت السيارة بعد أن ألقى نظرة أخيرة على البناية ، ثم أمر السائق بأن يوصله إلى الفيلا ..
....................
في المنتجع ،،،،،
دلف أدهم إلى المصعد وهو ممسك بيارا من ذراعها ، كانت يارا تتآوه من الآلم ، ولكنه لم يعبء بها ..
وما إن وصل كلاهما إلى الجناح الخاص بهما حتى دفعها بكل حدة إلى الداخل ، وصفع الباب من خلفه ...
إنهال أدهم بوابل من السباب اللاذع والألفاظ الجارحة على يارا التي حاولت أن تدافع عن نفسها وتبريء نفسها من ذاك الموقف المشين ..
أجهشت يارا بالبكاء غير مصدقة لما حدث ..
-أدهم بنبرة غاضبة : اخررررسي مش عاوز أسمع منك كلمة
-يارا ببكاء مرير : اقسم بالله مظلومة ، أنا معملتش حاجة
اتجه أدهم ناحية يارا ثم أمسكها من ذراعيها بشدة ، وأخذ يضغط عليهما بقسوة وهو يصرخ فيها عالياً بـ ...
-ادهم بنبرة عالية : كنتي هاتعملي ايه أكتر من كده ؟ ها فهميني ؟؟؟ ده أنا جايبك من احضانه يا مجرمة
صفع أدهم يارا مجدداً على وجنتها بقسوة و..
-يارا متآلمة : آآآآآه .. والله بريئة ، بريئة
دفع أدهم يارا بكل حدة لتسقط على الفراش ، ثم سار مبتعداً عنها وهو واضعاً كلا يديه أعلى رأسه ضاغطاً بشدة عليها و محاولاً أن ينسى ما رأته عيناه
-ادهم بضيق واضح : ليييه كده ، لييييه ؟؟
ظلت يارا واضعة يدها على وجنتها وتبكي بحرقة على الفراش ..
وقف أدهم في مكانه ، ثم التفت برأسه ناحية يارا وبدأ في معاتبتها على ما فعلت من قبل و..
-أدهم بحرقة : ده أنا معملتش حاجة غير إني حبيتك ، غير إني أحاول أسعدك ، وانتي كنتي دايماً محسساني انك بعيدة عني ، ويوم .. ويوم ما فكرتك قربتي مني بجد ألاقيكي آآآ....
-يارا مقاطعة بنبرة باكية : أقسم بالله ما أعرف ايه اللي حصل
ترك ادهم يارا دون أن تكمل كلامها ، ثم دلف إلى الشرفة وعيناه ممتلئتان بالدموع ، حاول أن يكبح دموعه ويمنعها من السقوط ، ولكن خانته عبراته وانسدلت على وجنتيه ..
ظل يضرب بشدة حافة الشرفة بقبضة يده وكأنه ينفس عن غضبه فيها ، ولم يدرك أن قبضته قد تأذت بالفعل ...
.........................
في فيلا الصياد ،،،،،
عادت فريدة إلى الفيلا وعلى وجهها الانزعـــاج بسبب تخلف رأفت عن موعده معها ..
وجدت فريدة خالد جالساً في غرفة المكتب وحينما استفسرت منه عن السبب فأخبرها أنه ينتظر قدوم والده ..
اشتكت فريدة من زوجها رأفت ، وما زاد من اندهاشه هو أنها أخبرته أن والده لم يحضر إلى النادي كما وعدها ..
رفع خالد حاجبيه في دهشة ، ونظر إلى فريدة بنظرات مشدوهة ، ولكنه لم يعقب ...
صعدت فريدة إلى غرفتها ، بينما ظل خالد جالساً في غرفة المكتب وهو يتوعد بالانتقام من الموظفة اللعوب التي تسعى جاهدة لسلب حياة والده وتدمير استقرار أسرته ..
أمسك خالد بهاتفه المحمول ليطلب أخيه أدهم وليبلغه بمسألة السفر المفاجيء لبرلين ، ولكن للأسف أخيه لم يجب بعد على اتصالاته المتكررة ..
قرر خالد أن يرسل رسالة نصية لأخيه يحثه فيها على الرد على اتصاله لأن الأمــر عاجل ، ولا يحتمل التأجيل ...
....................................
في الغردقة ،،،،
في المنتجع ،،،،،
رن هاتف أدهم برقم خالد لمرات عديدة ...
كان أدهم في حالة لا تسمح له بالرد على أي أحد .. ولكن اتصالاته المتكررة أجبرته على الرد عليه ، وخاصة بعد أن قرأ رسالته النصية ...
حاول أدهم أن يبدو طبيعياً أثناء حديثه مع أخيه كي لا يرتاب من شيء و...
-ادهم هاتفياً : أيوه
-خالد هاتفياً : ايه يا بني عمال أطلبك من بدري ، مش بترد ليه
-أدهم باقتضاب : معلش مكونتش سامع
-خالد : طب اسمع بقى ، جهز نفسك انت ويارا عشان هنسافر بكرة ألمانيا
صدم أدهم من عبارة أخيه الأخيرة و...
-أدهم مصدوماً : نعم ؟؟ انت بتقول ايه ؟؟؟
سرد خالد باختصار ما أبلغه به مستر شرودر وإصراره على ضرورة حضور يارا إلى ألمانيا في أسرع وقت .. وأنه قد قام بحجز تذاكر الطيران في رحلة الغد ، وعليه أن يستعد هو ويارا للسفر ... ثم أنهى بعدها المكالمة الهاتفية معه ...
................
أخذ أدهم نفساً عميقاً ، ثم زفره بهدوء شديد ، ودلف إلى داخل الغرفة ليجد يارا متكورة على نفسها .. نظر إليها شزراً ثم ...
-أدهم بنبرة جادة وباردة : اعملي حسابك هنسافر بكرة ألمانيا ، ولما هنرجع من هناك كل واحد هيروح لحاله
انتبهت يارا إلى ما قاله أدهم فاعتدلت في جلستها ، ثم نظرت إليه بأعين راجية و...
-يارا ببكاء أكثر ورجـــاء : لألألأ .. أرجوك يا أدهم
-أدهم وهو يشير بيده لكي تصمت : شششش ، مش عاوزة أسمع حاجة منك !
لمحت يارا قبضة ادهم المتأذية ، فركضت ناحيته وحاولت أن تسعفه ، ولكنه أشاح بيده في وجهها ، ودفعها بعيداً عنه و...
-أدهم بحدة : ابعدي عني ، أوعي تلمسيني
-يارا بأعين باكية : أنا آآآ....
-أدهم: انتي انتهيتي بالنسبالي ، ومسألة وجودنا مع بعض بقت مؤقتة
-يارا بنبرة راجية : أدهــم .. بلاش تظلمني
-ادهم وهو يبتعد عنها : شششش ..
دلف أدهم إلى المرحاض ، وصفع الباب خلفه بعنف ، بينما جثت يارا على ركبتيها على الأرض ، وظلت تبكي بحرقــة .. وتندب حظها العثر الذي جعلها في مثل ذلك الموقف ...
ظل أدهم بداخل المرحاض يبكي بآلم وآســى .. هو متيقن تماماً من حبه لزوجته ، ولكنه مهما كان متحرراً ومتفهماً فإنه لا يقبل أبداً أن تجعل منه أضحوكة أمــام الجميع وخاصة نفسه ...
لقد اتخذ أدهم القرار بالانفصـــال ، ولكن ما عليه إلا أن ينتظر عودتهما من تلك الرحلة المفاجئة لألمانيا ومن ثم الترتيب لانهاء الأمــر دون أي مشاكل ...
............................
في فيلا رأفت الصياد ،،،،
عـــاد رأفت إلى الفيلا وعلى وجهه علامات السرور ، توجه إلى الدرج لكي يصعد عليه ، ولكنه تفاجيء بصوت خالد يناديه من الأسفل .. فنزل مرة أخرى وتوجه إلى المكتب ...
جلس رأفت بجوار ابنه على الأريكة ، ظل خالد يرمق والده بنظرات غريبة ، تعجب رأفت من نظرات ابنه له ، وظن أن للأمــر علاقة بمسألة خطبته من تلك الفتاة التي تقطن بالغردقة و...
-رأفت: لو هتكلمني عن البنت إياها فأنا اديتك كلمة وآآآ...
-خالد مقاطعاً : لأ خلاص يا بابا أنا صرفت نظر عن الموضوع
-رأفت فاغراً شفتيه : ايييه ؟؟؟ صرفت نظر ؟؟؟ ازاي ؟؟ وليه ؟؟
-خالد ببرود : بعدين يا بابا هابقى أقولك
-رأفت: طيب ..
-خالد ببرود : اومــال حضرتك كنت فين يا بابا ، هـــا ؟
تردد رأفت في الرد على ابنه ، وحاول أن يتنصل من الإجابة و..
-رأفت بنبرة منزعجة : هو أنا عيل صغير هتحقق معايا ، ده أبوك ، ومش فاضي للكلام ده
نهض رأفت من على الأريكة وتوجه ناحية باب غرفة المكتب ، ولكن أوقفه صوت خالد وهو يلفظ باسم ...
-خالد بنبرة جادة : كـــارما ... كنت بتعمل ايه معاها النهاردة ؟؟؟؟؟؟؟
التفت رأفت بجسده فور سماعه لاسم كارما ، ونظر إلى ابنه بنظرات مصدومة ..
-رأفت فاغراً شفتيه : هــاه
-خالد بنبرة أكثر برودة وهو يكرر سؤاله : بتعمل مع كارما ايه يا بشمهندس؟؟؟
-رأفت بتردد: آآآ... دي .. دي موظفة كفؤ يا بني وآآ.. وأنا كنت آآآ... وبعدين انت بتسأل ليه ؟؟ ها ؟؟
-خالد وهو يتفحص والده بدقة : بسأل ليه ! ممم... من حقي أعرف البشمهندس رأفت بيعمل ايه مع واحدة من موظفينه وخصوصاً لما تكون أصغر من عياله ومديها كل الصلاحيات دي وهي لسه مكملتش يومين وآآآ...
-رأفت مقاطعاً بحدة : أنا مش باعمل حاجة غلط ، دي بنت ممتازة ومجتهدة وأنا مبسوط من شغلها
-خالد بتهكم : لا والله مبسوط من شغلها ، لا آآآ....!
-رأفت بنبرة أكثر جدية : اظن ان أنا لسه عندي الصلاحيات إني أختار الموظفين بتوعي ولا أنا غلطان
-خالد : من حقك يا بابا تختار اللي أنت عاوزه ، بس آآآ...
خشي رأفت أن يتمادى في الحديث مع خالد أكثر من هذا فينكشف أمر اهتمامه بعائلة كارما وخاصة والدتها ، لذا قرر أن ينهي الحوار فوراً و...
-رأفت مقاطعاً : بقولك ايه يا خالد ، أنا مش فايق للتحقيق بتاعك ده ، أنا تعبان وعاوز أرتاح قبل ما أمك تفتح اسطوانة النكد بتاعة كل يوم .. تصبح على خير
أيقن خالد من هروب والده من الإجابة على تساؤلاته أن هناك أمر ما مريباً يربط والده بتلك الموظفة ، وما عليه إلا أن يتخلص منها فوراً حتى لا يسوء الوضع أكثر من هذا .....
.....................................
في فيلا ناهد الرفاعي ،،،،
ظلت ناهد تمدح في زيدان وما يخصه طوال طريق العودة إلى الفيلا حتى ضجرت شاهي من كثرة الحديث عنه و...
-شاهي بضيق : مامي هو مافيش غير سيرة الراجل ده
-ناهد مبتسمة : ما هو لو انتي تسمعيني كويس هتعرفي انه فرصة ماتتعوضش
-شاهي : أنا مش عاوزة أرتبط بحد
-ناهد وهي تضع يدها على كتفها : يا حبيبتي ده مش بتاع ارتباط ، ده بتاع جواز على طول
-شاهي بنبرة منزعجة : وهو أنتي يا مامي عاوزاني اتجوز واحد مش بحبه
-ناهد: وهو انتي خدتي ايه من الحب غير وجع الدمــاغ ؟؟ يا بنتي خدي اللي معاه فلوس وبيحبك ، اللي هايعيشك ملكة زمانك
-شاهي وهي تمط شفتيها : هـه
-ناهد مكملة وهي تغمز بعينها : وبعدين هتاخدي ايه من الحب غير وجع القلب ، الحب يا شوشو بيجي بالجواز والعشرة بينك وبين جوزك ، وخصوصاً لما يكون هو عاوزك
-شاهي باستغراب : عاوزني !
-ناهد وهي توميء برأسها : أهــا .. ده هيموت عليكي يا حبيبتي ، وعاوز يرتبط بيكي من زمــان بس كان خايف تكوني مرتبطة بحد كده ولا كده
-شاهي متعجبة : وده يعرفني منين ؟؟ اذا كان دي أول مرة اشوفه فيها
-ناهد : هو انتي قليلة يا حبيبتي ، وبعدين لما هتوافقي ع انك ترتبطي بيه هتتأكدي من كلامي
-شاهي وهي تهز رأسها : لألألألألأ ... أنا مش عاوزة أرتبط بحد .. بليز يا مامي قفلي على السيرة دي
تركت شاهي والدتها لتجلس بمفردها ، ثم توجهت إلى غرفتها .. ظلت ناهد تتابعها بعينيها و...
-ناهد في نفسها : أنا مش هاضيع فرصة انك تتجوزي زيدان يا شاهي مهما حصل ، ده كنز ، وأنا مصدقت ان الفرصة بقت أحسن عشان أحسن من مستوايا وأعوض اللي فات .... !
............................
في أحد الفنادق الشهيرة بشرم الشيخ ،،،
كانت نهى مندمجة في التنسيق لأحد الرحلات الصباحية الخاصة بالوفد السياحي الذي ترافقه حينما رن هاتفها برقم غريب ..
خفق قلب نهى حينما ظنت أن المتصل ربما يكون جاسر ، لذا أجابت على الفور ..
-نهى هاتفياً بلهفة وتوتر : ألوو ..
-جاسر هاتفياً بتردد: الوو .. ازيك يا نهى ، أنا .. أنا جاسر
-نهى مبتسمة : هاي جاسر ، بجد أنا مبسوطة انك كلمتني
-جاسر وهو يتنحنح : آآآ... نهى .. أنا .. أنا هنا في شرم
-نهى بدهشة كبيرة : اييييه ؟ هنا
-جاسر : أهـــا ، انتي مكانك فين ؟
-نهى مسرعة وبنبرة فرحة : أنا موجودة في فندق ((.......))
-جاسر : تمام ، شوية وهتلاقيني عندك
-نهى بسعادة : اوكي ، وانا منتظراك ....
أنهت نهى المكالمة مع جاسر وهي تشعر بشعور لا يوصف ، ولكن أقل ما يقال عنه أنها كانت سعيدة ومفعمة بالحماس لملاقاته ..
نظرت نهى إلى هيئتها ، فشهقت على الفور ، ووضعت كلتا يديها على فمها ، ثم ركضت مسرعة ناحية المصعد لكي تدلف إلى غرفتها الفندقية وتبدل ملابسها الحالية بثيابٍ أكثر أناقة
...............................
في فيلا الصياد ،،،
في غرفة عمـــر ،،،،
كان عمــر طائراً من السعادة والفرحة ، لا يدري كيف يوصف شعوره أو ما الذي يمــر به ، يود لو كانت يارا متواجةد معه فيخبرها عن تلك الفتاة التي شغلت تفكيره ، ربمــا لأنها تذكره بيارا فتعلق بها على الفور
ألقى عمــر بجسده على الفراش وهو يردد ...
-عمر بتنهيدة : هييييح .. اسمها كنزي .. الله على الاسم .. كنزي .. يا سلام .. كنزي ... هيييييح
نهض عمر من على الفراش فجــأة وكأنه تذكر شيئاً ما ، ثم توجه إلى جهاز الحاسوب الآلي الخاص به ، وظل يعبث في بعض الملفات الموجودة على سطح المكتب إلى أن وجد ضالته ، ثم فتح هاتفه المحمول الذي تحطمت شاشته بفعل إلقائه له وظل يضغط على بعض الأزرار إلى أن جاءته رنة صغيرة بوصول رسالة ما ..
-عمــر بنبرة فرحة : كده تمام أوي .. أما أظبط بقى الرنة ..
قام عمــر بإعادة ضبط نغمة الرنين الخاصة بهاتفه المحمول لتصير النغمة باسم أغنية ( كنزي ) للمطرب عمرو دياب
-عمر وهو يدندن مع الأغنية : يا كنزي وكل ما ليا ، حياة قلبي ونور عيني ، جمال الدنيا في عينيا ، عشقته و لما كلمني ، بحنية ، نده ليا ، بقوله آآه تجنني ... مممم... ♫ ♪
ثم توجه ناحية فراشة مجدداً وجلس على طرفه و...
-عمر مكملاً : وربنا صوتي حلو زي عمورة .. هيييييح يا كنزي !
.................................
في أحد الفنادق الشهيرة بشرم الشيخ ،،،،
وصل جاسر إلى مدخل الفندق ، ثم دلف إلى داخل بهو الفندق الواسع بعد أن فتح له حارس البوابة الباب الزجـــاجي ..
ســـار جاسر على الأرضية الرخامية بخطوات ثابته ، ثم توجه ناحية الاستقبال ، وسأل أحد موظفيه عن نهى ، فأشـــار له الموظف بالجلوس في الاستقبال ريثما يتم ابلاغها بوجوده في الأسفل ..
وبالفعل جلس جاسر على الأريكة المبطنة والمريحة في الاستقبال ، وظل يتأمل الوجوه من حوله ، ويترقب نزول نهى من غرفتها ...
تأنقت نهى وارتدت فستاناً قصيراً من اللون الأسود اللامــع .. وتركت شعرها ينسدل على ظهرها ، ولم تنسى أن تضع عطرها الأنثوي المميز .. وارتدت في قدميها حذاءاً ذو كعب عالي ..
سارت نهى في اتجـــاه جاسر الذي وقف على قدميه حينما لمحها قادمة نحوه ..
كان قلب نهى يخفق عالياً ، وحاولت أن تبدو هادئة في أنفاسها وفي تعبيرات وجهها ، ولكن لا يمكنها حقاً أن تخفي سعادتها بوجود جاسر بالقرب منها ...
مد جاسر يده لمصافحة نهى برفق ، ثم أشــار لها بيده لكي تجلس ، وبالفعل جلس الاثنين سوياً ...
أطرقت نهى رأسها في خجل ، وظلت تتأمل السجــاد الموضوع أسفل قدميها ، وأفركت يديها في توتر ..
شعر جاسر بتوتر نهى ، وبخجلها حينما تأمل هيئتها الراقية .. لذا حاول كسر هذا الحاجز و..
-جاسر بنبرة هادئة : ازيك يا نهى
-نهى بصوت خافت : تمام
-جاسر مبتسماً : على فكرة شكلك حلو أوي
ابتسمت نهى في خجل ، وظلت مطرقة الرأس..
-جاسر مكملاً : واضح كده ان السجاد عاجبك ، يا الجزمة ضايقة
رفعت نهى رأسها ، ونظرت إلى جاسر في تعجب ، ومطت شفتيها في استغراب و..
-نهى باستغراب : ليه بتقول كده ؟
-جاسر مبتسماً : اصل مركزة أوي فيهم ، ومش بصالي خالص
اكتست وجنتي نهى بالحمــرة ، فحاولت أن تخفي اضطرابها الذي يزداد حينما يحدق بها جاسر اكثر وأكثر ...
-جاسر : أنا عارف اني جيتلك من غير ميعاد وآآآ...
-نهى مقاطعة بحدة : لألألألأ .. ده أنا مبسوطة انك كلمتني وانك موجود هنا الوقتي وآآآ...
-جاسر مبتسماً : طب الحمدلله ..
صمت جاسر قليلاً تاركاً المجال لنهى لكي تكمل حديثها ، ولكنها شعررت بالخجل حينما تسرعت بالتعبير عن سعادتها بوجوده ، لذا اقترحت أن ...
-نهى : آآآ.. لو تحب نقوم نتمشى على البحر شوية أنا.. أنا معنديش مانع
-جاسر وهو يوميء برأسه : اوكي .. مايش مشكلة
-نهى : طب يالا
نهض الاثنين من على الأرائك ، ثم توجها سوياً ناحية الشاطيء ليسيرا بجواره وبدأ يتجاذبان أطــراف الحديث ، ورغم تحفظ جاسر فيما يقوله إلا أنه كان سعيداً بوجوده مع نهى ....
.....................................
في فيلا عدلي ،،،،،
جلس زيدان مع زوجة عمه السيدة رحـــاب وهو ينفث دخــان سيجاره الكوبي في سعادة و...
-زيدان بصوت رجولي عميق: كله تمام يا مرات عمي ، وفي ظرف اسبوع هاتكون البنت رقبتها تحت ايدي
-رحــاب : زيدان ، خد بالك منهم ، دول مش سهلين
-زيدان بثقة بالغة : متخافيش يا مرات عمي، أنا هاعرف ازاي أنتقم من كل واحد أذى عمي ، وأولهم الولية اللي اسمها ناهد وبنتها ، وهاعرف ازاي أدخل جوا عيلة الصياد وادمرهم واحد واحد !!!!
-رحــاب بقلق : ايوه يا حبيبي ، اوعى تنسى ده ، انت هتجيب حق عمك ، مش بس هتتجوز وآآآ...
-زيدان وهو يمسك بكف يدها : اطمني ...
-رحاب بنبرة قلقة : انا .. انا خايفة البت دي تضحك عليك وآآآ.. وتخليك تنسى انتقامك لعمك اللي رباك
نظر زيدان إلى زوجة عمــه بنظرات تحمل عنواناً للشر ، ثم أنحنى برأسه على كف يدها وقبله في هدوء .. ثم نظر مجدداً أمامه وسلط نظره في نقطة ما بالفراغ ، و أمسك بسيجاره الكوبي المشتعل ثم طواه بكل غــل في راحة يده ، ونظر بنظرات متوعدة و....
-زيدان بصوت رجولي خشن ومخيف ونظرات حانقة: ده أنا هخليها تتمنى الموت وماتطلهوش .............................. !!!!
...................................

فريسة   غلبت الصيادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن