كبرياء وطن ..
الجزء الثالث ..
لقد ذهبت مريم للقاء اخيها في احد السجون الاسرائيلية القابعة في الاراضي اللبنانية حيث تم اعتقاله عندما كان يحاول الدفاع عن لبنان ..وكان هذا الموقف جريئا منها ..ولم تكتفِ فقط بطلب زيارته بل وضعت القرآن بين الاغراض.. وبعد الحاح كبير منها قبل احد الجنود ان يدعها تقابل الضابط لعله يقبل بزيارتها ..وعندما دخلت... تفاجأ من جمالها وكبريائها وشيئا ما في داخله طلب منه ان يحميها .. سلمت عليه بعنفوان واحترام في آن معا وطلبت منه ان تزور اخاها علي ..فسالها :ما هذه الجرأة التي جعلتك تاتين الى معتقلنا ..الا تخشين ان نعتقلك كاخيك ..
قالت له: وهل الاشتياق ذنب ??
فكر الضابط بكلامها وقال لها :احمدي الله يا سيدة انني انا هنا لو كان احد غيري لاعتقلك ..سادعك ترين اخاك ..ولكن اعطني الاغراض اولا لافتشها ..
فاعطته اياها ووجد القرآن بينها ..وتظاهر بانه لم يره ..امام الجنود ..وسمح لها برؤية اخيها ..
ولن احدثكم عن حرارة الشوق عندما رات مريم علي ..لقد كانت ملامحه متغيرة من كثرة التعذيب ..شعرت اخته بالاسى الشديد لحاله ..وعندما ذهبت نسيت ان تشكر الضابط ..وعند وصولها الى المنزل استقبلتها امها بغضب شديد وقالت لها :من سمح لك بالذهاب يا مريم ..والله خشيت الا تعودي ..لابد ان معجزة من السماء قد انقذتك ..
قالت مريم :من يتوكل على الله فهو حسبه لا تقلقي يا اماه ..لقد رايت علي وهو بخير ويسلم عليكم جميعا ..
ثم دخلت الى غرفتها ..وبدات تتذكر ملامح اخيها واجهشت في البكاء.. دخلت امها الى غرفتها وقالت لها :يا بنيتي ماذا دهاكِ ما الذي حصل هناك اخبريني ..??
قالت لها :لا شيئ يا امي ولكن الفراق مؤلم جدا انت تعلمين كم انا متعلقة باخي وكنت اظن انه سياتي معي ..
ضحكت الام وقالت لها :اه يا بنيتي من المستحيل جدا ان يخرج علي من سجنه في القريب العاجل ..هذا العدو بدون رحمة ..
قالت لها :نعم اعلم ذلك واسأل الله ان تحل هذه الازمة قريبا ..
ثم خرجت الام من غرفتها وتركت مريم التي قامت بفتح حسابها في الفيسبوك بعد مدة طويلة علها تتسلى قليلا وتلهي نفسها عن احزانها ..ومان ان فتحته حتى انهالت عليها رسائل الاطمئنان من صديقاتها واصدقائها ومن بينهم يوسف ..فردت عليهم جميعا ..وعندما وصلت الرسالة اليه اجابها بانه سعيد جدا لسلامتها وبانه قلق عليها ..فقالت له بغضب :لا ادري يا يوسف اين الرحمة بين جنودكم ??انهم لا يعرفون ما معناها ??يا لقساوة قلوبهم ..اتعلم انه في ديننا نطعم الاسير من طعامنا ونشربه من شرابنا ونتاكد من جريمته ..يا للظلم الذي يمارس في سجونكم ..لقد غادرت الانسانية منها وحلت مكانه كل وسائل الشيطنة والقسوة ..
قال لها :وما ادراكِ انتِ بكل هذا ..ثم ان الاسير ان لم يتعرض للتعذيب فانه لن يجيب عن الاسئلة والتهم الموجهة اليه ..
قالت له :لقد ذهبت اليوم لزيارة احد الاسرى ورايته في حالة يرثى لها ولو ان الضابط الموجود هناك لم يكن لديه ذرات من الرحمة لما كنت احدثك الآن ..لقد استغربت حقا من ردة فعله ولم اكن اتوقع ذلك.. بالتاكيد هو ليس اسرائيليا ..
استغرب يوسف كثيرا ..لانه هو الضابط الذي تتكلم عنه.. وقال لنفسه :يا الهي انها مريم لقد رايتها اليوم يا لسعادتي انها ليست فقط جميلة من الداخل بل شكلها رائع وجذاب ..ولكنه لم يعترف لها بانه هو ..ووعدها بانه سيجعلها تفرح قريبا ..والحت عليه لتعرف ما هي المفاجأة التي وعدها بها ولكنه لم يصرح لها وقال لها دعيها للايام وبعدها ستشكريني ..
وفي اليوم التالي عندما ذهب للمعتقل طلب اخيها علي بحجة التحقيق معه ..وكان شكله تعب جدا ..ولكنه لم يعامله بلطف خشية ان يكتشف امره احد ..وكان في الزنزانة الانفرادية تحت التعذيب النفسي ..فامر باحالته الى السجن الجماعي ..بحجة احتكاكه مع المسجونين من المذهب السني مما يجعلهم يتشاجرون مع بعضهم ..
يتبع...