فتحت عيني فرأيتهم من حولي و على وحوههم سمات الخوف و التوتر، بحضن أمي مرتمية و خفقات قلبها أعلى و أسرع من أﻻ تسمع أو تحس.
لم أتذكر سوى آخر الكلمات، فقد اتصل صديقه و قال : 《 انه ﻻ يشعر بك كما فعل في السابق 》 ...
كانت جملته قوية، و كان ردي أقوى فقد سألني بكل وقاحة ان كنت فهمت قصده ... و أنا رددت ببرودة : 《 طبعا ، اعتني بنفسك ...》
نزلت الدرج فلم أر قبالتي اﻻ أمي واقفة، أمي التي دار بيننا جدال منذ الصباح و التي كم يزعني أن تكون علي غضبانة ، رأيتها قبالتي و لم أر غيرها، و سقطت بين أحضانها بعد صرخة مزجتها بسؤال لم أعرف جوابه بعد .... 《 لماذا ؟ ...》كانت أولى أيامي بالثانوية، و قد واجهت الكثير من الصعوبات في تقبلي للناس و التغيير، و تقبل الناس لي ...
كما أنني خسرت أعز صديقتين على قلبي ... أو ما ظننتهما كانتا ... فقد أحسست بعد أيام أنني صرت ثقيلة عليهما ، و رأيت منهما ما يكفي لأفهم نفسي و الابتعاد، و ها أنا ذي بعيدة ...كل البعد .
وحيدة رغم وجود الناس قربي ، ضائعة رغم معرفتي الطرق ، عطشة لشيء ﻻ أدرك ماهيته ، و رغم إرتواء حلوقي ، ها أنا ذي !
أنت تقرأ
سديم (Sadeem)
Aventureفتاة خطت قصتها عبر نزهة التغيير، من حياة الاكمالية للاعدادي للجامعة ، حياتها انقلبت رأسا على عقب ، أقنعة تسقط، أوجه مزدوجة، نهاية موحشة ... أو بالأحرى : كما ظنت .. لكن هل من نقطة تنهي فقرة الحياة غير الثرى ؟ سديم تريد أم تجد نفسها من بين المﻻمح الغر...