رحلة مدرسية (2)

22 3 2
                                    

ركبنا الباص متوجهين نحو الغابة..
مررنا باجمل المزارع والحقوول..
تلك الاغصان الخضراء ترقص على الحان العصافير..
كلنا متحمسون وننتظر لحظة وصولنا..
انا احب الجلوس بجانب النافذة ،.اجلس هناك واتأمل في الطريق..

ـــــــــــــــــ

واخيراً...
وصلنا ^^..
واااه ، الهواء منعش حقا ً، والنسيم عليل..
نزلنا من الباص لنأخذ حقائبنا وتجمعنا سوية..
اتى المعلم ليقسمنا الى فرق..
كل فريق مكون من 4 اشخاص..
كان فريقنا مكون من ( انا ، لمار ، زين ، عادل )
عادل هو ذلك.الفتى الهادئ ، لم اسمع منه ولا كلمة من قبل..
يجلس عادل بجانب زين في المدرسه..
اي خلفنا انا ولولو يجلسان زين وعادل..

"هياا اذهبو لنصب الخياام" قال المعلم...
كنا ذاهبين لنصب خيمتنا ولكنني استأذنت ، اريد دخول الحمام..
كنت ابحث عن الحمام الى ان رأيت تلك الفتاة التي تتنمر على لولو دائماً ..
تقترب مني شيئاً فشيئاً..
عندما وقفت امامي سألتني "اتبحثين عن شيء"..
لم تعجبني نظراتها مطلقاً..
"هل تعلمين مكان الحمام؟"سألتها..
"يالها من صدفة! ، انا ذاهبة لهناك ايضاً ، يمكننا الذهاب مع السائق ، نذهب سوياً..؟" قالت الفتاة..
استغربت كثيراً من لطافتها الزائده..
مابال هذه الفتاة؟هل تغيرت؟..
"حسنا ، هيا" قلت لها ، فانا حقاً احتاج للذهاب الآن..

ركبنا مع السائق وعندما وصلنا نزلنا انا وهي بينما انتظرنا السائق في السيارة..
دخلت هي اولاً ، ثم جاء دوري..
"ادخلي!" قالت لي بعد ان خرجت..

دخلت الى الحمام وعندما انتهيت حاولت فتح الباب..
لم يفتح..
يا الهي ماذا يحدث ؟ لماذا لا يفتح ؟
اخذت اصرخ واصرخ ولكن لا أثر لاحد..!
اجل هاتفي ، علي الاتصال باحدهم..
ولكن اين هاتفي ؟ لا اجده..
لااا تذكرت ، اخذ المعلم هواتفنا مننا عند وصولنا..
يال حظظي التعيس 💔..
اخذت اضرب الباب واضرب..

ـــــــ السائق يحكي

انتهى عملي..
كنت ذاهب للمنزل الى ان طلبت منني فتاتان ان اوصلهما..
اوصلتهم ونزلتا معاً ..
وانا انتطرتهم في السيارة..
ولكن بعد قليل عادت فقط تلك الفتاة التي ينادونها 'نانا'..
سألتها "لماذا لم تأتي جود؟"..
"قالت لي ان نسبقها لانها تستطيع العودة وحدها" قالت نانا..
"أمتأكده..؟ هذا المكان خطير" قلت لها..
"اجل متأكدة" ردت الفتاة..
ما كان لي اللا ان اوصلها للمخيم واذهب الى المنزل..

ــــــــــ في المخيم

"يااا، هل رأى احد جوود لقد تأخرت كثيراً ، لا يعقل كل هذا في الحمام " اخذت تصرخ لولو بقلق..
"لا لم نرها ، ليست معك ؟ لقد ظننا انكم سوياً" قال زين وعادل..
بدأوا يجرون من هنا الى هناك بحثاً عنني..
سألو المعلم عن اماكن الحمام فاجاب بأنها بعيده قليلاً..
وقال انه لن يسمح لاحد ان يغادر المخيم..
وقال ان عليهم الانتظار فقط..
لم يستمع له زيين فأخذ تلك الدراجة واخذ يقود بأسرع ما يمكن متجهاً اليّ...

