حزام الغيرة ..
الجزء الأول...
زوجتي لم اجد مثلها بين النساء ..انها الطهر والنقاء بعينه ..جوهرة ثمينة منّ الله بها عليّ..كانت هذه الكلمات التي يكررها زياد صاحب شركة الاستيراد والتصدير امام الناس وخاصة امام سكرتيرته منى التي كانت تغتاظ كثيرا كلما سمعت ذلك ..وهي لا تدري ما السبب اهو حبها لهذا الرجل الذي يكبرها بعشرين سنة ..ام غيرتها وحسدها لهذا الاستقرار الذي حرمت منه في عائلتها ..وكان لزياد ولدين ..شاب اسمه حمد وبنت اسمها زهرة ..وكان لا يصدق متى ينتهي الدوام ليجلس في احضان هذه العائلة ولا سيما ان امه تسكن معه وعلاقتها بزوجته من اقدس واجمل العلاقات ..كانت السعادة تلف ارجاء المنزل فزهرة وحمد كانا من الاوائل دائما ومتفوقين في دراستهما... وهو يحب زوجته التي كانت تنشر المحبة خارج وداخل المنزل... مما يزعج منى كثيرا كلما سمعت كلاما جيدا عن هذه الزوجة وتتمنى لو تدمر سعادة هذا المنزل... على الرغم من الطيبة التي كانت تلقاها من هذه العائلة حيث الجميع كان يعاملها بلطف واحترام كونها تتردد احيانا الى بيتهم بحجة العمل...
وذات يوم كانت في مكتبها تفكر وتفكر والحقد يكاد يلهب قلبها ..وفجأة سمعت صوت زهرة والبِشر على وجهها ..فقالت لها :بالتأكيد والدي هنا اليس كذلك ..?
فانتفضت من مكانها بسرعة وقالت لها بابتسامة مصطنعة :نعم انه في الداخل تفضلي ..
وعندما دخلت زهرة شعرت منى بغيظ شديد وقالت لنفسها :ما بال هذه العائلة سعيدة دائما وكأن الحزن قد صام عنهم ..!!???
وما هي الا لحظات حتى خرجت زهرة وهي تمسك بيد والدها ...وكانهما ذاهبين لاتمام مهمة ما ..وقال زياد لمنى :تستطعين الذهاب الآن ..سنغلق باكرا ..وفي المساء انتِ مدعوة الى منزلنا لاننا قررنا ان نحتفل بعيد ميلاد زوجتي واحذري ان تقولي لها لاننا نريد ان نفاجئها ..
وبعد هذه الدعوة انتقلت شرارة الحسد والغيرة من عيون منى الى لسانها لتقول له بكل عصبية :وماذا عن المواعيد المهمة التي بينك وبين الزبائن ..??ايعقل ان ..
وقبل ان تكمل كلامها قال لها :اتصلي بهم وقولي لهم اني اؤجل كافة المواعيد الى الغد ..فزوجتي اهم وانا ذاهب لاحضار هدية لها...
صمتت منى وقامت بفعل ما قاله له ..وقبل ان تغادر رن الهاتف واذا بها ملاك زوجة رئيس عملها ...وقد اتصلت لتسأل عن زوجها لان هاتفه الخاص مغلق ..
فقالت منى :بصراحة انه ليس هنا ??
قالت ملاك :ولم هاتفه الخاص مغلق ..الديه اجتماع ??
قالت لها بصوت يبعث الشك في القلوب وقد اعتبرت ان ماستقوله هو فرصة امامها لتشغل بال ملاك وتعكر مزاجها على الاقل حتى يحين المساء وتعرف الحقيقة :بصراحة يا سيدتي لقد زارته منذ قليل فتاة جميلة واظن انهما ذهبا لتناول الغداء سوية..
قالت لها :ومن تكون هذه الفتاة ??
قالت منى :انها ليست من الزبائن ..لا ادري اصبحنا في وقت يجب على الزوجة ان تقوم بالحفاظ على زوجها بكل قواها وخصوصا ان كان غنيا ..
قالت لها مبتسمة :شكرا على نصيحتكِ ولكني اثق بزوجي اكثر من نفسي ..عندما ياتي سافهم منه الموضوع ..
قالت لها :حسنا ارجو ذلك ..والآن اعتذر منكِ عليّ ان اذهب فقد طلب مني ان ارحل باكرا وهذا يعني انه لن يعود الى الشركة اليوم...
يتبع...