الرب "طحان"

648 15 59
                                    

أتأمل ذلك الاخرق "الصفاقسي" و هو يحاول اضحاك الحضور بتقليد منظري و انظر اليه بنظرة حاولت ان ارسخ لها كل ماتعلمته من المسرح لارمقه بنظرة احتقار و كان الامر في غاية السهولة و منظره القبيح يزداد قباحة وسخافة لدرجة اني افضل مشاهدة شامبنزي "يخرا" على هذا الاحمق و كم اكره هذا الاحمق؟
و في محاولة مضحكة لارضائي قالت سارة"شهمك فيه... نادر ديما يتمقعر" و لكني بقيت على حالي... ارمقه نفس النظرة التي بطريقة تلقائية تجاوزت الاحتقار لتصبح اكثر نظرة شفقة تجاه هذا المتسول المحاول لاقتلاع حتى مجرد بسمة غابت عن الحاضرين ليصبح هو الاضحوكة و ينقلب السحر على الساحر...
هي محاولة يائسة ككل الممارسات السابقة عن طريق امثال هذا "الصفاقسي" لذلك لم اعرها الكثير من الاهتمام لانهم و بكل بساطة لا يرتقون لمستوى الانسان و بذلك مستوايا، و كما يقول المثل "كلاب تنبح على طيارة"... لكن هذه المرة احسست بحزن داخلي باطني و كانه يمس روحي مباشرة و يعبث باوتارها احساس زادت المه اغاني بينك فلويد لتجتمع و تولد في جاشي شعورا قاسي، يابس و جاف كاوراق الخريف المتساقطة على روحي على اثر هبوب رياح الوحدة والعزلة و تدق ناقوسا في عنق النسيان لتذكرني بكون "الصفاقسي" كان على درجة من الصواب فربما انا حقا قبيح و هذا ما يفسر باني لم اكن ابدا على علاقة بفتاة و لم اكن مثل اقراني يحبون و يتحبون.... لكني احببت ذات مرة احببت اسماء تلك القتاة القصيرة... كانت مختلفة فطريا و كانها ولدت كذلك و لم تاثر فيها البيئة الاجتماعية و هذا ما يعطينا فكرة عن طبيعة شخصيتها القوية المحبة للسيطرة و من منا لا يقع في حب امراة جميلة مسيطرة؟ ... كنا نتشارك الطريق نحو المعهد لكن ليس نفس المعهد... لم اقو يوما على الحديث معها مباشرة بل اكتفيت بمشاهدتها امامي تتمايل و تسحرني وانظراليها بنظرة ثاقبة مخيفة كنظرة الصقر و المس كل شبر من جسمها بعيناي و اتامل يديها البيضوتان الصغيرتان التي اتمنى ان اقبلهما حتى يجف ريقي و اهب شفتي قربانا ليديها و اظافرها مطلية بطلاء اسود في تناغم مثالي لتقدم مع يديها لوحة اية في الجمال والروعة، ثم اجول بنظري نحو اردافي و كم اريد مضاجعة مؤخرتها الصغيرة البيضاء الى ان لا تقوى حتى على القيام.... اه كم احببت تلك الفتاة! لم اقو يوما إذن إلى الحديث معها مباشرة لذلك حاولت التقرب اليها عبر الفيسبوك ذلك العالم الافتراضي المخادع حيث الجبان يصبح شجاع و القبيح يصبح وسيم و الغبي عبقري لكني كنت دوما القبيح الغبي الجبان الذي لم يقو الفيسبوك على تغييره..... و حالفني الحظ للمرة الأولى في حياتي و توطدت علاقتي بها و لكنها كانت خلال تلك الفترة على علاقة باحدهم لذلك كانت علاقتنا على وطادتها ملزمة بحدود.... الى ان جاء يوم السعد الذي باغتتني فيه بخبر فسخ علاقتها بحبيبها السابق و طبعا استغلت الفرصة و تقربت اليها اكثر و اكثر لتصبح مع مرور السنوات الصديق اللذي لم احظأ به من قبل و تغير معها مذاق حياتي فاصبحت حلوة عذبة و لم احس بمعنى لانسانيتي الا معها فواصل حبي تجاهها في النمو ليصبح قوي ناضج مقبل على الحياة محب للمغامرة لذلك لم استطع كبحه الى ان جاء اليوم المختار التي اطلقت فيه العنان لمشاعري و أحاسيسي تجاهها ولكن و كما كان متوقع... كانت ردة فعلها عكسية سلبية و كانت توسلاتي نحوها مالها الفشل؟ لماذا لا تحبيني يا اسماء؟ مالفرق بيني و بين حبيبك السابق؟ ماللذي ينقصني؟ الاجوبة كانت واضحة انا مجرد شخص لم يهبه الخالق شعرا اصفر و لا عينان زرقوتان بل انا مجرد شخص ضعيف البنية منظره يحيلك انه يبلغ 14 سنة لكن عمره الحقيقي هو 18 كيف لبنت مثل اسماء ان تقع في حب شخص مثلي؟ هل حقا الرب طحان لخلقي على هذه الشاكلة؟ و امام هذه التساؤلات تقف السنوات لتجيبني عن هذا السؤال و تقول لي ان المشكلة ليست في الرب بل في عباد الرب اللذين اثروا يفضلون المظهر الخارجي على حساب جمال الروح و بتكبدون بذلك عواقب اختيارتهم التي تنتهي في معظمها بنتائج كارثية و ازمات نفسية ثم يبدؤون في التذمر و النواح و البكاء على رماد علاقتهم و يلقون اللوم على الحب الحب لا يخطئ انتم من يخطؤون عليكم ان تتحملوا مسؤولية ايثاركم الجمال المادي على جمال الروح و جعلتم من الخالق مدان... تبا لكم.

الرب "طحان" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن