كبرياء وطن ..
الجزء الرابع..
وبدأ يوسف يفكر كيف يمكنه مساعدة علي ..ولم يعرف ما السبب اهو اعجابه بمريم او اقتناعه بالدين الاسلامي ..او ان كلمات مريم عن الرحمة قد اثرت به ...وكان عليه ان يعود لاسرائيل لانه طلب الاجازة في وقت سابق وقد وافقوا عليها الآن ..ولا يستطيع الرفض ..وقبل رحيله اوصى الجنود الا يعذبوا السجين الجديد كثيرا لانه ليس من صالحهم ان يموت تحت التعذيب ..وعاد الى اسرائيل ولكن قلبه بقي في لبنان ..اما علي فعندما دخل السجن الجماعي ..اول سؤال سأله اياه المسجونين عن اسمه وحال البلد في الخارج ..فاخبرهم بان الوضع ليس على ما يرام حاليا ولكن النصر حليفهم باذن الله ...لم يتفاءل الجميع من كلامه ..وبدأ هو يتعرف عليهم ويسالهم عن اسمائهم الواحد تلو الآخر ..وتبادل الاحاديث معهم ..بعدها اعتذر منهم لانه كان متعبا ثم خلد الى النوم ..وعندما استيقظ بدأ بصلاته ..فقال .له احد الاشخاص مستفزا اياه :كيف تصلي لله وانت تعبد الحجر ??
نظر اليه متسائلا ومستغربا :وماذا تعني انني اعبد الحجر ??
قال له :صحيح اننا في سجن عدونا ولكن اريد ان اسألك بضعة اسئلة لم انتم الشيعة تصلون على الحجر ??
قال له :اسأل ما يحلو لك ..نحن نصلي على ما لا يؤكل ولا يلبس ..وجعلنا الارض مسجدا وطهورا ..ويمكننا الصلاة على الارض او التراب ..
قال الرجل :حسنا ..يبدو ان احدهم قد فهم الموضوع بطريقة خاطئة ..ولا اخفي عليك البعض يحاول ان يستغل هذه العقائد بيننا ..ولكن ماذا عن القرآن الذي تحمله بين يديك ??وبم يختلف عن قرآن فاطمة ..
هنا تفاجأ علي مما سمعه وقال له: لا يوجد اي قرآن للسيدة فاطمة وليس لدينا سوى قرآن واحد وهو كتابنا وكتابكم ..نعم يوجد شيئ اسمه مصحف فاطمة ..وهو يحتوي على احاديث الرسول (ص)واحبت ابنته ان تدون احاديثه وحكمه ونصائحه ..
قال الرجل :حقا انه لشيئ عجيب ما اسمع ..عندما دخلت الى السجن وعرفت انك شيعيا ..اصابني الحقد وتذكرت ما يقال عنكم ..ولكن قلت لنفسي بداية لاسالك حتى احرجك ويبدو انك انت من احرجني ..ولكن هلا سمحت لي بسؤال اخير...
كان هذا الحوار على مسمع من الجميع والكل صدم من الجواب ..
قال الرجل :وماذا عن الآذان ..هل تقولون اشهد ان لا اله الا الله ..واشهد ان عليا رسول الله ..
ضحك علي بداية من السؤال ثم اجاب: اسمع يا اخي افضل العباد هو النبي محمد (ص) ..ومن بعده ياتي وصيه الامام علي (ع)وهذا ما نعتقده ..نعم سمعت ان البعض يدعي اننا نقول ان الله اخطأ في وحيه وكان يجب ان ينزل على الامام ..وهذا افتراء واضح فالذات الالهية منزهة عن اي خطأ... نحن نقول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويستحب لنا قول اشهد ان عليا ولي الله ...
قال الرجل :اشكرك اخي لانك تقبلت اسئلتي بصدر رحب ..مع العلم انهم قالوا لنا ايضا انكم تحللون دم اهل السنة ..
قال علي :بل على العكس فدم اي رجل بريئ مهما كانت ديانته هو محرم ..ونحن لا نبدا الحرب. بل نحارب دفاعا عن الارض والعرض ..وهذا حق اي انسان... اسمع ما ساقوله لك ..عدونا واحد وعلينا ان نتحد لنحاربه وهم يحاولون التفرقة بيننا تحت مبدأ فرق تسد... يا ليت الجميع يدرك هذه الحقيقة ..ولو ان الجميع يعرفون عدوهم الحقيقي لكنا هزمناه برمشة عين ..الحديث يطول ويطول ..ولكن علينا ان نحاول ان نفهم ونحترم بعضنا الآخر فديننا واحد ونبينا واحد وقبلتنا واحدة وكتابنا واحد ..ان نقاط الالتقاء هي اكثر بكثير من نقاط الاختلاف... والعدو يفرقنا ويضحك علينا... مع الأسف هذه هي الحقيقة المرة التي ندفع ثمنها دماء وحقدا وكراهية دون ان نشعر...
اعجبت كلمات علي كل من كان في السجن وبدأت الاسئلة تنهال عليه من هنا وهناك وهو يجيب بكل رحابة صدر دون ان يمل ..واخيرا طلب منهم ان يصلوا جماعة سوية ..وفجاة دخل احد الجنود وجن مما راى ..فهرع الى الضابط واخبره بما حصل ..فطلب علي فورا وبدأ بتعذيبه بشتى الوسائل ..وقال له ادخلك الضابط يوسف الى الزنزانة لتزيدها خرابا وليس لتصلحها بكلماتك المعسولة وستلقى جزاء ما بعده جزاء..
قال علي :اما النصر او الشهادة .
.وكان هادئا ويتمتع بسلام داخلي ..مما جعل الظابط يجن من اسلوبه ..وكاد ان يقتله لولا انه تذكر كلام يوسف حينما حذرهم من ذلك وان هذا سيجعلهم يخسرون الكثير من المعلومات..
اما يوسف فكان يجلس في غرفته الخاصة ويتحدث مع مريم على الفيسبوك ..ثم استاذن منها ليشرب وبينما هو ذاهب الى المطبخ سمع حديث جده مع خالته وهما يظنان انه في غرفته ..كان حديثا غريبا لم يصدق يوسف نفسه...
يتبع... مع الجزء الأخير