في تونس العاصمة كان اليوم غريب حلو مر... بدايته مع ربا تلك الفتاة المثالية التي سابقى احلم بمثيلتها ليس حتى هي في شخصها... لان الاحلام على استحالة بعضها لا تقارن باستحالة ان تقع في حبي روبا...
لم اقو على النظر في وجهها من شدة التوتر فقد كنت في حضرة ملاك ادامي و لا ادري كيف لا زلت اتذكر ملامحه.. لازلت اتذكر عيناها الزرقوتان و بالاحرى الرمادية لا اعلم و يداها كانتا ناعمتان رقيقتان صغيرتان اتذكر حنانهما على راحة يدي على اثر تبادل السلام و ثم الوداع و يا ليته لم يكن وداع وعلى اثر ذلك بقيت اتاملها تبتعد و اقترب انا من معرفة سر من اسرار هذه الحياة و هو من علينا ان نحب؟...
روبا هي فصل فلسفي اجتماعي في حد ذاتها من بين فصول حياتي التي علي ان اطويها و اتجاوزها و لكن في المقابل اتعلم منها الكثير... ونعم لقد تعلمت الكثير في ذلك اليوم فبعد تجربة ربا كانت لي تجربة اخرى مع بيبو هو شخص عادي مثلي و أقرأها يا قارئي العزيز كما تريد ففي الحالتين اصبت... كان انيق لا يحيلك منظره انه مختلف و قام بدعوتنا انا و صديقي للجلوس في طاولته و بدا حديثه في البداية عن العاب الفيديو و انا من الاشخاص الذي ليس من السهل فتح الاحاديث معهم لذلك كنت التزم بالصمت وقد زاد اصراري خصوصا بعد معرفتي بانه شاذ لذلك فضلت عدم الخوض معه في احاديث كنت اعتقد انها لن تنفعني نظرا لافكاري المسبقة المتخلفة حول هذه الفئة من المجتمع لكنه في كل مرة كان ينظر الي و انا لست باحمق فقد فهمت من نظراته المتواصلة تلك انه كان يريد مني ان اتحدث حتى يعرف مستواي و ان كنت في المستوى يمكنه بذلك افشاء سره و ينزع قناعه و يتصرف على سيجته التي يحس فيها بالارتياح... و انا احترم هؤلاء من يؤمنون بمقولة سقراط "تكلم حتى اراك" لذلك شعرت ببعض الارتياح تتجاه لكني ابقيت تلك المسافة تجاهه فاكتفيت بالايماء براسي في معظم الأحيان...
و لكن سرعان ما وجدت نفسي انظر اليه مباشرة في عينيه بطريقة مخيفة بعدما كنت احاول تشتيت نظري و كانني بافعى مجلجلة وقعت تحت تاثير تنويم الناي فهذا الشخص كان محاضر بالفطرة و لا شيء يسحرني في هذه الحياة اكثر من محاضر متمرس و ما زاد من عظمته طريقة حديثه التي على غرابتها ساهمت في اضفاء روح الحكمة على شخصه فبدات بذلك احس بارياحية اكبر و دخلت معه في نقاشات كان بعضا عنيف من طرفي لكنه كان يتقبلها في معظم الاحيان بابتسامة و روح رياضية و احاديثه لم تكن تخلو من الطرافة فان كنت تعتقد بانك طريف او مضحك فانك لا زالت لا تعرف بيبو... فبيبو هو من اعظم من عرفت في حياتي...
فلماذا اذن نكره امثال هؤلاء اذن؟ اليس نبذهم هي نرجسية؟ فهؤلاء لا يشكلون اي تهديد لمجتمعاتنا بل بالعكس تصوروا 15 فرد من امثال بيبو مثلا ا لن تكون حياتنا افضل لو سمحنا لهؤلاء بدخول ميدان الفن او حتى السياسة؟ فالعالم فسيح و هناك مكان للكل للتعايش فيه فالنكف عن الاحكام المسبقة و نرسخ لمستقبل افضل يقوم على التعايش السلمي.