كبرياء وطن...
الجزء الأول...
حتى نحارب عدونا علينا ان نتعلم لغته ونعرف تفكيره ونحاربه في الفكر وبعدها نلجأ الى السلاح.. كانت هذه العبارات التي تطلقها مريم الفتاة اللبنانية امام صديقاتها عندما كن يسالنها لماذا تعذبين نفسك وتهدرين وقتك في تعلم اللغة الانكليزية واليهودية?? ... تلك الفتاة التي كانت محبوبة صديقاتها لانها واعية ومثقفة وقد اتقنت تعلم احكام دينها الاسلام ..فكانت تساعدهن في كثير من البحوث ..صحيح ان كل ما ذكرته عنها يتطلب كثيرا من الجهد والوقت الا انها كانت تنظم وقتها ..وتمضي معظم الليل على النت اما من اجل المطالعة او تبادل الثقافات والمعلومات على حسابها في الفيسبوك ..وفي الوقت ذاته كانت تبحث عن عمل لانها اكملت دراستها الجامعية واحبت ان تؤسس نفسها على الرغم من ان والدها كان ميسور الحال ولكن برايها ان العلم والعمل اضافة الى الاخلاق هم سلاح المرأة ..وذات يوم احبت مريم ان تمازح صديقاتها اللواتي كن لا يرتدعن عن التعليق عليها بانهن يخشين ان تعتنق الديانة اليهودية لانها اصبحت تتكلم هذه اللغة بطلاقة فكتبت اسمها باللغة العبرية على الفيسبوك...وما هي الا لحظات حتى جاءها طلب صداقة من رجل ايضا يكتب اسمه باللغة العبرية وكان اسمه يوسف ..حاولت مريم التجول في صفحته قبل قبول الطلب او رفضه ولكنها لم تستطع لانه لايُسمح لها ذلك حتى تكون من اصدقائه ..ترددت قليلا ولم تعلم ان كان هذا الشخص يهوديا او عربيا واحبت ان تخوض هذه التجربة.. فقبلت الطلب ومباشرة بدأت تغوص في منشوراته ..وعرفت انه يهودي الجنسية ..في البداية خافت قليلا ..ولكن فضولها جعلها تبقي على صداقته لتعرف اكثر واكثر عن هذا الدين وهذا الشعب ..ولم تجد شيئا غريبا او جديدا سوى بعض الحكم عن هذه الحياة ..ولاحظت ان بعض التنزيلات كانت باللغة العربية ..ولكن في التعليقات لا يوجد الا اللغة العبرية التي كانت تنهر وتسخر من صاحب هذا المنشور لتعاطيه باللغة العربية لانهم لا يفهمون عليه شيئا وكان يكتفي بالضحك والمزاح ..وبعدها شعرت مريم بالتعب واحبت ان تخلد الى النوم وقالت لنفسها :ساترك هذا الشخص من اصدقائي لبضعة ايام لعلي افهم لماذا ارسل الي طلب الصداقة ..وهمت لتغلق حسابها ..فوردت اليها رسالة كانت تحية من يوسف صاحب الحساب الجديد ولكن باللغة العبرية ...شعرت بالحماس وقررت ان تؤجل موعد نومها ..وردت عليه ايضا بالعبرية ...فسألها مستغربا :هل انتِ عربية ام من اسرائيل ??
قالت له :لن اجيبك على سؤالك حتى تقول لي من انت ولماذا ارسلت اليّ طلب صداقة ??
فقال لها :بصراحة انا اعشق اسم مريم كثيرا... وطلبته باللغة العبرية فظهر امامي ..ولأنني لا استطيع التجول في صفحتك حتى اكون من اصدقائك ارسلت اليكِ الطلب ..وعندما وافقتِ بدأت التجول فيها ولاحظت انك عربية ومتدينة ايضا...!!ولكنك تفهمين لغتي كيف هذا ??
قالت له :اذا انت من اسرائيل ??
قال :نعم انا من اسرائيل... وانتِ??
فقالت له :ولكن اخبرني كيف عرفت ان منشوراتي دينية ??هل تعرف اللغة العربية ??ام لديك مترجم ??
فكتب لها باللغة العربية :بل اعرف العربية...
ابتسمت مريم وقالت له :على الرغم من ان حديثي معك قد يكون شيئا خاطئا ولكن ان احببت نتبادل ثقافتنا بعيدا عن العداوة التي بيننا... فانا من لبنان ..واسمي مريم ومسلمة ..بالطبع لن اعطيك عني معلومات اكثر من ذلك ..وآسفة على تعبير العداوة فهذا هو الواقع... ان احببت نكمل وان لم يعجبك الامر فلنحظر بعضنا من اول حديث وكان شيئا لم يكن ..واول شرط عندي هو الاحترام المتبادل والحوار المثمر ..
بعد ان قرأ يوسف هذه الكلمات فكر بداية ان يرفض الموضوع اطلاقا ..ولكنه قال لنفسه :وما الضرر من ذلك اتحدث معها واوقعها في افخاخ الكلام لآخذ منها معلومات قد تفيدني في وقت لاحق...
فارسل لها :نعم انا موافق على شروطك ويسعدني ذلك ايتها اللبنانية...
يتبع...