جلستُ في حديقة المنزل ذات الأشجار الخضراء الكثيفة و تغريد العصافير و أنا استنشق الهواء المنعش ، نظرتُ الى قطتي ميس و هي تلعب بكرات الصوف الخاصة بها و ابتسمتُ لها لأنها ليست فقط قطة بالنسبة لي انها رفيقة دربي منذ ان كنت في الرابعة من العمر ، غداً هو عيد مولدي و قد أخبرتني أمي انها ستجلب لي هدية تجعلني ابكي من الفرح و ما زلتُ أخمن ما هذه الهدية لكن لم أصل الى نتيجة بعد ! ، اخبروني بأنهم سيقيمون حفل عيد مولدي اليوم و ما زلت اجهل السبب وراء ذلك
فتحتُ كتاب " اجمل روائع الشعر " و ارتشفتُ من القهوة التي على المنظمة لطالما اشرب القهوة عندي قرائتي للكتب ، أنا فتى مراهق في الرابعة عشر من العمر لكنني لستُ كالباقين فهم لا ينفكون عن تصرفاتهم الطائشة و يفتعلون المشاكل مع الجميع اما أنا فقد إكتفيتُ بقراءة الروايات و شعر الفروسية و الخيل و الغزل و اعشق الأدب الإنكليزي لان أمي إنكليزية لكن ابي اردني ، وقعت عيناي على بيت للشاعر امرؤ القيس و هو يصف الخيل و يقول :
وقد أغتدي و الطير في وكناتها بمنجـردٍ قيــــد الأوابـــد هيكلـــــيمكـرٍّ، مفـرٍّّ، مقبلٍ ، مدبرٍ معاً كجلمودِ صخرٍ حطّه السيل من علِ
لقد صدق ابي عندما اسماني " فارس " لطالما احببت ركوب الخيل حتى انني في نهاية كل أسبوع اذهب الى الإسطبل الذي اشتراه ابي من اجلي لأركب الخيل ، لا أنكر انني عندما اركب الخيل اشعر انني ولدتُ مرة اخرى اشعر ان روحي تتجدد
جاءت اختي شفق و هي تبتسم و جلست بجانبي و هي تحاول معرفة ماذا اقرأ
" فارس ألن تنفك عن قراءة الشعر ؟ " قالتها و هي تداعب القطة ميس" حسناً هل هنالك امرٌ ما ؟" قلتها و أنا أغلق الكتاب و اظنها لديها شيئ ما تريد قوله و هذا ما يدفعها لقول ذلك
" فارس سنذهب الى باريس " قالتها بجدية
" ماذا تقصدين ؟ لن اترك الوطن " قلتها لها و لقد تضايقتُ كثيراً فأنا حقاً لا يمكنني مغادرة الوطن
" حسناً لن أتكلم كثيراً ستفهم كل شيئ هذه الليلة عندما يجتمع ابي مع صديقه السيد عمر " قالتها و أردفت " و نسيتُ ان اخبركٓ بأن أمي تقول انهض و اذهب الى غرفتك لأرتداء الملابس التي اشترتها لك قبل يومان أنا اعني الملابس الخاصة بحفل عيد مولدك " قالتها و نهضت حاملةً ميس
" حسناً سأذهب بعد قليل عندما انتهي من قراءة هذه الصفحة " قلتها لها
" هيا فارس أنا حقاً بمزاج سيئ ، اذهب لان السيد عمر قد يأتي بعد قليل و ستأتي زوجته و ابنته أيضاً "
قالتها و ذهبت و ما كان عليَّ فعله الا ان اذهب الى غرفتي لكنها في الطابق الثالث !!
سلكتُ طريقي الى داخل المنزل و وصلتُ الى الطابق الثاني عندما رأتني أمي دخلت الى غرفتها بسرعة و كانت تحمل صندوقاً لا اعلم ماذا في داخله لكنني سمعتُ مواء قطة على كل حال وصلتُ الى غرفتي و اغلقتُ الباب عند دخولي
ارتديتُ بنطال اسود و قميص اسود اللون أيضاً وقد كُتِبَ عليه ( The knight ) و تعني الفارس لن أنكر انني اعشق اسمي الى حد الجنون حتى انني أحياناً اكتب اسمي على مجموعة أوراق و اُعَلِقْها جميعها على الحائط
وضعتُ قليلاً من العطر الخاص بي و اسمه Dior Rob
خرجتُ من غرفتي و قادتني قدماي الى غرفة الاحتفالات و كانت مُجَهَزة بكل شيئ خاص لحفلة عيد مولدي
خرجتُ من غرفة استقبال الضيوف عند سماعي لصوت جرس المنزل ، ابتسمت اختي شفق عند رؤيتها لي " ان متأكدة بلا شك بأن همس ستقع في حبك كالبلهاء " قالتها لي و لم اهتم فأنا أصلاً لا اعرف من هذه التي تدعى همس ولم اسألها من هي لأنني لا اريد ان اعرفها لا اعلم لماذا لكن هذا ما أريده
دخل السيد عمر و معه زوجته و ابنه وليد الى غرفة استقبال الضيوف ذهبت أمي لأستقبالهم هي لا تتقن اللهجة الاردنية جيداً لكنها بالرغم من ذلك تعلمت العربية و ابي هُوَ من علمَّها العربية
قد تظنون ان السيد عمر هو أردني لكنكم اخطأتم فهو عراقي هاجر من العراق منذ احتلال أمريكا له عام ١٩٩٠ و لم يعود الى العراق أبداً
" مرحبا عمر لقد اشتقتُ إليك يا رجل " قالها والدي و هو يرحب بالسيد عمر
أنت تقرأ
وَفي في عصر الخيانة
Romanceقلبي يَدُقُ بسرعة و انا اكاد أتوقف عن التنفس ، اريد البكاء و الصراخ لكن لا أستطيع ، كل ما اردته فقط ان أراها سعيدة حتى و ان كانت مع شخص اخر فأنا راضٍ توقفت عن السير و امسكتُ يدها اليسرى بيدي اليسرى و وضعتُ يدي اليمنى على وجنتها اليمنى ، نظرتُ اليها...