ــــــــــ عندي

بعد الكثير من الصراخ فتح احدهم الباب..
للحظة ظننت انه سيكون زين او لولو..
اعلم انهم سينقذونني..
لكن خاب املي..
انه مجرد سائح يرغب في دخول الحمام..
اااه يا الهي ماذا افعل الآن..
انا خائفة جداً..
بدأت اسلك طريق العودة..
لحسن الحظ أنني اجلس بجانب النافذه واراقب الطريق دائماً..
لقد كان طريقاً وعراً جداً..
احاول ان امشي مسرعة قدر المستطاع..
آاااخ ، تعثرت ووقعت ، الآن تمززق بنطالي عند الركبة واخذ الدم بالخروج..
ولكن علي الوصول لمكان التخييم..
احاول المشي الى ان رأيت دراجة قادمة من بعيد..
ااه انه زين ♡..
اخذت الدموع مجراها من عينيّ..
شيئاً فشيئاً تعالى صوت بكائي وشهقاتي..
سعيدة حقاً بروئة زين..
اخذ زين يربت علي الى ان حدأت..
لف وشاحه حول عنقي..
ركبت معه الدراجة موتجهين نحو المخيم..
بعد زمن ليس بطويل،انكسر عجل الدراجه..
وقع زين ووقعت انا فوقه..
لحظة السكون تلك لا انساها ابداً..
فتحت عيني وجدته يحدق بي..
نظرت له الى ان ادركت الوضع فابتعدت عنه بسرعه..
يا الهي لا اعلم هل اضحك ام ابكي..
قام زين وركع على ركبته بعد ان اطمأن علي..
اشار الى ظهره بأن اركب عليه..
لا حل غير ذلك فانا لا استطيع المشي بحاالتي تلك..
ركبت على ظهره..
"تمسكي جيداً"قال زين..
كانت يداي ملتفة حول رقبته..
اتأكئت على ظهره..
تمنيت ان نظل هكذا ولا نصل الى الخيم ابداً..
استمتع برائحته الى ان وصلنا..

ــــــــــ زين يحكي
ذلك المعلم الوقح هل يطن حقاً اني سأنتظر فقط..
ركضت بحثاً عن شيء يساعدني في الوصول اليها..
اه دراجه ، سآخذها ، فجوودي تحتاجني..
قدتها بأسرع ما يمكنني متجهاً نحو ذلك المكان..
ااه ها هي ، انها تبكي ، اريد احتضانها حقاً..
انها نقطة ضعفي ، بكاء من احب..
تألمت كثيراً عندها..
ربت على كتفها واركبتها معي على الدراجة..
اللعنة!! تعثرنا بحجر وسقطت الدراجه وكسر العجل..
وقعنا ارضاً ولكن لحسن ااحظ وقعت انا اولاً وهي فوقي..
الحمد لله فهي لم تتأذى اكثر..
كانت مغمضة عينيها بقوة وانا احدق بها..
يا الهي انها تبدو لطيفة حقاً..
فتحت عينيها شيئاً فشيئاً وجدتني احدق بها..
انتهى بها المطاف تقوم بسرعة وتتعثلم في كلامها..
يبدو انها احست بالاحراج ولكنها ايضاً لطيفة..
يا الهي لطيفة في كل حالاتها..
لاحظت انها لا تستطيع المشي لذا طلبت منها الصعود على ظهري وان تتمسك جيداً..
كانت تشدد القبض على رقبتي..
تدفن رأسها اعلى ظهري..
كانت تلك من اجمل لحظات حياتي..
الى ان وصلنا..


ــــــــــ عودة للمخيم

عندما وصلنا وجدنا الجميع ينظرون والقلق بادٍ على وجوههم..
التفّ الجميع حولي..
ابتسمت لهم وخبرتهم أني بخير..
حذرت الجميع من ان يخبر احدهم جدتي عن هذا الموضوع..
فإنها تبالغ في القلق كثيراً..
بعد رجع كل الى خيمته استعداداً للنوم..
قبل ان انام اتتني تلك الماكره نانا وقالت"هه! رجعتي اذاً ، لقد كنت قلقة عليك"
يا الهي انها حقاً وقحة..
انتظروا كيف تستهزأ بي!!..
لا يبأس لن اعيرها اهتماماً..
كان اليومين الآخرين عاديين..
لعبنا وتسلينا ، نتجمع بجانب النار ليلاً ، نحكي قصصاً وحكايات مرعبه..
رغم بدايته السيئه الّا ان النهايه كانت جيدة..
قضينا اجمل الاوقات فيها..
ذكريات حفرت بعقلنا وقلبنا..
لن ننساها..
رجعنا مبسوطين فرحين الى منازلنا..




ــــــــــــــــــــ

انتظروني في البارت القادم 😀

My Lifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن