٥

3.1K 97 1
                                    


الفصل الخامس :

اشتد غضب لاسي من كلام ماكس ونظرته الجريئة الى صدرها زادتها غضباً .
قالت لاسي بغضب :
- لقد قلت ما تريد والآن اريد ان اتكلم ,صاحت : جورج افتح باب الحمام واحضر الى غرفة الجلوس لو سمحت , صاح جورج صيحتين مميزتين تعنيان استجابة للامر , فوجئ ماكس بذلك وقال :
- ماهذا ؟
- هذا جورج طبعاً , ما رأيك الان في معلوماتك عن حياتي ؟ جورج له شكل الحيوان لكنه حنون و وفي اكثر من اي رجل قابلته , وانا اثق فيه ثقة كبيرة , لكن المشكلة هل استطيع ان اثق بك ؟
غضب ماكس من كلامها , لكنه يستحق كل كلمة قالتها .
- احذر فهو يحبني وهو حساس واذا تصرفت بعصبية فقد يؤذيك .
- ولماذا افعل ذلك وانا خارج .
- لا يمكن ان تخرج الان فهو يريد مقابلتك لأنك جاري ولأنه متشوق لرؤيتك. حان الوقت لتصبحا صديقين .
هم ماكس بالخروج لكن صيحات جورج اوقفته واخذ يراقبه وهو يقفز حولهما ويحيط ساقي لاسي بذراعيه .
- انا اود ان اجعله يعتاد على الغرباء فلا تفعل اي شيء يثيره .
- اتعتقدين انني متهور ؟
- لا فقط اردت ان احذرك .
- وانا قبلت التحذير , اذن هذا هو ما اودعتيه المخزن مع التلفزيون وهذا الذي كان بصحبتك في الحمام .
- نعم ولورين ستحضر يوم الثلاثاء من اجله , فقد كنت اعتني به لحين شفاء ها من مرض الم بها .
اخذ يحدق فيها وهو يفكر , وشعرت لاسي بالثقة وطلبت من جورج ان يؤدي بعض الحركات اللطيفة .
- انه مدهش
- فعلاً , لكن من فضلك لا تخبر براد وفاليري عندما يعودان من اليابان لأنه لا يحب الحيوانات, وقالت لي فاليري انني استطيع الاحتفاظ به بشرط ان لا يعرف براد .
- لا تقلقي فربما ياتي يوم تكون فيه لورين ضيفتي في البرنامج وتحدث الناس عن هذا الرجل الصغير .
- ستسعد لورين بذلك
-اتعنين انك سترتبين موعداً تاتين فيه معها ؟
- هذا يتوقف على ما اذا كنت تراني كاذبة
- فلنؤجل الكلام في هذا الموضوع
- اريد ان اساعد لورين بأي شيء في مشروعها , وهو مركز تاهيل للحيوانات في سولت ليك فعندما تولد هذه القرود فإنها تحتاج لبيوت تتعلم فيها كيف تعيش مع البشر قبل ان تدرب على فعل اشياء نافعة , وقد يحب مستمعوك اقتناء قرود مثل جورج .

أخذ ماكس يراقب جورج يؤدي حركاته وقال :
- لم نتحدث عن عمل كعمل لورين من قبل في برنامجنا , وقد تكون فكرة جميلة للبرنامج .
- انت ذكي يا ماكس , لكني كنت اقصد انك حين تتناول الموضوعات المحلية فانك تبدو جاهلاً بطريقة تفكير الاشخاص الذين قضو عمرهم كله في يوته .
- لا اطن ذلك والدليل تحمس اهل البلدة للحديث معي وبالتالي فأنا ناجح في عملي كما اني استمع للاراء المعارضة .
- انهم ما تقوله , لكن يوته ليست ككثير من المدن فهي لغز في لغز .
- اتفق معك في ذلك .
نبرة صوته جعلتها تشك في مضمون كلامه فقد يتحدث عن شيء معين , او شخص معين !وتدفق الدم في اذنيها .
- اسمح لي سأصحب جورج الى فراشه , وبينما هي تدخله المطبخ , رن جرس الهاتف فعادت وردت عليه وكان غريغ المتكلم , اخبرته انها ستتصل به في وقت اخر وقطعت المكالمة .
- لم يكن عليك انهاء الحديث معه بسبب وجودي , فقد كنت على وشك الخروج .
عاد التوتر بينهما مرة اخرى .... لقد شعرت بالارتياح للحديث الودي الذي استمر بينهما عدة دقائق . ولم تدعه يخرج
- ما رأيك في كوب كاكاو قبل ان تخرج , سيجعلك تنام .
- لا استطيع رفض ذلك
اخذ قلبها يدق وهي تشير له ليجلس في المطبخ وقالت :
- حدثني عن رحلتك .
استرخى ماكس على كرسي المطبخ وقال :
- اي جزء منها ؟ درجة الحرارة التي وصلت الى المئة , ام المرشد الذي تركنا في وسط الغابة , ان الحادث الذي تسبب في كسر الكاميرا التي يمتلكها جيف .
اتسعت عينا لاسي وقال :
- معنى ذلك انكم لم تنتهو من الفلم .
تنهد ماكس تنهيدة طويلة وقال :
- اتفقنا ان نختصره . ثم ارتشف الكاكاو .
- افضل فانت في موقع يسمح لك بالذهاب والاياب حيث تريد
- اجل ... لا شيء غيرك يستحق ان افتقده .
احست لاسي انه ينافقها , يبدو ان رؤيته لجورج لم تغير رأيه فيها فقامت وهي تشعر بالاحباط وهمت بغسل كوبها فإذا به خلفها ... يحيطها بذراعيه , واحست بقلبها يكاد ينخلع من جسدها .
فقال ماكس وهو يقرب فمه من اذنها :
- لماذا لا نغير الموضوع ؟
فردت لاسي بصوت مرتعش :
- بماذا تريدنا ان نتحدث
- انت تعرفين , استديري يا لاسي ... الا تعرفين بالفعل !!
استدارت لاسي ولم تستطع مقاومته نظرت اليه بتوسل تطالبه ان يترفق بها , وقبل ان تلفظ انفاسها قام بتقبيلها قبلة طويلة , لم تقاومه بل استسلمت له ... ابعد جسده عنها وترك يديه على كتفيها ثم قال :
- اعترف انني مخطأ بالنسبة لجورج , ولكن بالنسبة للرجال الاخرين فلم يتضح شيء يغير موقفي , انا ارفض ان اكون رقماً في مجموعة عشاقك .. لكنني اؤكد لكي انني مغرم بك .
قال ماكس هذا الكلام وهو يرفع ذقنها لتنظر اليه , لكنها كانت مستغرقة في نشوة قبلته وفتحت عينيها لتجده قد وصل عند باب المنزل , ارادت ان تصرخ وتقول له انه لا يوجد مجموعة عشاق لها كما يظن , لكن ضعفها الانثوي اعجزها عن الكلام , واستندت الى حافة المنضدة كي لا تقع . تعجبت من نفسها ؟؟ !! كيف حدث ذلك رغم ان فاليري ولورين يأسو من اقدامها على مواعدة رجل اخر بعد تجربتها البائسة مع بيري , كيف ستبرر تقبيلها لماكس وكأنه يمثل لها كل عالمها , ثم لماذا جرؤ هو على تقبيلها رغم رأيه في شخصيتها .
ادرات التلفزيون علها تكف عن التفكير بماكس , ولكنها لم تستطع نسيان طعم قبلته ولا الدفئ الذي احست به وهو يحيطها بذراعيه , لم تشعر بهذه المشاعر مع بيري في اي وقت . حتى انها تمنته وهو يقبلها ان لا يتوقف واخذت تفكر : هل فعلاً يعتقد انها تمارس الجنس مع كل رجل تعرفه ؟ ما الذي يجعله يفكر بهذه الطريقة ؟
اغلقت التلفزيون واخذت تستعيد في خيالها المرات التي رآها فيها ماكس مع الرجال الذين ذكرهم , كل تلك المواقف اساء فهمها .
ذهبت الى فراشها لتنام , عزمت على الاتصال بفاليري فهمي لم تستطع النوم , كانت قد اعتادت ان تتصل بها كلما واجهت مشكلة وكان رأيها ان تصر على معرفة اسباب شكه فيها حتى تستطيع تحديد مصير علاقتهما .
وبالفعل اخذت تفكر في طريقة تستكشف بها نظرته اليها لكنها لا تفلح في الاهتداء الى هذه الطريقة .
جاءت لورين يوم الثلاثاء واستقبلها جورج بشوق هائل مما اسال دموع لاسي . واخذت لورين تحدثها عن خططها بالنسبة لمركز اعادة التأهيل , فمشروعها يحتاج الى ارض مما يعني ضرورة حصولها على تبرعات واعلانات مجانية يمولها رجال الاعمال .
دعت لورين كبار المسؤلين لمشاهدة ومناقشة خطتها ودعت ايضاً لاسي وقبلت لاسي الدعوة واكدت لها انها تساندها .
ودعت لاسي جورج ولم تكن تتخيل انها ستتألم لفراقه بهذا الشكل , وعرفت احساس الام حين يشب ابنها عن الطوق ويبتعد عنها , قضى معها جورج عدة اسابيع وكان خير ونيس لها , وتقبلت لاسي بالكاد حريتها الجديدة , شغلت نفسها بالعمل وكانت تقضي فيه اوقاتاً اضافية , وكانت تطاردها من آن لآخر ذكرى قبلة ماكس .

 روايات احلام / عبير: غرام عبر الاثيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن