الجزء الثاني

339 11 1
                                    

حزام الغيرة ..
الجزء الثاني...
وعندما حل المساء ..وكان حمد قد اخذ والدته من المنزل بحجة انه يريد شراء سيارة جديدة ..رجعت ملاك وولدها الى البيت .. وهي تفكر ما سر غياب زوجها عن الانظار ..وكلما همت ان تفكر بكلام السكرتيرة منى تطرد هذه الافكار من رأسها ..وعند وصولها كانت المفاجاة... الكل في انتظارها وقد ساد الصمت الى ان فتحت الباب وبدأت هتافات المعايدة من كل حدب وصوب ..نظرت مباشرة الى زوجها مبتسمة وعيونها تطلق بريق الشكر والامتنان له ..فتقدم منها وقدم لها هديته ..والكل فعل ذلك... اما منى تمنت لو انها لم تأت ..وكادت تختنق ..نظرت حولها فوجدت ام زياد تراقب من البعيد ولم تستطع الاقتراب لانها كانت مقعدة ..فاقتربت منها وقالت بصوت مرتفع :هذا هو حال الدنيا الأمهات ينجبن الأطفال وعندما يكبروا تاتي النساء لتستولي على كل شيئ..
نظرت ام زياد اليها ولم يعجبها كلامها ابدا فهي تحب كنتها ..وكانت تتمنى لو تستطيع المشاركة في التصفيق ..وبعد لحظات اقترب زياد منها وقال لها :يا امي العزيزة احببت ان احضر لكِ هدية انتِ ايضا ..عيدك ليس كما تحدده الاقوام ..بل كل يوم انتِ راضية عني به هو عيد للام والطفل بالنسبة لي ..
هنا لم تعد منى قادرة ان تتمالك نفسها فغادرت المكان بحجة ان راسها يؤلمها ..فاذنوا لها ..وعند وصولها الى المنزل استقبلتها والدتها وسألتها: لم وجهك شاحب هل هناك خطب ما ??
قالت لها :لا ليس هناك اي شيئ سوى اني اكره نفسي ..
قالت امها :منى... لم دائما تقولين ذلك ??احمدي الله يا ابنتي!! انتِ تعيشين في نعم كثيرة غيرك محروما منها ..
قالت منى :اي نعم هذه يا امي ..وابي قد تركني منذ كنت طفلة صغيرة ..وحرمني من كلمة يا ابي ..وانت اضطررت ان تعملين في المطعم من اجل تعليمي ..انا اليوم كنت في حفلة عيد ميلاد زوجة زياد ..لو ترينهم يا امي كم يحبون بعضهم ..لقد اعطاهم الله كل شيئ ..المال والحب والسعادة ..اني اكرههم ..واشعر ان ضحكاتهم تنزل كالصاعقة على قلبي ..اتمنى لهم كل الشر ..
قالت امها :ولماذا ??انهم يعاملونك احسن معاملة ..
قالت منى مع ابتسامة خبيثة :ساعلمهم كيف يكون الحب ..
قالت امها :ماذا تقصدين يا منى ??اياكِ ان تعضي اليد التي امتدت لمساعدتك ولا يكون ذنبها الا انها اعطتك الثقة والمحبة ..
قالت منى :وما ذنبي انا حتى اتجرع كأس الحزن وحدي ..اني اكره الناس كلهم..
فدعت امها لها بالهداية ..وهي خائفة على ابنتها ومنها في الوقت ذاته...
اما منى فدخلت غرفتها وبدأت تفكر في خطة خبيثة حتى تسلب السعادة من هذا المنزل ..
وبعد قليل رن هاتفها وكانت زهرة لكي تطمئن عليها لانها غادرت الحفلة باكرا بحجة ان رأسها يؤلمها ..فقالت لها :الحمدلله انا بالف خير ..كيف كانت حفلتكم ??
قالت لها :كانت جميلة جدا يا ليتك استطعت البقاء... منذ قليل غادر المدعوين وانتهت الحفلة ..
قالت منى :جميل وفقكم الله واطال الله في عمر والدتك ..
وهكذا انتهت الحفلة مع بداية الخطة الخبيثة التي قررت ان تحيكها منى بدون رحمة ..
يتبع ..

حزام الغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن