الفصل الأول

924 65 33
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم ..❤

________________________

قطرات الماء ترتطم بالأرض و البعض منها على جسدها فى منطقة الإستحمام المحاطه بالزجاج حيث تجلس مرتديةٌ ملابسها ؛ فلا تتحمل ذلك الألم عندما تتساقط المياه على كدماتها مباشرةً ..

دفنت رأسها فى شلال تلك القطرات ساندةً جبينُها على الحائط و كذلك كفّاها ..
تتجمع الدموعُ بمقلتيها و لكن لا تخرج ..!
تحاول هى أن تُخرِجها و لكن لازالت بمكانها ، كأنما تلك الدموع تستمتع بإحراقِ مقلتيها .. كما يستمتع هو بضربها ..

دفعت برأسها مراتٍ عديدة تجاه الحائط ، و هى تصرخ
" أخرجى .. أخرجى" ، و تظل تكررها مع صراخٍ يزدادُ إرتفاعاً ..
و هو فقط يجلس على المنضده بغرفة المعيشه و كأن شيئا لم يحدث ، و كأنه لم يقوم بتعذيبها منذ دقائق ، ثم أشعل سيجاره ..

و بعد محاولاتٍ مستميته منها جلست على الأرضِ برفق .. و بكت.
" لماذا ؟! ..ها " تكلمت وكأنما تحدِّث شخصا أمامها ..
" أجبنى .." ثم أشتدت قبضتها
" أجبنى " صرخت

تنفسها عارض أن يجاريها و الشهقاتُ تتابعت فى حلقها ..
وأرجلها وبدون أى سابق إنذار بدأت بالتحركِ بعنفٍ تصادم جسدها الزجاج
الذى كان يستند عليه ظهرها ، و كادت أن تكسِره ..
أصابعها بدأت بمسك خصلات أماميه كثيره من شعرها و تشدُّه ..
الصراخ الهيستيرى و العروق البارزه حتى كادت أن تتقطع ..
نوبة هلع ، أم غضب ..؟!
لم تعرف ولكنها فقط أرادت فعلَ هذا .

وبعد دقائق تتباعت وكأنها دهر من صمته ، و مايسمى " بهمجيتٍها "
توقفت فجأه ، تذكرت شيئا مهما ، فنهضت مسرعه تجاه الأدراج ..
و أخرجت ما سرقته من خزنةِ أبيها " لم أجرؤ يوما على إستخدامك "
قالت بهدوءٍ شديد ، من ضجةٍ و صخب إلى هدوء تحولت إليه بتلكَ السرعه .
أخفت ما أمسكته وراء ظهرها ثم قادتها ساقيها إليه بغرفةِ المعيشه

" نضال .." نادته

" أغربى "
لم تستجيب له و ظلت واقفه ، نظر إليها رافعاً حاجبه ثم نطق مجددا و هو ينفث هواءَ سيجارته ..
" أغربى "

" هل تستمتع بذلك ..؟ "

" بماذا ؟! " سألها ببرودْ صارم

" بضربى نضال "

قهقه ثم أجاب " أنتى كالدميه ملك .."
صمت قليلاً ثم قبل أن يُكمِل ، قاطعته هى
" كنتُ .. "

نهض ببطء من على كرسيه الخشبى
" هل تمازحيننى " قالها بنبره مهدده

" لقد خلقتَ ناراً .." قالتها بهدوء
و قبل أن يستدير مبتعداً بلامبالاه سمع ما لم يكن يتوقعه تسمّر قليلا ، و ضغطت هى على الزناد ..

و كان آخرُ ما تراه عينيه .. وجهها الهادئ بتلك الملامح البريئه مع الكدمات البنفسجيه الناتجه من لكماته العنيفه  ، و قطرات دمِ نزيف أنفها ..
و خصلاتِ شعرها المبعثره المبتله .

***

يتبع ...

صمتاً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن