جـــدّتے

29 2 2
                                    


~مررت السنه على خير..
وكانت السنه التانيه عادية ايضا..
انا الآن في السنه الثالثه..
تقدمت في المستوى الاكاديمي كثيراً..
اصبحت من اوائل الفصل..
لازلنا انا ولولو وزين افضل الاصدقاء..
الّا ان الوضع بيننا انا وزين تقدم قليلاً ، فهمتونني اليس كذلك🙈..
الآن يجب علينا بذل كل الجهد لندخل الجامعات..
كل يوم ندرس بجد..
آتمنى ان ندخل كلنا جامعة واحده..
انا اريد ان ادرس الهندسة ، لولو الفنون ، زين الطب..

ـــــــــــــ

رجعت الى المنزل بعد يوم شاقّ...
اخذت اضغط جرس المنزل ولكن جدتي لا تفتح..
ااه اعتقد انها في الحمام..
تذكرت المفتاح الاحتياطي الذي آخذه معي..
فتحت الباب ودخلت..
"جدتييي ، لقد اتييت" صرخت لتسمعني لكنها لم تجيب...
صعدت لغرفتي استحممت وغيرت ملابسي..
نزلت لارى جدتي..
ولكن لا صوت لها مجدداً..
بدأت اقلق ،..
باب الحمام مغلق من الداخل، مما يؤكد وجود شخص بالداخل..
نعيش في هذا المنزل انا و جدّتي فقط...
اذاً لابد انها هي..

اقتربت من الباب..
"جدتي هل تسمعينني ، جدتي"..
"جدتيي رددي علي"..
اخذت اضرب الباب واصرخ ولكن لارد..
طلبت مساعدة الجيران..
بعد قليل تمكنو من فتح الباب..
كانت جدتي مغشى عليها ارضاً..
كانت صدمة كبيره لي..

جدتي..
ليس لدي شخص في هذا العالم سِواكِ..
ارجوكي لا تتركيني..
انا احبك حقاً..
انا آسفه على كل لحظة لم اكن فيها معكِ..
انا آسفه لأنني لم اعلم بمرضكِ..
انا آسفه على كل شيء..
انا آسفه..
سامحيني..
لا تتركيني..
لا تموتي ارجوكي..
انا حقاً خائفة..


اتصلنا بالاسعاف..
اتت سيارة الاسعاف فركبت معها..
عند وصولنا ادخلوها غرفة العمليات مباشرة..
كنت انتظر وادعوا ربي ان تكون بخير..
بعد قليل اتت جارتنا التي ساعدتني بفتح الباب (خالتي مريم)..
اتت وجلست بجانبي واحتضنتني بين بيدها..
كان حضنها دافئ جداً..
الآن ولأول مررة اعتقد أني افهم معنى حضن الام..
فانا لم اجربه في حياتي..
بكيت في حضنها كثيراً..
افرغت كل مافي قلبي من احزان وضغوط ..
فجأة!
لمحت زين قادماً نحوي من بعيد..
ااه كم احبك ، دائماً اجدك بجانبي عندما احتاجك..
وقف بجانبي ولم يقل شيئاً..
فهو لا يعرف التصرف في المواقف الحزينه..
"كيف عرفت؟" بادرت قائلة..
"اخبرتني لمار" قال زين..
"كيف حال الجدة الآن؟"اضاف زين..
"لا اعلم ، مند ان اتينا وهي بغرفة العمليات"قلت بصوت باكٍ..
اقترح زين ان نجلس فذهبنا وجلسنا..
كان التعب واضح على وجهي..
اشار زين بان اتكأ على كتفه..
كنت متعبة حقاً لذا فعلت..

بعد ساعات من الانتظار..
خرج الطبيب من غرفة العمليات..
جرينا نحوه لنسأله عن الحال..
"لقد تأخرتم كثيراً ، ان وضعها حرج ، ولا اظن ان لديها الكثير من الوقت".قال الطبيب..
كانت كلماته تنهال عليّ كالصاعقة..
هل يعني انها سـ سـ ستموت..!!
شعرت بدوار شديد ولكني تمالكت نفسي ..
"هل يمكنني ان اراها؟"قلت للطبيب..
"لا ، انها تحتاج الى الراحة الآن"قال الطبيب
حسناً لا بأس..
ما يهمني هو ان تقوم بسلام..
كانت خالتي مريم وزين بجانبي ولم يتركاني لحظة..
طلبت من زين الذهاب..
اقترب الصباح كثيراً ولابد ان يذهب ويجهز حاله للمدرسه..
وافق بعد ان الححت عليه..
ذهب زين..
الحمد لله سمح لي الطبيب بالدخول..
كنت امسك بيدها واتحدث..
لاحظت انها استيقطت فناديت الطبيب..
اخرجوني من الغرفه ليقومو بفحوصات..
بعد قليل نادى الطبيب خالتي مريم..
دخلت خالتي الى الغرفه..
طال انتظاري لخروجها ،، اريد ان ارى جدتي..
خرجت خالتي مريم وقالت لي "يمكنك الدخول"..
دخلت فوجدت جدتي افضل حالاً من دي قبل..
تمنيت انها شفيت ولم يكن كلام الطبيب صحيح..
ولكن تغير تفكيري حينما تحدثت جدتي معي..

" اريدك ان تكوني قوية كما كنتي دائماً ، لا اريدك ان تكوني ضعيفة حساسة ، لا تتخلي عن احلامك ، انتي سوف تحققينها ، انا معك وإن لم اكن بجانبك ، عندما تشتاقي الي اغمضي عيناك وفكري بي ، ستجدينني امامك ، لا تقلقي بشأن مصاريفك ، انا قد احتفطت بمال لمدرستك ولجامعتك ، كنت اريد ان احتفظ ببعض المال لزواجك ولكن لم اعتقد ان وقتي انتهى ، اعتذر على ذلك . خالتك مريم ، اعتبرها مثل امك واخبريها بكل شيء ، لا تكتمي مشاعرك بداخلك. عندما افارقك لا اريدك ان تبكي كثيراً ، سوف لن اكون سعيدة ببكائك ، تذكري انك كل ما تضحكي تسعدينني ، وكل ما تبكي تحزنينني ، ادرسي جيداً وكوني الاولة في الصف اجعليني فخورة بك ، عندما تكبري اختاري الفتى المناسب ليكون زوجاً لكِ ، احبك حفيدتي الجميلة "

كان كلامها مؤلماً جداً..
ولكن يجب ان اتقبل الواقع..
حسناً جدتي..
سأجعلك فخورة بكوني حفيدتك..

ـــــــــــــ

توفيت جدتي..
وانا الآن اعيش مع خالتي مريم..
ليس لديها ابناء ولا بنات..
تعيش هي وزوجها وحدهما..
انهما لطيفان يعاملاني كإبنتهما..
اصبحت ادرس بجد لاكون الاولى على الصف..
ولتكون جدتي فخورة بي..
اقتربت الاختبارات النهائيه كثيراً ..
لذا اصبحنا انا وزين ولولو نتقابل كثيراً ..
كل يوم في بيت احدنا..
ندرس سوياً ونأمل ان نحرز درجات عاليه..
عندما اخرج دائماً يصرخ عممي حسن (زوج خالتي مريم) "لا تتأخريي جوودي"..
شيئاً فشيئاً اصبحت اناديهم بامي وابي..
انا حقاً احبهم..



ـــــــــــــ

انتظروني في البارت القادم 😀

My Lifeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن