٨

2.9K 92 0
                                    


الفصل الثامن :

عندما نهضت من الفراش الصباح التالي شمت رائحة القهوة كانت تظن ان ماكس سينام للعاشرة ولكنها فرحت انه استيقظ لأنها تحبه وتريد ان لا تفوت دقيقة دون ان تكون معه .
في الليلة الماضية اثبت قدرته على التحكم بنفسه اكثر منها و وضعها في فراشها .
ابتسمت وقالت :
- صباح الخير
كان يرتدي تيشرت وبنطلون جينز ويقرأ الجريدة مع مشروب ساخن
- افطارك جاهز
- لم اتعبت نفسك , لكنني سعيدة انك فعلت ذلك , كنت اريد ان احدثك عما حدث امس .
- اعرف ما ستقولينه , كان يوماً جميلاً بالنسبة لي ايضاً سنكرره قريباً
ملأتها البهجة وقالت :
- اتعدني ؟
نظر اليها نظرة فيها كل معاني الحب وقال :
- اقتربي مني لاسي
شيء في صوته خدر جسمها واصبحت ملتصقة به , وغرقا في قبلة دافئة .
- اشعر بضيق لأنك ستتركينني للعمل . ثم ابعدها عنه بلطف ليصب كوب قهوة اخر . كان هو دائماً من ينهي القبلة . كان من المفترض ان يعرض عليها الزواج ليعيشا في هذه السعادة دائماً لكن عليها ان تكسب ثقته اولاً .
تناولت افطارها , ثم امسكت قلماً :
- سأكتب اسماء الاماكن التي سأتواجد فيها بالاضافة الى ارقام هواتفها حتى تتصل بي اذا احتجتني فأنا لن اكون في البيت قبل السادسة . د. جيرارد حدد لي موعدا معه لأداء بعض الاعمال في آخر النهار سأكتب رقمه ايضاً .
فقال ماكس :
- حسناً لا تقلقي بشأن غريغ وانيت فإذا قرر الحضور فسأعد انا العشاء ولن تضطري حين عودتك لفعل شيء .
علمه بكل خطوة تخطوها كان فكرة جيدة .
وقف ماكس فوضعت يديها حول عنقه وقالت :
شكراً لأنك بهذا اللطف . احتضنا بعضهما ثم قالت :
- ما خططك هذا اليوم ؟
- سياتي جيف بعد دقائق لعمل خطة مبدئية
- هذا عظيم , شكراً لانسانيتك فقد اعطيتني فرصة رد الجميل للورين . الان علي الذهاب .
المشكلة انها لم تكن تريد مغادرة المنزل , كانت تود لو تبقى وتلعب مع ماكس لعبة الازواج , ومن الواضح انه كان يريد ذك ايضاً , اوصلها للسيارة وقال :
- أريد قبلة وداع مؤقت .
- لك ما تريد .

التصقت الشفاه وامتلات بالرغبة التي جعلت جسدها مشتعلاً ... سمعا صوت الهاتف فتركها بلطف ورحل
اسندت رأسها على مقعد السيارة , لم تكن القبله التي تريد ... كانت تريد ان تسمع بدلاً منها جملة معينة لم يقلها بعد .
يوماً ما ستقولها يا ماكس جارفيس .
بدأت لاسي يومها بلا مشاكل حتى ذهبت الى غريغ وبمجرد أن رأته حتى أنبها على سكنها مع ماكس وسألها : هل تحبه .
قالت له أنها بالفعل تحبه , وبعد فترة صمت قال لها أنه لن يحضر العشاء مع انيت ,,
- أسف لاسي لذلك
فقالت إنها وماكس سيدعونهما مرة اخرى قريباً .
أخبرها غريغ ان تنسى ذلك . رأته لاسي في مزاجية سيئة فلم تدعوه للغداء معها وتناولته لوحدها ثم ذهبت للموعد التالي ثم الى مكتب لدكتور ولحسن حظها كانت غرفة الاستقبال فارغة . كيف عاشت هذه الفترة بدونه ؟
بماذا ستشعر إذا عادت للمنزل و وجدته فارغاً ؟
لن تحتمل ذلك خاصة بعد ان سكن معها .
تذكرت قبلة الصباح قبل أن تركب سيارتها وتمنت أن يتكرر هذا المشهد .
- ماكس ؟
كان العشاء معداً لكنه مختفي , وجرت في لهفة للغرفة الاخرى لتراه .
- أنا هنا , أعمل على نص الفيلم .
الغريب انه لم ينظر اليها ! لم تتوقع ان يراقبها بهذا البرود
- تلقيت عدة مكالمات لك واحدة منها كانت من فاليري
- فاليري !؟ هذا غريب لم تتصل بي فاليري ابدا نهاراً , هل قالت ما المشكلة ؟
وقف وقال : يبدو انه وبعد زيارتك لمكتب غريغ وقت الغداء اتصل بها وكان غاضباً , وأخبرها أننا نسكن معاً , وكانت تريد معرفة الحقيقة .
أغلقت عينيها من فرط الصدمة . فقبل ان تغادر الشقة صباحاً أخبرته بجدول اعمالها ولم تخبره بانها تنوي زيارة غريغ , كيف سيثق بها بعد ذلك ؟؟ بالطبع لن يسامحها على ذلك , بصرف النظر عن أنه لا يحق لغريغ ان يقول شيئاً ل فاليري ولكنها نوت ان تناقش الامر معها في الوقت المناسب .
كل شيء انفجر في وجهها الان ولن تلوم احدا الا نفسها .
- و ..... ماذا قلت لها ؟؟
- أجبتها وهنأتني .
- هنأتك ؟
- نعم فقد كانت قلقة عليك لكن بعد ان اوضحت لها الموقف فرحت فهي ما زالت تعتقد انك بريئة .
- ماكس , لم أخطط لزيارة غريغ , لقد كانت صدفة لأن مكتبه كان بالقرب من كروفتس وقد أردت ان اعرف هل سيحضر هو وانيت على العشاء ام لا .
- هل تعتقدين بآمانة أنه يفكر مثلك ؟
- اتمنى ذلك , فقد كنا اصدقاء منذ كنا أطفالا ولا أريد أن نختتم علاقتنا بصورة سيئة .
- أختك تمنت لنا السعادة وفرحت حين عرفت أنك ستذهبين معي لفلوريدا لأنك لم تذهبي لأي مكان باستثناء كالفورنيا .
- سكت لحظة وقال : وطلبت مني أن اعتني بك .
- وبماذا أجبتها ؟؟
- أخبرتها أنني سأفديك بحياتي إذا تطلب الامر .
قال الجملة وكانه يهددها .
- يبدو أنني لا بد ان أخبرك بالسبب الحقيقي وراء زيارتي ل غريغ .
- السبب الحقيقي ؟؟
- أردت أن أخبره أنني أحبك .
- لا عجب أذاً انه اتصل ب فاليري
هدأت دقات قلبها وقالت :
- أردته ان يفهم أنني لا يمكن أن أعيش مع انسان لا احبه , فقد كان يشك في مشاعري منذ البداية .
بعد فترة صمت قصيرة أحست انه يهمس باسمها , قطع هذا الصمت جرس الباب , كادت لاسي تصرخ من الضيق .ففي هذا الوقت بالذات أرادت ان تسمعه يقول لها انه ايضاً يحبها .
- هؤلاء بالتأكيد زملائي .
لا شك انه قرر ان يملأ البيت بالناس بعد ان عرف بزيارتها لغريغ حتى لا يبقى وحيداً معها , كان اعترافها بحبها له الان غير مناسب فسيستغل ذلك ضدها .
- يجب ان اهيئ نفسي .
ذهبت الى الغرفة فتبعها رغم الطرق على الباب وقال :
- ما تفكرين به خطا ,, لكن ليس هذا الوقت المناسب لمناقشة ذلك , اعرفت أنني دعوت لورين ايضاً ؟
خرج من الغرفة وقد ارتسمت علامات الضيق على وجهها فقد كانت تود ان تمهد للورين قبل ان تراه في بيتها حتى لا تفهم الوضع بصورة خاطئة .

 روايات احلام / عبير: غرام عبر الاثيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن