قبل ان تقع في الحب

1.3K 75 83
                                    

.

.

بعد 4 سنوات:-

زين كان مستلقي على السرير.انفاسه معتدلة و شعره يحيط بوجهه كإطار للوحة فنية..رموشه الطويلة و بشرته السمراء..كلها كانت مجرد اشياء تزيده جمالاً بينما كل ما يفعله هو النوم ببساطة..ملاك نائم.

و لكن الشاب الذي كان يجلس على الكرسي يدرك ان زين لن يستيقظ..
أمسك يده أقوى بينما دموعه عادت للنزول ككل مرة يزور بها هذا المشفى و هذه الغرفة "زين" هذا كل ما يردده..صوت خافت و متعب.

فتح الباب ببطء ليتسلل ذلك المتدرب الجديد ليكون طبيباً،كعادته يأتي ليراقب و يستمع لكلام الشاب الجالس على الكرسي كأنه خلق ليجلس هناك فقط..لما يظل متمسكاً بأمل كاذب؟!!

"سيدي"تمتم المتدرب ليمسح الشاب دموعه و يعطيه إبتسامة صغيرة و لكن يده لم تتوقف عن الإمساك بيد زين"كيف حالك اليوم؟!"

"لا شيء جديد ريك"قال بصوت اقرب للهمس لكنه كان عالي بالنسبة للهدوء الذي يطغى على الغرفة الشبه معتمة"كيف حال تدريبك؟!"

تأفأف ريك و كتف يديه بعبوس لترتسم ابتسامة اخرى على وجه الشاب..
تصرفاته تذكره بالشخص النائم على السرير..بحبيبه"الامر مضجر بشدة..
انهم يتركون لي الأعمال السخيفة"قال ريك نافخا وجنتيه..

اعاد الشاب نظره لزين و مسح بيده الأخرى وجنة حبيبه "هل عدت لتسمع الباقي؟!"تمتم بخفوت بينما يده ارتفعت لتمسح على خصل زين الليلية و الجميلة..ناعمة كالعادة.

"أجل.."أجاب المتدرب مجهزا نفسه لسماع كل ما يقوله الرجل الجالس على الكرسي..تنهد الآخر معيدا يده الى جانبه و يده على الأخرى تصنع دوائر وهمية على يد زين.

"لقد أحببته قبل ان أعرفه..كما اخبرتك من قبل،كان عالمي قبل ان يدخله..
عندما أفكر مجدداً..أنا لم اكن مميزاً،لم اكن من طبقة راقية و لم امتلك ذلك الجمال الاخاذ و لم اكن نقيا حتى..مجرد شاب يكافح للحياة"

هربت عدة دموع من عينيه ليمسحها بسرعة ثم انحنى مقبلا جبهة زين بخفة
.شهقة صغيرة خرجت منه لتجعله يضم شفتيه بقوة لكي لا تخرج أخرى.
لما الحياة غير عادلة بهذه الطريقة؟!لما تسرق سعادته؟!

ريك كان يتأمل الشاب الذي غير الحزن و الألم ملامحه كثيراً،ليس كأول مرة عندما أحضروا زين،عيناه الخضراوتين اصبحتا ذابلتين لكل الدموع التي يبكيها و لونها بدأ يختفي خلف مشاعر من الخذلان و الضعف.

جسده كل يوم يصبح أضعف كأنه سيموت قبل أن يسمع بموت حبيبه..لم يعد يمتلك تلك الهالة التي تبعث الطمأنينة بمجرد الإقتراب منه..لم يعد قادراً على أخذ نفس دون صدور شهقة معه...ببساطة جثة تتنفس.

"أنت لم تخبرني إسمك مطلقاً"قال ريك بهدوء لكي لا يجفل الشاب الآخر،
أجل صحيح،هو استمع لقصته دون معرفة لإسمه..سوى اسم المريض.
زين مالك...المغني السابق زين مالك.

The Way You Look At Meحيث تعيش القصص. اكتشف الآن