أغلقت الكتاب بإحكامٍ في إحباط، أفكّارها مليئةً بالأسئلة بما الذي سيحدث تالياً. هي لم تستطع أن تُعالج تلك التساؤلات التي قذفت في عقلها وجعلتها تُغادر المنزل. كانت سترتها مُلتفة حولها بشكلٍ آمن، تحاول عدم السماح للهواء البارد أن يلمس بشرتها، لقد أرادت أن تجد تكملة الكتاب الرائع.
بالرغم من أنّها لا تريد أبداً ترك سريرها الدافئ والمريح، لكن حدسها كان كبيراً جداً لتتعامل معه مثل كل كتاب تقرائهُ. هي تقرأ بسرعةٍ كبيرةٍ خلال كل كتاب تَملكه السلسلة، وإذا لم تُنشر التكملة بعد. فإنها سوف تراسل المؤلف علي البريد الألكتروني كالمجنونة. وتطرح أسئلة -ما الذي سيحتويه الكتاب القادم، وما المغامرات-
تكون المغامرات دائماً في عقلها بينما تقرأ كتاباً تتخيل وتتظاهر بأنها البطلة، وأنها في مغامراتهم، مع أنها لم تكن أبداً البطلة نفسها.
حتي لو وقعت البطلة في الحب. إنها لا تصدق بهذا، أنها لا تؤمن بالحب، جنون. صحيح؟فتاة لا تريد أميراً بدرعٍ مُشرقٍ علي الحصان الأبيض ليكتسحها من قدميها ويَقعوا في الحب في أرض السحر الخيالية، لكن هذا لم يزعجها أبداًً، إنها أحبّت أن تكون فريدةٌ من نوعِها.
لكن كل شئ عنها كان فريدٌ من نوعه. أسلوبها، عقلها، تفكيرها، الطريقة التي تتحدث بها، والأهم من هذا. عيناها؛ كل شخص أصبح مَسحور بعينيها، ويحدق فيها.حسناً، ليس حرفياً، لكنهم فقط يحدقون بجمال حدقة عينيها. وكم تتلألأ، وبألوانها؛ الأخضر، الأزرق، القرمزي، جميعم مختلطون معاً. تخلق هذا لتَكون منغمسة ولا تصدق بكل الطرق. إنه من النادر أن ترَ شخصاً مثلها، واحدة من مليون. يكون الشباب رأساً علي عقب لأجلها، من جمالها.
ولكن هذا لا يؤثر فيها مطلقاً، إنها لا تنتقل من شاب إلي شاباً أخر، إنها لم تملك حبيباً أبداً، نعم كيف من المَعقول أن تكون فتاة مثلها ليس لديها حبيب؟ أنه من الغريب بأن تُفكّر بذلك فتاةً يافعةً جميلةً لا تستطيع أن تقع في الحب، كل شخص تقابلهُ أو تخرج معه ينتهي الأمر بخمد أملها في العثور علي الفتي المثالي.
بعد أن غادرت سيراڤينا المقهي في يديها الباردتين قهوة حارة جداً، غاردت لأقرب متجراً للكُتب وكما تنعطف للمأزق تتجول في الشارع المُزدحِم. ملايين من البشر يرتدون بأنقة، الرجال في معاطف واقية من المطر، والنساء في فساتين رائعة بين جميع الحشد حول الشارع.
"سيدتي!" شخصاً ما ناديّ، التفتت سيراڤينا لترَ من هو هذا. فتي لديّه عينين زرقاوين وشعر بني ينظر إليها، مبتسماً.
"مرحباً، اسمي لوي!" عرف نفسهُ كما مدّ يده فوق المنضدة الخشبية تجاه سيراڤينا.
"سيراڤينا، تشرفتُ بلقائك." ابتسمت بالمقابل كما تُصافح يدهُ بأدب.
"أنتِ تبدين مألوفة جداً، هل كنتِ واحدةٌ من هؤلاء من قبل؟" سأل لوي بفضول. هو بالفعل رأها قبلاً، ولكن ليس شخصياً، فقط عقله لم يعمل بفاعليه، لقد كانت علي طرف لسانهُ، لكنها لم تخرج. هو ينظر إليها بدقة، كيف رشفت من قهوتها وهزت رأسها بالنفي.
هو جعد حاجبيه وفكر لثانية كما وقفت سيراڤينا كالخرقاء بينما تنظر حول المكان."هيّا، دعيني أُريكِ الجوار." هو قال، أشار لها لكي تتبعه، هي مشيت قليلاً بالقرب منه كما هو وضع ذراعاً حول كتفيها وهو يشير ويبين أشياء إليها. لم تكن منغمسةً جداً مع شئ أخر سوي الكتب واللوحات والرسومات التي يضعوها أولئك الفنانين في بعضٍ من وقتهم الثمين، يستحقون أن يكونوا مشهورين.
حسناً، هذا الذي تعتقدهُ."وها هنا فناننا المَشهور، وآخيرنا، هاري ستايلز." هو ابتسم كما تركها ووضع ذراعه علي خصرهُ.
"مرحباً،" قال صوتاً بريطانياً عميقاً كما وقفَ في مكانهُ، ثم أقترب من سيراڤينا وهو يفحصها بدقة، كلما أقترب أكثر، كلما عَلم أكثر بأنها هي؛ الفتاة.
"مرحباً، وأهلاً بكِ في مَعرضي الفني." ابتسم هاري وهو يصافحها بيده.
ابتسمت سيراڤينا بالمقابل بأدبٍ، كما قبّل هاري يديها، هي توّردت ونظرت لأسفل، ليس هناك أيّ شاب جعلها تحمر خجلاً. هنالك شيئاً جديداً، لأحظ هاري وابتسم، ولكنها أختفت تلك الابتسامة عندما نظرت لأعلي في
وجهه مجدداً، وهذا عندما لأحظ لون عيناها.لقد كانوا أجمل لوناً علي الإطلاق، كلها حدق بالنظر أكثر، كلما أصبحت غير مرتاحة أدرك الموقف ونظف حلقه.
"أتحبين أن تَرِ بعضاً من رسوماتي؟" سأل هاري بأدب، هي أومأت، وفَهم ذلك لوي كإشارة له بالمغادرة.
أخرج هاري الملفات والمجلدات وراء المنضدة الخشبية. أخذت سيراڤينا مقعداً وشاهدت الطريقة التي تُثني بها عضلاته والعديد من الوشوم المَدبوغة علي جلده، كان قميصهُ لطيفاً ولكن كان هناك عدة علامات من اللوحات المُلونة تُغطيه. فتح هاري مُجلدات عديدة من أجلها.
"هنا،" هو قال،"هم الأفضل لديّ حتي الآن."
أخذتهم بحذر، كانت بعضاً منها رسومات، وأخرين مُلونين بالجرافيت، راقبها هاري، وكيف عيناها غارقتان في الصور، مُأخوذةً في كل تفصيلةٍ، ابتسم لذلك. بعض من خصلات شعرها غطت وجهها ببطء، ثم أطوتهم خلف أذنها، لم تكن واضعة طلاء أظافر، ولكنهم بدوّ مشذبين تماماً. تستطيع القول بالنظر إليها ذلك، أنها تعتني بنفسها جيداً.
هل لم تضعْ مستحضرات التجميل، ولكنها لاتزال جميلة. هي ضغطت فنجان القهوة ضد شفتايها الممتليئتين قبل أن تنتقل للرسمة التالية، ظل هاري يلعب بالقلمٍ ليبقي نفسهُ مُنشغلاً، ولكنه لا يستطيع أن يُبعد نظرهُ عنها، كل ما كان يفكر به، كيف هي تأخد الأنفاس، ليس فقط عيناها بل كل شئ فيها.
جعدت سيراڤينا حاجبيها كما تتفحص لوحةً قبل أن توجهها لهاري، هو عرف ذلك أنها وجدتها، اللوحة التي عَمل عليها هاري لسنواتٍ. خلط الألوان معاً؛ ليجعلها مِثاليةً، حتي جعلتهُ يربح في المقام الأول، ولكن في كل مرة ينظر لها، لم يستطع ألا يبقي نفسه ضائعاً في العينين؛ عينا سيراڤينا.
"ما هذا؟" هي سألت، صوتها كان رقيقاً وناعماً جداً.
"إنها رسمةٌ." ردّ هاري، بديهياً.
"بلي، لكن لماذا تُشبهني كثيراً؟" هي سألت، مرةً أخري. أخذ هاري دقيقةً، كيف من المفترض أن يفسر لها هذا؟ أنها فتاة أحلامهُ، والتي جالسةً أمامه الآن. هو لم يسع
بالمساعدة سوي الشعور بفقدان الكلمات."إنها أنتِ، سيراڤينا." هو همس كما توسعت عيناها عندما صدمتها الحقيقة.