#اغويتها_فهدتني
الـــحـــلـــقــــ1/5ــــــة
في احدى القرى كانت تسكن نور مع عائلتها ولها اخ وحيد اسمه علي ..
وكانت هذه العائلة جدا ملتزمة وتعرف حقوقها وواجباتها ..
وربت ولديها على هذا الأمر ..
وكان علي يعمل في محل لبيع وتركيب الادوات الكهربائية...
وكان امينا جدا في عمله لذا كان صاحب العمل يثق به كثيرا ..
اما نور فاكملت دراستها وبدأت تبحث عن عمل ..
ولكن اكثر الشركات رفضتها لانها محجبة على الرغم من تفوقها ..وكان الكل يطلب منها ان تخلع حجابها... وذهبت الى الشركات الاسلامية ولكن دون جدوى فلم تجد اماكن شاغرة ..
لم تيأس نور وكانت تتوقع ان تجد عملا مرموقا هنا او هناك لانها دائمة الاتكال على الله وتعلم انه لن يتركها تصارع الدنيا لوحدها ويتخلى عنها... وذات يوم بينما كانت تقرأ في احدى الكتب وتتناول فنجانا من الشاي ..
دُق الباب فنادتها امها لتفتحه ففعلت ..
وكان الطارق بنتا في العشرينات من عمرها ..
ولكنها لا ترتدي الحجاب ويبدو عليها علامات الثراء ..
فلاحظت ان نور لم تعرفها ..قالت لها :ما بالك يا نور هل نسيت ابنة عمك ??
رجعت نور بذاكرتها الى الوراء وتذكرت صديقة طفولتها نسرين فقالت متفاجئة :هل انت نسرين ??
فضحكت الفتاة وقالت :نعم انا هي نسرين ..
ايعقل ان تنسيني ??
قالت لها :اهلا تفضلي وحمدا لله على سلامتك ..
في الواقع لم انسك يوما ولكن شكلك تغير عليّ كثيرا ..
ثم اين هو حجابك ??
ضحكت نسرين وقالت :لقد خلعت كل ما يمت الى التخلف بصلة ??
قالت نور :تخلف!!!! يبدو انك قد تغيرتِ كثيرا ..
تفضلي لاحتساء كوبا من الشاي معي ..
وما هي الا لحظات حتى خرجت ام نور من المطبخ ورحبت بنسرين وسألتها عن اهلها فقالت لها انهم ما يزالون في فرنسا وانها عادت مع زوجها الى لبنان ..
وبدات الصديقتان تتحدثان مع بعضهما عن امور الحياة ..
فقالت نسرين :كيف حالك يا نور ??هل انتِ مخطوبة ..
هل تعملين ??اخبريني عنكِ كل شيئ ..
قالت نور :لا انا لست مرتبطة بأي احد وانا ابحث عن عمل ولكن لم تسمح لي الظروف بايجاد عمل ملائم لعلي اساعد اهلي ..
قالت نسرين :ولم?? فانا اعرف انك انسانة ذكية جدا ..وكنت اغار منكِ كثيرا في ايام طفولتنا ..
واكملت ضاحكة :لكن يبدو ان الذكاء ليس هو كل شيئ ..
قالت لها :الحمدلله على كل حال ..
وانتِ اخبريني عنكِ ..
كيف تعيشين حياتك ِ??
قالت لها: انا سعيدة جدا في حياتي ..
لقد تزوجت من رجل ثري جدا ومتفهم ..
ويؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة ..
انه متحرر جدا على الرغم من انه لبناني الجنسية ولكن يبدو ان الغرب قد انقذه من التخلف ..
قالت لها نور بحسرة :وماذا تقصدين بكلامك انه متحرر ..
قالت نسرين :انا لدي الحرية الكاملة في الخروج من المنزل ومع من اريد ولا يعارضني ابدا في صداقاتي مع الرجال ..
ولا يفرض عليّ اللباس المحتشم ...
ولا يهتم لمسألة الصوم ولا الصلاة ولا الرفق بالصغار ..
ولا تمضية الوقت مع كبار السن من ارحامه بحجة ان هذا واجب ..
انه محرر من جميع القيود الدينية والاجتماعية ..
فضلا عن كل هذا فهو يحبني كثيرا ..
ويخبرني عن كل اسراره ومغامراته الشيقة في اصطياد الفتيات ..
قالت لها وهي تبتسم ابتسامة يائسة :هنأكِ الله يا ابنة عمي ..
اني آسفة جدا على حالك ..
وبينما هما تتحادثان وصل علي من عمله ووجد ان لديهم ضيوفا غريبين ..
فسلم واكمل طريقه مباشرة الى غرفته ..
فنادته نسرين :علي !! انا نسرين ابنة عمك الم تعرفني ??
والجدير بالذكر ان نسرين وعلي كانا يحبان بعضهما قبل السفر ..
فالتفت اليها قائلا : لا لم اعرفك ...
وهو يتعمد تجاهلها فقد عرفها من صوتها ...
ثم دخل الى غرفته وبدأ يتذكر ايام صباه ..
وكيف ان نسرين وعدته الا تتزوج وانها ستنتظره حتى يجد عملا وتتزوج منه بعد عودتها من السفر ..
وكيف تلقى خبر زواجها من رجل آخر ..
وقد اخرج من قلبه كل المشاعر التي كان يكنها لها ..
وخاصة بعدما رآها قد تخلت عن حجابها وكل قيمها ..
وبينما هو غارق في ذكرياته...
دخلت نسرين الى غرفته دون استئذان وقالت له :اعلم يا علي انك غاضب مني لاني لم افِ بعهدي ..
فقاطعها علي قائلا: لو سمحتِ اخرجي من غرفتي فانا تعب واحتاج الى الراحة ..✨كيف ستتصرف نسرين مع علي واهله ..
هذا ما سنراه في الجزء القادم ان شاء الله ..