- هل أنت مسلم؟
- نعم.
- و كيف عرفت أن دينك هو الدين الحق؟
- عرفت ذلك من القران، فهو خير دليل على صدق نبوة محمد.
جواب سمعناه كثيراً، يردده المسلمون بمناسبة و بدون مناسبة. أنهم آمنوا صدقاً برسالة محمد بسبب القران. فالقران هو معجزة الإسلام الخالدة و هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه. فهو يحتوي على تحدي واضح للمشركين بأن يأتوا و لو بسورة من مثله و كان عجزهم عن أن يفعلوا ذلك دليلا واضحاً على إن هذا القران ليس من عند البشر. و كذلك فأنه يحتوي على إعجاز بلاغي و أيضاً إعجاز علمي (و إن كان كثيراً من المسلمين يعلمون جيداً أن موضوع الإعجاز العلمي ما هو إلا شئ مفتعل حتى القران نفسه لم يدعيه). و أخيراً و ليس أخراً تعهد الله بحفظ القران من التحريف و هذه بحد ذاتها معجزة.جميل، بدايةً من ناحية المبدأ لا بأس بأن تكون معجزة محمد عبارة عن كتاب. فالكتاب يبقى أبد الدهر بعكس المعجزات الحسية التي قيل أن من يسموا بالأنبياء أتوا بها قبله، فهي تموت بموتهم أو بموت أخر من كان شاهداً عليها. أما القران فسيظل خالداً مادامت مطابع السعودية تقوم بواجبها على أتم وجه و مادام الحبر و الأوراق متوفرين فلن تنفد كلمات ربك.
لكن أنا عندي مشكلة مع هذا الإدعاء، لا بل قل مشاكل عديدة تجعلني أضع علامة إستفهام كبيرة حول قناعة المسلمين بأن قرآنهم هو معجزة تقدم الدليل القاطع على صدق نبوة من أتانا بالقران. بل على العكس أنا أرى أن القران هو خير دليل على أن نبوة محمد إدعاء لا أساس له من الصحة. بإمكاني أن أقسم مشاكلي مع القران إلى قسمين أساسيين: الأول أرد به على إدعاءات المسلمين حول أسباب إعتقادهم بإعجاز هذا الكتاب و الثاني أطرح فيه نقاط إضافية عادة ما يتجنب المسلمون ذكرها و عندما يطرحها أعداء الحق من شياطين الإنس أمثالي تراهم يصنفونها تحت قسم خاص يسموه بالشبهات و لا يردون عليه إلا بتبريرات واهية لا تعدو كونها ترقيعات لمشاكل بل حتى لفضائح كان أولى بدين الحق أن لا يقحم نفسه فيها.القسم الأول:
ردي على إدعاء المسلمين بإعجاز القران.القران تحدى المشركين بأن يأتوا بمثله. نعم القران فعل ذلك، فالتحدي فيه واضح بل و مكرر. بدايةً تحداهم أن يأتوا بمثله ثم بعشر سُوَر ثم بسورة واحدة و قد ذُكرت تلك التحديات في الفترة المكية و في بداية العهد المدني. و جوابي على ذلك له عدة أوجه:
أولاً: لنفترض جدلاً أن أحد الكفار حاول أن يأتي بسورة من مثله رداً على ذلك التحدي، أترى المؤرخون المسلمون سيحفظون لنا تلك الردود؟ أم سيضيعون تلك الردود في غياهب التأريخ؟ دعوني أقرب لكم الصورة، هناك قصائد عديدة كُتبت في ذمن محمد لعل من أشهرها ما كتبه كعب بن زهير و هو نفسه كاتب قصيدة البُردة لاحقاً في مدح محمد و ما كتبته عصماء بنت مروان. و سؤالي لكم هل تستطيعون أن تأتوا بتلك القصائد، لا بل هل تستطيعون أن تأتوا ببيت واحد منها. بالنسبة لعصماء لم يقم المسلمون فقط بتمزيق قصيدتها بل قاموا بتمزيقها هي نفسها و هي حية. أما كعب فقد إستطاع أَن يتجنب مصير عصماء و أن يحافظ على رأسه فوق كتفيه فقط عندما أعلن توبته و كتب قصيدة يمدح فيها محمداً إسمها قصيدة البُردة. و قد حفظ لنا المسلمون قصيدة البردة لكنهم أضاعوا القصيدة الأصلية في ذم نبيهم و التي بسببها كُتبت قصيدة البُردة. و سؤالي لك أخي المسلم: هل تعتقد أن هنالك أي قيمة لتحدي القران لأعدائه بأن يحاكوه بلاغةً إذا كان عقاب من يرد على ذلك التحدي هو الموت؟