الفصل الثالث { الأخير }

530 55 47
                                    

يا رب لك الحمد كما ينبغى لجلالِ وجهك ولعظيمِ سُلطانِكَ ❤
________________________________________

وطوال تلك الأربعة أشهر لم أنم إلَّا على صوتِ صراخِها ، وإذا لم أنم عليه .. أستيقِظُ به .
لم ينفك عجزى أن يأتى إلىَّ فى نهايةِ كل يومٍ ويقوم كالوسواسِ بإزعاجى وتذكيرى كم أنا ضعيفه ، كم أنا لا أستطيعُ فعل شئ ، وكما ظننتُ نفسى أرتقى مازلتُ بخسه أمامَ شئٍ كهذا ..

ولم تفارقنى هالاتى السوداء كما لم تفارقها تلك الكدماتِ واللكمات ..
وتلك الليله عندما رأيتُها واقفةً جامده أمامَ تلك الجثه الهامده متناثرةُ الدماءِ ، همستُ
" ملك .. تلك الملاكُ البرئ الذى عندما غضِبَ ، هدَمَ "
ولكن كان ذلك إنطباعىَ الأول عندما رأيتُ الرصاصه تتجه نحوَ جمجمتهِ مباشرةً ..
أمّا الآن فأقول
" ملك .. تلك الملاك البرئ الذى عندما غضِبَ ، أصلَحَ "

رأيتُها بعد ذلك تمشى ببطء نحو باب المنزل ، أتجهتُ مسرعةً أيضا لأُقابلها عند المدخل
تعجبتُ لما رأيتُهُ .. فقد رأيتها تبتسم ذهبتُ لإحتضانِها سريعاٌ ، وأنا أبكى وبادلتنى هى الإحتضان بشده ثم إبتعدت عنى ببطءٍ ..

- أنا سعيده ..
قالتها لى ملك بنبرةٍ فرِحَه لم أسمعها من قبلُ فلم أعتاد إلّا على صراخِها ، وسارت بعيداً ، ولكن قبل أن تبتعد عنىّ أكثر توقفت وإستدارت لى ، ثم قالت

- ما أسمك ؟

- إسمى فاطمه
قلتُها مبتسمه .. ولم أرها مجدداً ، حتى الشرطه لم تستطع إيجادِها .

صمتت فاطمه لبرهه ، وتوقفت عن كتابة ذلك المقال قليلاً ثم ترجع لتختُمَ والدموع تترقرقُ بعينيها :

بداخلها سلام .. إنبثق من أعماقِ جحيمِها
بداخلها سلام .. يمرحُ كالطفلِ فى جوفِ قلبها
بداخلها سلام .. يحتضنُ بدفءٍ روحِها
بداخلها سلامٍ .. وكفى ..

..

ثم تركت القلم متنهدةً ، ليرن هاتفها معلناٌ عن إتصالٍ رئيس تحرير الجريده المحليه بالقاهره والتى تعملُ بها والتى حاولت مراتٍ عده أن تقنعه بأن تكتُبَ مقالاً عن هذه القضيه كقضيةِ عنفٍ ضد المرأه فلم تتلقى منه جواباً سوى
" إننا نتكلم عن جرائم القتل عندما تُقتَل هاجمى الزوجَ كما شئتى "

وها قد جاءت الفرصه سانحه ، ولكن لن تكتب ضد القاتل ككلِ مرّه بل ستكتب فى صَالِحهِ
- ملك -
علمت أنها قد تُطرَد أو تتعرض لمسائلةٍ قانونيه بخطوتِها الجريئةِ تلك ، ولكنها لم تَخف بل سَعِدَت !
إنقطع حبل ذكراها عندما أخذ رنين الهاتف بالإستمرارِ مُلِّحاً ، ثم أجابَت ..

- أهلاً أيُّها الرئيس ..

- أهلاً فاطمه هل كتبتى المقال عن القاتله ..
تجهم وجه فاطمه ، وأجابت عليهِ بهدوءِ كبح غضبها :

" هى لم ترتكب جريمةُ قتلٍ .. هى تحررت "

____________

النهايه
أتمنى أن القصه تكون عجبتكوا ^^
**

إنتهاء النشر 2016\6\11

صمتاً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن