[4]

1.7K 134 17
                                    

كما جلست سيرافينا بمفردها في المقهي، تشرب السائل الأسود في كوبها. كان هاري يُسرع ليستعد. لقد أدرك أنه ربما ليس من الجيد أن يبقي مُستيقظاً حتي الثالثة فجراً ليكتب.
هرع أسفل الدرج، مُمسك بالدفتر الجلدي، مُقبض عليه وكأن حياته تتوقف عليه. أسرع للذهاب إلي المقهي ودخل مع رنين الجرس، عيونه الخضراء مُتسعة وشعره مُبعثر. كما أخذ نظرة سريعة في أنحاء المكان، لاحظها علي الفور.

أنه ليس من الصعب أن تُلاحظه. تلك الملامح الجميلة تكون حاضرة وبشرتها تبدو ناعمة جداً، شعرها المنسدل.

إنها كل شئ يُمكن لأيّ شاب أن يتمناه. ولكنها كانت أكثر من ذلك لهاري. كل شئ لا يُمكنه الحصول عليه- من الآن.

"مرحباً." ابتسم كما جلس مقابلها، نظرت من كتابها، نفس الكتاب الذي اشترته بالأمس..أو الذي أشتراه هاري لها.

"آوه،، مرحباً."،ابتسمت بالمُقابل، ثم طوّت كتابها الجديد ووضعته جانباً. أكمامها مسحوبة ليديها الناعمتين لتبقيهما دافئتين.
ولكن الذي أراده هاري أن يُمسك بيديها في يديه، ليبقيهما دافئتين بتلك الطريقة.

"أتردين بعضاً من القهوة؟" سألها هاري.

"شكراً لك، أنا بالفعل طلبتُ واحدة." ابتسمت وهي ترفع كوبها بخفة.

"آوه،" تردد هاري،" أنا بحاجة للحصول علي واحدة، لنفسيّ."

ضحكت سيرافينا، ثم وقف هاري لمُسجل المدفوعات كما عادت سيراڤينا لقراءة كتابها، طلب هاري بسرعة كعكتان صغيرتان من الماڤن، وتوت.
إنها تحبهما كثيراً، حسناً، إذا مازالت تحبهما.

"هنا،" تنهد هاري، "عفواً."

نظرت سيراڤينا للكعكتين، ابتسامة صغيرة تشكلت علي شفتيها الورديتين.
ثم أخذت واحدة.ٌ

"لم آكل هذه مُنذ وقتٍ طويل." ابتسمت قبل أن تقطم من الكعكة. ابتسم هاري كما أغلقت عيناها في سعادة. إذاً المرة الآخيرة التي أكلت منها واحدةٌ كانت مع هاري عندما صنعها في منزله مع شقيقته، جيما.
في عيد الميلاد.
"إنها لذيذة." قالت سيراڤينا من خلال فمها الممتلئ بالطعام.

"أوافقكِ." ابتسم هاري كما أغرق أسنانه في كعكته كما صنعوا مُحادثة صغيرة....

ضحكا عندما تحدث هاري بفمه الملئ بالطعام وتساقطت فتات الطعام . استمتع هاري بقضاء الوقت معاها، كالمرات السابقة.

لم تعترف سيراڤينا، ولكنها استمتعت بصحبته.
شعرت بالدفء معه. أخذ يُخبرها قصص طفولتها السخيفة، التي سَمعها هاري مئات المرات. عندما إنتهي القهوة والكعك، سراً هما يريدان أن يبقيان.

لقد أحبّا صُحبت بعضهم البعض، وقد شعرت سيراڤينا وكأنها في الديار، وكأنها تعرفه منذ سنوات.
بالرغم من أنها تفعل ولكنها لا تتذكر.

أخبرها هاري عن قصص طفولته عندما أرتدي ملابس والدته ووضع مستحضرات التجميل لنفسه. لقد أحبّ ردّة أفعال سيراڤينا، وكيف تضحك.

تلك الابتسامة اللطيفة والفاتنة التي تجعله سعيداً، التي تُشرق إليّه يومه بأكمله.

"حسناً، كان من اللطيف التعرف عليّكَ هاري."، ابتسمت "لقد استمتعت بهذا."

شعر هاري بالجزء الضئيل من الأمل يتضاعف مرتين. ابتسم هاري كما وقف كلهما ليخرجان..

"لقد استمتعت أيضاً." أخذت سيراڤينا لحظات لتحدق به، شفتاه الورديتان وأنفه وعيناه الخضروان كالغابة وتلك الرموش التي تبدو كالإطار حولهما، وشعره المُبعثر الذي كان يُحاول أن يروضهُ كلما تحدثا.

*خلاص يا حجه انتي كده بتجريني للرذيله وانا بحبها الصراحة😂✋

"أتعلم،"قالت،"أوّد الخروج كهكذا مجدداً."

ابتسم هاري مرة أخري، كرة الأمل الصغيرة تزايدت مرة أخري بداخله.
"وأنا أيضاً، ربما السبت."

كان يوم السبت يبعد بخمسة أيامٍ فقط، ليس بعيداً جداً أو بقريب.

"يبدو جيداً." ابتسمت، قررت أن تفعل غير المُتوقع
أحاطت ذراعيها حول هاري وأعطته عناقاً صغيراً قبل الرحيل، ثم نظرت لأسفل حيث شعرت بإحمرار وجنتيها خجلاً. وهاري لم يمتلك حتي وقتٍ ليُبادلها العناق، ليشعر بجسدها الصغير بين ذراعيه مجدداً.

"حسناً، لا بأس." أراحها هاري."هذا حدث فحسب."

"آسفة." قالت بإحراج.ٍ.

"لا تكوني آسفةٌ." هو ردّ.

"حسناً سأذهب، لقد أصحبت مُظلمة." قالت بهدوء وهي تنظر للسماء.

"نعم، سأذهب أيضاً." ردّ هاري، قبل أن يودعان بعضهما ويذهب كلاً منهما إلي طرق مُتفرقة، كلاهما لا يستطيعان المساعدة إلا بالابتسام. كما خلدت سيراڤينا إلي فراشها، وأغلقت عيناها ببطء. حصل هاتفها علي إشعارٍ، مُغمضة عيناها نصف إغماضة بينما تقرأها.

لقد كانت رسالة من هاري، كان يتمني لها نوماً هنيئاً،
ابتسمت وأرسلت له ردّاً تتمني له نوماً هنيئاً أيضاً.
هكذا، سيداتي سادتي، ستكون بداية جديدة لشئٍ جديد. بدايةٌ جديدة لكلاهما، حبّاّ جديداً، وفرصةٌ أخري؛ لهاري.

The Girl [H.S] Arabic Translation ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن