عندما جمعنا قدر غريب

3.3K 90 15
                                    

.

.

.

"هل ستحضر الى المسرح اليوم؟!"سأل الشاب ذو الشعر البني صديقه الممدد على الاريكة.ارهاق و تعب يتسللان من جسده.ارتخت عضلاته و فتح عينيه الذهبيتين محدقا بصديقه ثم اغلقهما مجدداً.

"الإرهاق وضع علاماته على جسدي لذا لا تتأمل مني الكثير"اجاب بهدوء بينما يده عبثت بخصلات شعره الليلي "ثم ان العرض هناك يتكرر بنفس الممثلين و هذا ممل بشكل كبير" أضاف بتمتمة.

"انت لم تحضر العرض سوى مرة واحدة زين و لم تكملها لظهور البطل" قال صديقه بتململ و هو يجلس على الكرسي المقابل للأريكة"انه مؤدي مسرحي رائع و علاوة على ذلك يمتلك إبتسامة تتهاوى لها القلوب"

"و هل قلبك من بينها لويس؟!" سأل زين و هو يشعر بالملل من الحديث عن ذلك المسرح القديم و الممثلين الغير منظمين.

"للصراحة أجل،تعال معي اليوم و احكم بنفسك"قال لويس بإبتسامة جانبية غطت على ملامحه المثيرة بينما عيناه اصدرت لمعانا دليلاً على حماسته و تشوقه.

"سأرى ما أفعل..لا اضمن لك حضوري،كما قلت الإرهاق يغريني بإلقاء نفسي بين يدي النوم"تمتم زين بينما يحارب الظلام الذي يجره الى راحة نفسية ..فقط لو تستمر هذه الحالة.

"انتظر اتصالك..أنا ذاهب لألتقي بنايل" قال لويس..ثم وقف و القى نظرة اخيرة لصديقه المتعب ليعرف ان النوم قد استولى عليه.احضر غطاء و القاه على جسد زين ثم غادر،

.

"انت مستعد؟!"سأل الرجل و هو يدخل غرفة المؤدي الأول على خشبة مسرحهم.الشاب كان يضع التاج الفضي و الذي يبدو كأوراق شجر على رأسه بينما شعره الطويل كان ينسدل على كتفيه.

اومأ الفتى و نهض "أنا جاهز"قال بإبتسامة ليردها الرجل و يخرج.تنهد الشاب محضرا لنفسه للوقوف على تلك الخشبة التي اصبحت حياته الثانية نوعاً ما.خرج من الغرفة مستعداً لبدأ دوره.

"يقال ان زين مالك بنفسه حضر اليوم"الصوت من خلفه جعل الشاب يلتفت بإبتسامة كبيرة تظهر جمال وجهه أكثر.اقترب الشاب صاحب الجسد و العضلات المتناسقة منه "لا تقع في حب نظراته"

"حس فكاهتك يجعلني أشعر أن شخص مثلي سيجلب مغني مشهور كزين مالك ليلاحظني"قال الشاب بينما يقلب عينيه"انا ابقى مجرد مؤدي مسرحي لا غير و ان كان حضر العرض..؟!لن اسقط تحت قدميه"

"أنت جميل هاري..حتى لو لم تصدق بذلك"قال الشاب الآخر مبتسما.انهما
كالاخوين تماماً "و الآن عزيزي...اخرج و دع الجميع يرى تمثيلك الماهر"
أضاف الشاب و هو يدفع صديقه الى الأمام.

"شكراً ليام"تمتم هاري قبل ان يدخل خشبة المسرح الكبيرة.نظره انتقل بين المشاهدين مع ان المدرجات مظلمة لكن النور يظهر بعض ملامحهم.
استقرت عيناه على تلك العيون الجميلة قبل ان يلتفت بادئا بالكلام.

.

تثاءب زين و هو ينظر للفتاتين على خشبة المسرح تتجادلان بشأن من سيختارها الملك..الآن هو يتمنى لو لم يسمع كلام لويس و اكتفى بالنوم فوق سريره المريح.

نظر لصديقه الذي يبدو عليه التشوق لرؤية شخص ما و عاد نظره الى الخشبة ليرى الفتاتين تتكلمان بمن منهما الأفضل.اغمض عينيه لثواني قبل ان يسمع تصفيق من المشاهدين و عندما فتح عينيه رأى الملاك امامه.

الملاك الذي يبدو أنه سقط من الجنة ليقف على خشبة المسرح.اعتدل بجلسته و هو يرى الشاب ينظر للناس قبل ان تستقر عينيه عليه..هل هذا هو المؤدي الذي تحدث عنه لويس؟!

"أنه يجذب الأنظار"همس لويس من جانبه الأيسر ليلتفت زين إليه "ارى ان
أحداً وقع ضحية لتلك العينين و لم يعد يرغب بالنوم"اردف بسخرية ليتجاهله زين و اصبح فجأة مهتماً بسماع تلك الكلمات التي تخرج من فم الشاب،

صوته لم يكن أقل جمالاً من شكله...عميق و بطيء و مليء بالمشاعر..
سيوقعك في حبه بمجرد سماع صوته..بدا لزين أنه يجيد التمثيل على تلك الخشبة و هو يمثل دور الحكم بين الفتاتين.

"ما إسمه؟!" تمتم زين بينما يداه ضغطتا على جوانب الكرسي.

"هاري ستايلز"اجاب لويس بإبتسامة "اخبرني سيد زين..هل انت عاشق الآن؟!"

"ما هذا الهراء الذي يخرج من فمك؟!"رد زين بنبرة غاضبة "اريد فقط أن اعرف كيف يمكن لشخص مثله جذب كل هؤلاء الناس"

بقي الإثنان صامتين حتى نهاية العرض و الذي انتهى بزواج احدى الفتاتين بالحاكم بينما هاري الذي ادى دور القاضي بين الفتاتين أختار العيش كرجل عادي.نهاية غريبة.

..

عاد هاري الى غرفته و قلبه ينبض بسرعة.زين لم يرفع عينيه عنه و هو كان يشعر بدقات قلبه تزداد...ليس كل يوم تجذب مغنيا عالمياً لينظر إليك.
شعر بيدين حوله ليرتجف قبل ان يعرف انها شريكته في التمثيل.

بدأت تتحدث و هو يومأ دون اصغاء..كل ما يفكر به هو تلك الذهبيتين اللتان ربحتا انتباهه و احتلتا عقله..لما؟! لما قلبه ينبض و لما عقله مشوش..؟!
هو مجرد شاب من الطبقة المتوسطة و لا يجب ان يحلم احلام كبيرة.

"هاري ستايلز؟!"ذلك الصوت أرسله للهاوية..بالطبع يميزه من بين الف صوت.كيف لا و خزانته مليئة بصوت زين و اغانيه؟!التفت الى المغني و حدقا ببعضهما لفترة.

"انا.......

.....

سلام.

واو....اول بارت.

اتمنى اعرف رأيكم بالقصة.

شكراً

The Way You Look At Meحيث تعيش القصص. اكتشف الآن