part 1

161 14 10
                                    

من هنا ..سابدأ براوية قصتي ..ساروي لكم تلك الاحداث التي لطخت جدران ذاكرتي بالدماء .. والسنوات التي لم اذق فيها طعما للنوم .. والوقائع التي جعلت مني الوحش الذي انا عليه الان..
تبدأ احداث قصتي في بيت عادي لاسرة متوسطة الحال .. عائلة صغيرة مكونة من اب وابن الذي هو انا ..جيسن الوحش ذو ال20 ربيعا .. لكن كي تعلموا كيف وصل بي الحال الى هنا لا بد ان اعود بالزمن 12 عاما للوراء في الوقت الذي كنت فيه في الثامنة من عمري كنت اعيش انا وابي في بيت صغير كان دخلنا متوسطا او دون ذلك احيانا ..لابد وانكم تتسائلون اين هي امي؟!..حسنا..في الواقع ..لقد توفيت امي بعد ان ولدتني تاركتا اياي مع والدي ..هو لم يقصر يوما في حقي رغم اني اعلم انه مرهق بعمله لساعات طويلة كمحاسب في شركة كانت تعطيه اطنانا من العمل باجر زهيد.. لكنه كان يعود من عمله والابتسامة لا تفارقه ابدا..كان يحاول جاهدا اسعادي ..لطالما اخبرني باني المعجزة التي طلب من الرب ان يعطيه اياها ..كنت اسعد بذاك الكلام ولكن سرعان ما تتلاشى سعادتي حين ارى التجاعيد حول عينيه والشيب الذي بدأ يغزو رأسه شيئا فشيئا...
كم تمنيت لو انام يوما لاستيقظ في اليوم التالي وانا في سن ال20 علي استطيع مساعدته علي اتمكن اخيرا من ان اقول له "ابي..لقد تعبت كثيرا وحان الوقت لترتاح..الان دوري لارد لك الجميل" كم تمنيت ان اقول تلك الكلمات وانا اطبع قبلة على جبينه الذي بدأ يتجعد ذاك الذي لطالما عرق من اجلي ..كنت اعد الايام لاكبر واقول تلك الكلمات ولكن..
في يوم بدأ عاديا وانتهى بكارثة غيرت حياتي.. استيقظت من نومي وتوجهت لغرفة ابي لالقي عليه التحية قبل ذهابه للعمل ..
توقفت على عتبة باب الغرفة فقد شعرت بان قدماي ابتلتا بشيء ما اشحت بنظري للارض لاراها مغطاة بالدماء فزعت ودخلت غرفة ابي لاراه مقتولا مرميا على الارض..كانت الدماء في كل مكان ..تجمدت في مكاني احاول استيعاب الموقف ..قدماي الصغيرة ما عادت تستطيع حملي سقطت على الارض بجانب جثة ابي ..كان السكين مغروسا في قلبه ..اقتربت منه وانا ارتجف امسكت به وانا احاول يائسا ان اهز جسده عله يستيقظ ..اخذت اناديه
- "ابي.. ارجوك استيقظ ..لا تتركني ارجوك...انا لم اكبر بعد وارد لك جميلك لم اخبرك بعد كم احبك .. اتذكر...اتذكر حين وعدتني باننا يوما ما سنذهب لمدينة الملاهي الكبيرة ونلعب سويا؟! ..ابي انت علمتني ان لا اخلف بوعودي وانت وعدتني!! ..ارجوك استيقظ لا..تتركني!!!" نطقت اخر كلماتي ثم انفجرت باكيا ..لم استطع تمالك نفسي اخذت بالصراخ كانت دموعي تجري كالشلال حينها ..سرعان ما دخل الجيران وعلموا بالامر ..توقفت عن البكاء وجلست بعيدا لا افعل شيئا سوى التحديق بجدران المنزل التي كلما نظرت الى احدها رأيته ملطخا بالدم رغم انه لا يوجد اي دماء عليه في الواقع..بعد ذالك قاموا بالاتصال بالشرطة لاخذ الجثة
عند وصول رجال الشرطة للمنزل اخذت اجري حيث يوجد ابي دخل رجلان كانا يريدان اخذ الجثة فتحت يدي على مصراعيهما وقلت لهما "لن تأخذاه!!"
حاول احد الشرطيان ابعادي لكني تشبثت بابي لم ارد ان افلته لم ارد ان يأخذوه فانا لازلت بحاجة اليه كنت اصرخ في داخلي "ابي ارجوك استيقظ!!!" لكن لساني كان عاجزا عن الكلام ..ابعدت عن ابي رغما عني وتم اخذ الجثة ..كانت الشرطة تحقق في الجريمة ..وتم تسجيلها على انها جريمة ضد مجهول حيث لم يجدوا اي بصمات على السكين او في مسرح الجريمة ..قال رجال الشرطة انهم عثروا على اثار مخدر عند تشريحهم للجثة مما يفسر عدم مقاومة الضحية لقاتلها ويفسر ايضا كيف دخل القاتل وخرج من دون ان يشعر به احد فعلى ما يبدو انه تسلل من احدى فتحات التهوية وقام بالدخول لغرفة ابي و تخديره ومن ثم قتله دون ان يصدر اي صوت وبذلك هرب دون ان يكتشف امره..
كنت اجلس في احدى زوايا المنزل حين اقترب مني احد رجال الشرطة وقال لي
الشرطي:- ما اسمك يا صغير؟!وكم عمرك؟!
جيسن:- اسمي جيسن ..عمري 8 سنوات
الشرطي:- اسمع يا صغير والدك رحل الى السم..
(قاطعه جيسن)
جيسن:- انا لست غبيا اعلم انه ميت..واجل اعلم ماذا يعني الموت لذا لا تتعب نفسك بمحاوله ان تخفف عني الخبر
(صدم الشرطي من رد جيسن فهو لم يتخيل ان طفلا في الثامنة من عمره سيتصرف على هذا النحو)
الشرطي:- ح..حسنا يا صغير ..هل لديك اقارب؟! كما تعلم يجب ان نضعك في مكان حيث يمكن لاحدهم الاعتناء بك
جيسن:- ليس لنا اقارب وان كان لي فانا لم اعرفهم يوما ..وبما ان حالتنا ليست ممتازه كما ترى لا اظن ان احدهم سيظهر من العدم ليتكفل بطفل يتيم لن يحصل منه حتى على ميراث
(استمرت دهشة الشرطي بكلام جيسن لكنه حاول اخفاء الامر)
الشرطي:- اذا.. اذا لم يظهر لك اقارب سنضطر لوضعك في الميتم
جيسن:- لا يهم..لم يعد لدي شيء لاخسره
الشرطي:- لا تقل ذلك يا بني انت لازلت صغيرا والحياة لا زالت امامك
(تنهد جيسن ونظر الي الشرطي بابتسامة مزيفة)
جيسن:- سيدي ..انت لن تستطيع فهمي ..انا فقط مدين له بالكثير ولم يتسنى لي الوقت لارد جميله (وضع الشرطي يده على كتف جيسن )
الشرطي:- لا باس عليك صغيري لا تعلم ما يخبؤه لك المستقبل

هكذا صرت وحشا!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن