كبرياء وطن ..
الجزء الخامس والأخير ..
الخالة :ابي الم تلاحظ ان تصرفات يوسف غير طبيعية هذه الأيام ..
الجد :كيف وماذا تعنين ??
الخالة :اجده دائم الشرود ..والحزن يعتلي عينيه لقد ذكرني بوالدته عندما توفي زوجها ..
الجد :لا تذكريني بهذا الموضوع ..كلما اتذكر انها هربت مع مسلم اكاد اجن ..وافرح انها ماتت..
الخالة :وماذا ان علم يوسف انه عربي الاصل ومسلم ..
صرخ الجد في وجهها وقال لها: قلت لك مرارا ان تكفي عن ذكر هذا الموضوع في المنزل لئلا يسمع يوسف اي كلمة ..انا اشعر بالفخر عندما اسمع انه يعذب العرب وخاصة اللبنانيين لشدة ما اكره والده ..
الخالة :لا تنسى يا والدي ان اختي هي التي احبته وهربت معه ..ومن حقه ان يعلم من هم اهله ..
كل هذا ويوسف يسمع وقلبه مغتاظ.. وعلم لم هذا الشعور بالحنو تجاه العرب ..ورجع الى غرفته وقد اصابته الحيرة ..وانتظر الى ان نامت الخالة ..فذهب الى المكتبة الخاصة وحاول ان يبحث عن اي دليل يدل على اهله ..او صورة ..فلم يجد شيئا سوى صورة واحدة فيها خالته وامه ..فاخذها وقام بتصويرها ..ثم ارسلها الى مريم ..وعندما وصلتها قالت له باستغراب :ماذا تعني من هذه الصورة يا يوسف ..قصدك انك عرفتني من اكون ??
قال يوسف :اذن تعلمين صاحبة الصورة ??
قالت مريم :نعم اعلمها ..ولكن ما علاقتك بها ??
قال لها :من تكون اخبريني وساشرح لك كل شيئ ..
فقالت له بتنهد :على الرغم من اني لا اعلم ان كنت مخطئة بسردي القصة لك ام لا ..ولكن عمي منذ زمن بعيد احب فتاة يهودية التقى بها في مصر ..وكانت مع اهلها ..فهربت معه وانجبت منه طفلا ..لان اهلها لم يوافقوا على هذا الزواج ..وبعد فترة الاربع سنوات قام والدها بقتل عمي واسترجاع ابنته التي علمنا اننا ماتت من الحزن ..اما الطفل فلا نعلم عنه اي شيئ ..بصراحة هذه الحادثة كانت قبل ولادتي ..ولكني لا زلت احتفظ بصورة عمي مع زوجته ..
اغرورقت عينا يوسف بالدموع وشعر انه في موقف لا يحسد عليه ابدا .. وخشي ان يبقى بينهم فيقتل جده انتقاما لوالده ..واعتبر تربيته له شفاعة له بعدم ذلك ..فلملم اغراضه وعاد الى جنوب لبنان ..وحاول مساعدة السجناء هناك بشتى الوسائل ولاحظ الجنود عليه ذلك ..فشكوه الى القائد ..فطلبه فقال له :لم تستطيعوا اخذ المعلومات منهم بالقوة ..فلم لا تجربون اسلوب اللين ..وذات يوم ذهب لزيارة ابن عمه في السجن واخبره بكل شيئ ..فقال له ان يخبر مريم وهي تستطيع مساعدته ان احب ان يكون لبنانيا ..فتعرفه على العائلة ..وقد فعل ذلك ..لانه متشوق جدا لمعرفة اهل والده ..وتغلب الدم العربي في جسده على الدم اليهودي ..وسعدت مريم كثيرا بذلك ..وعرّفته على رجال المقاومة ..فاعطاهم المعلومات التي ساعدتهم كثيرا... وبعد مرور عدة سنوات ..استطاعت المقاومة دحر العدو الصهيوني باذن الله ..فانسحبوا تاركين الاسرى في المعتقل ..واسرع الأهالي بفتح السجون وانقاذ اسراهم وكان يوسف الاول بينهم... وعمت الفرحة الجميع... وقد قام يوسف بالزواج من مريم ..وحمد الله كثيرا على ارسالها له لتكون السبب في انقاذه ..واعادته الى وطنه الحقيقي ..
نعم اعزائي في نهاية هذه القصة السريعة اود ان اقول لكم ..انه علينا ان نعرف عدونا الحقيقي من يكون وكيف نحاربه ..نعم انا مع مريم بما قالته في بداية القصة ..ولكني اضيف احيانا ان بعض الاشخاص لا ينفع معهم الا القوة والسلاح ..اذن لنجرب شيئا فشيئا وان فشلنا في كل المراحل فعلينا تذكر الآية لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء..