VIII

1.2K 76 18
                                    


~•الفصل الثامن•~

تحدث ڤي "ماذا لو أنني أعلم ما يحدث مع السيدة مين؟" تايونغ نظر نحو ڤي بفضول
"أعني،بما أنني أقرأ الأفكار وهكذا" ڤي بدأ يُمَهِّد له، تايونغ كان صامتًا ينتظر مالذي سيقوله ڤي لولا أن طُرِقَ الباب "تايونغ هيونغ ؟تايهيونغ هيونغ؟ هل نستطيع الدخول؟" صوت يونغي كان عند الباب
ليتوتر ڤي وهو يُرسل فِكْرَهُ الى سومي
"ليس بعد!"
هو بسمعه الحاد سمع صوت شقيقته وهي تتذمر بهمس على يونغي "يااه اتركهما سأقابله عند نُزُولِهما"
تايونغ إتّسعت عينيه يُنصت الى الصوت المألوف خلف الباب ثم وجه نَظراته نحو ڤي "هذا صوت شقيقتك؟"
ڤي رمش بتفاجؤ "ديباك! تستطيع سماع همساتها؟!"
"حدث وأن أصبح سمعي حادًا منذ مدة" تايونغ قال سريعًا ثم استطرد "على كلٍ .. هي شقيقتك؟"
ڤي ابتسم "كُنت أُريد أخذَ الأُمور بروية.. ولكنك حقًا فُقتَ توقعاتي!"
رفع تايونغ حاجبًا "مالذي تعنيه؟"
"حسنًا فقط سأختصر ذلك.. هذا صحيح ،أنا لستُ بَشَرًا وبديهيًا شقيقتي كذلك، أعتقد أنك علمت منذ أنكَ ميَّزتَ صوتها" ڤي بدأ بهدوء محاولًا عدم جعل تايونغ يركله خارجًا إتهامًا بالجنون.. ولكن الأمير الأصغر كان هادئًا بشكل غير مُتَوَقَّع بل وتسائل وهو مُتكهنٌ الإجابة "وما علاقتي أنا في هذا؟"
"الشيء هو.. أممم.. أنهُ..." تلعثم ڤي ثم قرأ أفكار تايونغ ليبتسم "أه .. نعم هو هذا"
عبس تايونغ "ما هو؟"
"الذي فكَّرت به قبل قليل.. أنت تُصبحُ واحدًا منا الآن..أو علي أن أقول أنك كُنتَ واحدًا مِنَّا من قبل ولكن والدتك البشرية لم تَبُح بأنك موجود قط" ڤي أجاب ثم أرسل لسومي فكرة ذهنية "الآن فورًا.."
تايونغ ذُهِل "والدتي البشرية؟! أتقصد أن والدي كان منكم؟"
"ليس كان.. إنه مِنّا وفي الحقيقة هو ال....."
ڤي لم يُكمل حديثه بسبب أن سومي فتحت باب الغُرفة وكان يونغي خلفها تمامًا
"أوبا!! فقط فلتعرفني على صديقك ان يونغي حقًا يُلِحُّ كثيرًا" تظاهرت بالانزعاج
بينما تايونغ نظر نحوها يشير إليها "وااه!"
سومي نظرت نحوه وانحنت "مرحبًا انا سومي شقيقة ڤـ... تايهيونغ الصُغرى"
هو إقترب منها ثم أمسك بيدها يضع أناملها على جبينه ويغمض عينيه بتركيز
بالنسبة ليونغي فقد كانت تعابيره فقط مثل (ماهذا بحق السماء؟)
فتح تايونغ عينيه ينظر نحوها بذهول "لم أكن أهذي إذًا؟"
سومي إبتسمت "لم تكن تفعل" هي بدأت تستخدم هِبَتها بشكل خفي لكنها لاحظت ان تايونغ يشعر بالذهول وقليل من الراحة أكثر من شعوره بالرعب أو الخوف هي عبست بخفة تنظر نحو شقيقها ليقرأ الأخير تحليلها ويبتسم
"حسنًا.. يبدو بأن بيكا ضخَّمَ الأمر فحسب" ڤي تحدث الى سومي ليلتفت تايونغ ويونغي نحوه
"يبدو أنك جائع أوبا" سومي قالت
"أوه بالطبع أنا كذلك .." هو أشار نحو تايونغ "هو أجبرني على إستخدامها كثيرًا ليتأكد أنه ليس مجنونًا"
فَطِنَ تايونغ جزءًا من كلام الإثنين الغريب ليعترض "يااه! لا تسخر مني تايهيونغ"
ڤي وضع يديه أمامه باعتذار "آسف"
تايونغ فكر قليلًا ثم تحدث "أستغرب رضوخك لي! كلّما نهرتك عن شيء تعتذر لي، هل أنا شخص مُهم؟"
"بالطبع كذلك انت صديقه" يونغي تحدث بملل وجلس على السرير "ثم هل انا الوحيد الذي يشعُرُ بالغباء هُنا؟ تتحدثون بشكل غامض! وأيضًا كيف تايونغ هيونغ يعرفكِ سومي"
"لقد.. إلتقينا صُدفة؟" سومي تحدثت بتردد ويونغي كان يشك حقًا في كلامها "صُدفة؟ اذًا ما بالك هيونغ تضع كفها على جبينك؟"
"لقد كُنت أتأكد إن كانت هي أم لا" تايونغ أجاب قبل أن يجفل عندما أرسَلَ ڤي إليه جُملَةً تَخَاطُرِيَّة "لا يجب أن يَعْلَم، هذا خطير له"
"هي أم لا ماذا هيونغ؟" يونغي مازال يسأل
"إلتقينا في المشفى من قبل،وهي فقط كطفلة لطيفة ساعدتني ،انت تعلم عندما أكون محمومًا لا أُركزُ كثيرًا لذا كنت أتأكد هل كانت هي التي ساعدتني وقتها أم لا" تايونغ أطلق كذبته سريعًا وبشكل سلس.. ڤي وسومي تفاجئا لكنهما فقط فكرا أنه ربما شيء طبيعي أن يرتجل بيد أنه أمير..
لكن تايونغ كان مُندهِشًا أيضًا من نفسه .
على كلٍ..
يونغي نظر بتعجب نحو أخيه "هكذا إذًا" هو تحدث
"حسنًا يونغي.. ما رأيك أن تجلب العصير لنُضيّف تايهيونغ وسومي؟" تايونغ أراد إرسال يونغي بعيدًا،هو مُتعطشٌ للإجابات في الوقت الراهن..
فما قاله ڤي أشعره بالاسترخاء كونه كان يشعر بأنه يُجنُّ شيئًا فشيئًا.. لكن إن كان مثلَ ڤي فهذا يعني أنه ليس مجنونًا بعد وأنه -ربما- يجد تفسيرًا لكل كوابيسه الجحيمية .
"لكن أنا وسومي رتبنا غرفة المعيشة بالأسفل لنتناول هناك معًا جميعنا.." اعترض يونغي
ڤي نظر نحو سومي لبرهة ثم ابتسم "إذًا إنزلا قبلنا سوف نلحق بِكُما فورًا،فقط أريد فهم مسألة ما في هذه المادة " أشار ڤي نحو مكتب تايونغ المُمتليء بالأوراق
سومي وقفت "حسنًا حسنًا.. يبدو أننا نُطرَدُ من هنُا يونغي ،هيا بنا"
هي أمسكت بيد فتى الثانوية وسحبته ليخرجا من هُناك مع تذمرات يونغي "هيه لمَ علينا الذهاب ماهو الشيء السري الذي يُخبِّؤنَه"
"فقط إصمت إنهم كبار ، ربما لا يجب أن نستمع لما يقولون"
"تشه ..كبار مؤخرتي" شتم يونغي بغضب
ڤي قهقه ضاحكًا بينما احمرّت وجنتي تايونغ "هذا اليونغي الشقي"
"لا بأس.. تايونغ" ڤي أخبره ثم أخرج كيسًا يحوي سائلًا أحمرًا "هل تُمانع؟ أنا حقًا جائع" هو سأل بينما تايونغ ينظر نحو الكيس بين يدي ڤي "أنت مصاص دماء؟" سأل بكل بساطة ليوميء ڤي
"إفعل ما شئت" تايونغ أخبره ليفتح ڤي الكيس بأنيابه ويبتلع ما فيه بشكل عَجِل
"تناول طعامك بهدوء" تايونغ أخبره يتأمل المنظر الغريب أمامه.. مصاص دماء يرتشف دمًا من كيسٍ ما وكأنه يشرب عصيرًا لذيذًا
ڤي ابتلع مافي فمه وقهقه قبل ان يتسائل "هذا يريبُني! لمَ أنت هكذا وكأنما ما يحدثُ أمامكَ هو شيء طبيعي؟"
تايونغ إبتسم بهدوء "هذا لا شيء أمام كوابيسي التي تزورني كل يوم.. على كلِّ حال ما أخبرتني به حتى الآن يجعل كل ما يحدث معي معقولًا.. لذا حسنًا،أنا مُتَقَبّلٌ لهذا تمامًا"
ڤي كان يستمعُ بهدوء وهو يتناول غِذَاءَه..
أنهاه سريعًا ليطوي الكيسَ الفارغ ويعيده داخِلَ ثيابه "بالمُناسبة.. يمكنكَ مُناداتي بـ (ڤي)"
"ماذا؟"
"ڤي... إسمي الحقيقي" ڤي أخبره
"وهل سومي أيضًا إسم مزيف؟" تايونغ تسائل
"لا.. فقط أنا لأسباب ما.." ڤي أجاب
تايونغ عدل جلسته قليلًا ثم بدأ يستفسر "حسنًا.. كُنتَ تُخبِرني عن والدي؟"
ڤي أومأ "أجل.. والدك على قيد الحياة"
تَوَسَّعت عيني تايونغ "حقًا؟"
"اجل.. هو أراد رؤيتك بشدة، لذا أنا وسومي هنا"
ڤي فسَّر
رمش تايونغ "لكنني لا أستطيع تصديقك ڤي.. أعتذر حقًا ولكن والدي متوفى"
"اممم نعم.. تلك كانت كذبة كونه متوفى؟" ڤي أجاب
تايونغ ضحك "هذا حقًا شيء مُذهِل! هل تريد مني أن أُصدقك الآن ؟"
ڤي نظر نحو تايونغ بجديَّة "أنا لا أكذب تايونغ،لدي دليل لإثبات كلامي"
"أظهره إذًا" تايونغ أخبره فورًا وهو مُسلِّمٌ بإستحالة وجود والده على قيد الحياة.
ڤي وقف مُمسِكًا تايونغ "سأحملك على ظهري، ربما انتقالي الذاتي يُربِكُكَ قليلًا لكنك لن تموت"
عبس تايونغ وقبل أن يتحدث هو شعر بڤي يحمله بخفة ثم يُفرقِعُ أصبعيه ليرى المكان يدور من حولة كأنه داخل خلاط ضخم..
توقف الدوران فجأة وأنزَلَهُ ڤي ليترنَّح قليلًا ..
هو لم يستعد توازنه بعد ولكن ڤي بالفعل أدخله مكانًا ما وأجلَسَهُ على أَحَدِ الكراسي الموجودةِ هُناك "أين نحن؟" تسائل تايونغ مُخمِّنًا أنه داخل مقهى
"المقهى الذي تتواجد فيه والدتك الآن ،إهدأ و أَرهِفِ السَّمع" ڤي تَحَدَّث باختصار ،هو يفقه بُعدَ المسافة بين مكان جلوسهما ومكان جلوس السيدة مين وجيهوب، لكنه يعلم ان تايونغ يستطيع إلتقاط مُحادَثَتِهِما من هُنا حتمًا..
تايونغ أنصت بتعمن يَُركِّزُ على صوت والدته والشخص الجالس معها...
"لقد أخبرتك مُسبقًا أيها المخلوق،أنا لن أُسَلِّمَ إبني الى ذلك الكائن" السيدة مين همست بغضب
"وأنا أُخبرُكِ أن ما تفعلينه خاطيء يا سيدة، تُخفين وجود طفل له طوال هذه المُدّة والآن تُمانعين ذهاب الفتى الى والده .."
"لن يكون ذلك الشيء أبًا لإبني ما حييت! والده الوحيد هو زوجي السيد مين" السيدة مين اعترضت ليضحك جيهوب بتهكم "السيد مين؟ هل انت تُريدين إقحام البشري والد طفلك الآخر في الأمر؟ واو! ستضعين سائر البشر أمام ابنك الذي ينتمي في آخر المطاف الى عالم والده!"
"نعم سأفعل" السيدة مين تحدثت "أنا سأواجهكم بكل ما أوتيت ولن تأخذوا تايونغ مني أبدًا.. وأخبر سيدك بهذا لأنني لا أعتبر أنه والده أبدًا، والده البيولوجي توفي بالنسبة إلي منذ خرجت من ذلك القصر"
جيهوب صمت ينظر بهدوء خلف السيدة مين لتردف الأخيرة "مابك الآن؟ هل إستسلمت مني؟ هذا جيد.. إذهب اليه وأخبره أن ينسى وجود ابن له يُدعى تايونغ"
"إذًا أنتِ حقًا كُنتِ تَكذبين"
إتّسَعَت عيني السيدة مين لتلتفت ناظرة نحو إبنها البِكر الواقف خلفها "ت..تايونغ"
ابتسم تايونغ بهدوء "وثقت بكِ جدًا ،ظننت انكِ كُنتِ خائفة علي لذا أخفيتي عني موته.. ولكنه حي؟" تنهد"حسنًا ،أنتِ أُمي في آخر المطاف.. لا أستطيع الغضب منكِ"
"بني إن ... أنا.. دعني أُفسّر لك الأمر!" تلعثمت السيدة مين بارتجاف ،هي لا تريد فقدان ابنها
"لا يوجد ما يُفَسَّر أمي... والدي حي،وانت كُنتِ تكذبين" هو تحدث بشكل هاديء.. ڤي تقدم أكثر نحوه ينظر نحو جيهوب بترقب ليفهم مصاص الدماء الآخر بأنه يجب أن يتأهب،فلا أحد يعلم ماذا سيكون بعد هذه النبرة الهادئة .
"آه..حسنًا أعلم أن هذا بسبب أنك لا تريدين أن أبتعد عنكِ" هو أخفض رأسه يعقد يداه على صدره ثم بعد صمت قصير نظر نحوها ببرود غريب "لكن أليس هذا كثيرًا أمي؟"
"ت.. تت.. تايونغ أنا...." تلعثمت والدته مُحاولةً الكلام لكنها صمتت عندما تم تجاهلها من قِبَل ابنها "ڤي، فلنذهب من هُنا.. أكمل ما أُرسلت لأجله أنت وشقيقتك"
السيدة مين تمسكت بذراع إبنها بذعر "لا!! لا تذهب إليه أرجوك أنت هكذا تخطو نحو الجحيم بنفسك بُني"
تايونغ نظر نحوها "منذ علمت أنك كنتِ تكذبين علي بشأن السيد مين والآن كذبك بشأن وفاة أبي الحقيقي وأنا أشعرُ أنني في الجحيم .. لذا هذا لا يُهِم.." هو نفض يديها المُرتَجِفَتين وأمسك بكتف ڤي "لنذهب"
ڤي نظر نحو تلك البشرية الأربعينية التي تبكي دموعًا ثم نقل نظره نحو جيهوب ليوميء له الأخير..
استدار ڤي يمشي مع تايونغ نحو زاوية بعيدة ليستطيع العودة الى غرفة تايونغ مُباشرة.
"تايونغ" همست المرأة بإنكسار قبل أن تهوي على كرسيها بصدمة وتشهق بالبكاء، بينما مصاص الدماء الباقي معها جلس أمامها بهدوء ينظر نحوها بصمت.

The Hybridحيث تعيش القصص. اكتشف الآن