وقفت على قمم الجبال لأراقب تصادم السحب وسقوط أمطارها عازفًة لحنًا يستحيل نسيانه ، رفعت بصري للسماء الملبدة بالغيوم محاولًا كبت عبراتي ، صرخت بأعلى صوتي لأخرج كل ما يحتويه قلبي من هموم .
في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات كانت إلى جانبي أحببتها أكثر من الجميع فقد كانت مَثلي الأعلى في كل شيء أذكر عندما كنت أسئلها عن أمنياتها في الحياة كانت تجيبني مبتسمة : أريد رؤيتك سعيدًا .
أردت لها الأفضل في الحياه سعيت نحو حلمي واقتربت من تحقيقه فقط لأجلها
لكنها رحلت .. رحلت وتركتني وحيدًا تائهًا في هذه الدنيا تلاشت أحلامي واخترق الحزن سبيلًا في حياتي فأين ملاذي من بعدها !قبل خمس سنوات ~
سيول أبتلعت كل ما في طريقها ولم ترحم كبيرًا أو صغير كنت أركض مناجيًا لها فهي أملي الوحيد ، غمرتني بحنانها وحملتي بين يديها لتركض بي بعيدًا .وصلنا إلى كهف صغير مع بعض الأشخاص وكم كنت خائفًا حينها لكنها طمئنتني بصوتها الحاني ، سئلتني كثيرًا أن أغمض عينيّ لكنني كنت أعاند .
أستسلمت بعدها للنوم وأسندت رأسي على كتفها تمنيت حينها أن تبقى معي للأبد أغمضت عيني لأسبح في عالم اللاوعي بعيدًا عن العالم المظلم .
أراها ترتدي ثوبًا أبيضًا وتلوح لي من بعيد
ركضت نحوها باسمًا فرأيت في عينيها الدموع .. لماذا الدموع ؟!فتحت عيني لأجد نفسي في مكان أجهله حولي رجال لم أرهم في حياتي نظرت حولي بهلع أين هي .. أين ؟!
نظرت لأحد الرجال فرأيت وجهًا عابسًا شعرت أنه يقول لي : لا أمل !
بدأت الرؤيا تتلاشى حينها فقد غطت عيناي سيول من الدموع وبدأت أصرخ كالمجانين لماذا تركتني وحيدًا .. لماذا ؟
مضى أسبوع ولم أكف يومًا عن ذكرها حتى بت كالمجنون .
مد إليّ أحدهم ذات يوم صندوق صغير من دون أن ينطق بكلمة .. ذلك الشعور الذي انتابني حينها كان غريبًا بالنسبة لي
دهشة ، أمل ، حيرة .. أردت معرفة ما يحتويه هذا الصندوق بأي ثمن .فتحته فإذا بي أجد رسالة مختومة بختم بدا مألوفًا بالنسبة لي !
بدون وعي مني فتحتها بلهفة وعلى وجهي طيف ابتسامة لازال لدي أمل أن تكون على قيد الحياه لكن ما وجدته أضاع آمالي ..
" بني سيأتي يوم وأرحل عن هذه الحياه لا أريدك أن تحزن فلكل شخص أجله كانت أيامي معكما أنت ووالدك من أروع أيام حياتي حتى بعد موت والدك منحتني أمل في الحياه أردت أن أحيا لأجلك لأجل سعاتك وابتسامتك التي تزين وجهك لذلك لا تحزن لأنني سأظل معك .. أحبك صغيري "
ضممت الرسالة إلى صدري وعيناي تفيضان بالدموع عرفت سبب دموعك يا أمي .ومنذ ذلك اليوم أيقنط أن الحب لا يأتي إلا مرة واحدة .
- تمت بحمد الله -
ملحوظة : هذه القصة فقط هى المشاركة فى مسابقة حُلم الحلوى .
أنت تقرأ
ذكرى رَوتها زخات المطر
Short Storyمزيج من ألوان اليأس والأمل ولوعة الحزن ونشوة السعادة على صفحات الحياة .