#اغويتها_فهدتني
الـــحـــلـــقــــ4/5ــــــة
كان قرار هلال هو الذهاب .. فهو يرى ان نور من عائلة فقيرة وهي التي يجب ان تشعر بالاحراج .. وماذا يعني ان لم يكن صائما .. فكل معارفه كذلك .. وبالتاكيد سيكون طعامهم متواضع جدا ومنزلهم غير مرتب ولا أنيق .. وعندما وصل الى المنطقة التي يعيشون فيها .. تفاجأ من عدم وجود اي احد على الطريق وكل المحلات مقفلة.. فاتصل بنور لتدله على المنزل وقد فعلت... وكان دار المنزل بسيط يزينه بعض الورود ذات الرائحة الجميلة يبعث الى النفس الإطمئنان .. طرق الباب ففتح له علي .. وقال له : لا شك انك ضيفنا المنتظر اهلا بك تفضل ..
ابتسم هلال وقد استقبلته رائحة الطعام الزكية ... ثم دخل الى المنزل وسلم على نور واهلها... حيث كانت هي وامها مشغولتين بتحضير المائدة .. والأب يحمل بين يديه القرآن .. اما علي فجلس معه وبدأ يختلق الاحاديث حتى لا يشعره بالملل.. وكان المنزل على الرغم من بساطته لا يخلو من تنظيم ملفت ونظافة عارمة وله لمسة سحرية جذابة .. واخيرا تم الانتهاء من تحضير الطعام .. واطلق المؤذن نداءه بوجوب الافطار .. وما هي الا دقائق حتى حضرت نور .. وقال لها علي : تقبل الله يا اختي ..
ثم التفت الى هلال وقال له ضاحكا : ان نور تفضل الصلاة قبل تناول العشاء ..
شعر هلال بالاحراج .. ولكنه سرعان ما بدأ يتناول طعامه بشهية .. وكان لذيذا جدا .. وشعر شعورا غريبا .. فهو قلما يجتمع مع عائلته لتناول الطعام .. فالكل مشغولون باعمالهم حتى زوجته كذلك...
وبعد تناول العشاء حمدت العائلة الله على هذه النعمة وتفرق الجميع لأداء الصلاة الا نور قامت بتنظيف الأواني .. ثم صنعت فنجانا من القهوة وقدمته الى ضيفها .. فقال علي : ما رأيك ان نصلي وبعدها نسهر على راحتنا ..
تلبك هلال ولم يعرف بما يجيبه فهو لا يعلم كيف يصلي .. فقال له : انا مضطر للذهاب الآن .. فلدي الكثير من العمل .. سررت بلقائكم...
ثم غادر مرغما فهو لم يرد الذهاب لانه شعر بحنان غريب يضم هذه العائلة .. واحب ان يشعر كما يشعر الصائمون .. فحمل هاتفه واتصل بنور ... فردت عليه : اهلا حضرة السيد ..كيف يمكنني ان اخدمك ..
قال لها : بصراحة اود ان اشكرك على هذه الدعوة اولا... واتمنى ان تقبلي دعوتي في الايام القادمة ..
قالت له : على الرحب والسعة ولكني آسفة فانا لا استطيع تلبية دعوتك لوحدي ..
قال لها : سنبحث في هذا الأمر لاحقا .. ولكن اخبريني عن الصوم .. ماذا يتوجب على الصائم ان يفعل ??
قالت له : ان يمسك عن الطعام والشراب من وقت آذان الصبح الى آذان المغرب .. اضافة الى شروط اخرى .. والصوم دون صلاة فريضة ناقصة ..
قال لها : حسنا .. لا داعي لان تكملي .. اراك غدا صباحا ..
ثم اتصل باحد الشيوخ وفهم منه معظم احكام الصيام .. وقرر ان يجرب الصوم في اليوم التالي .. وان يسأل عن كيفية الصلاة .. فقط من باب التجربة عله يشعر بذلك السحر الذي شعر به في منزل نور... وفي اليوم التالي استيقظ في وقت السحور وفتح التليفزيون وبدأ يستمع الى الادعية التي تضعها بعض القنوات المسلمة .. وخاصة دعاء ابي حمزة الثمالي .. فشعر ان دموعه انهمرت لوحدها على خديه معلنة عن ثورة التغير الداخلي .. وشعر بالأسف انه لا يعرف الصلاة...
وعندما حان وقت ذهابه الى المكتب .. كان يشعر براحة وتوتر في آن معا .. ولم يصدق كيف يرى نور ليخبرها انه صائم .. ووجدها قد وصلت قبله .. فسلم عليها والابتسامة تعلو وجهه .. ابتسامة من نوع جديد .. وقال لها : لا تطلبي لي القهوة اليوم فانا صائم ..
فرحت نور بهذا الخبر وقالت له : تقبل الله يا حضرة السيد .. اسعدني ذلك ..
فقال لها : اريد منكِ ان تعطيني اسم كتاب يعلمني الصلاة...
فقالت له : تستطيع اليوم ان تذهب بعد الافطار الى المسجد وتسأل الشيخ وهو سيجيبك عن كل اسئلتك وسيعلمك الصلاة...
وقد قالت له ذلك لانها تعرف انه يوجد في المسجد روحانية كبيرة وخاصة وقت صلاة العشاء ولا سيما ان الليلة كانت ليلة الجمعة ودعاء كميل .. وليلة القدر االثانية ..
قال لها : لا تظني من هذا انني اريد الصلاة ، فقط اريد تعلمها.. وحتى بالنسبة للصوم ان شعرت اليوم بالتعب سوف افطر ..✨ماذا سيكون جواب نور هذا ما سنعرفه في الجزء القادم والأخير... ان شاء الله..
♻ــــــــــــــــــــــــــــــــــيتبع...