.احدّق بغرابة في الشاب والرجل , وجهه يبدو مسالم ولا يبدو انه يـنوي شرّاً بي , يتقدم الشاب بإبتسامة مُطمـئِنة ليتحدث بوضوح :" مرحباً , انت اجنبية عن هذه المدينة ؟ ".
اجيبه بصوت مرتجف :" أجل " , الان حان دوري للخوف ..
يبتسم بإتساع قائلاً :" انا انتونيلو , وهذا ابي .. الونزو ".
اعقد حاجبي للأسماء الغريبة .. صحيح جميلة لكن لا اظن انه يمكنني نطقها حتى ..
:" ادعى كين , نحن ضائعون .. من رحلة إستكشافية قرابة هذه المنطقة ".
ما هذه الكذبة الغبيّة ! لم يكن عندي غيرها على كل حال و اتمنى ان لا يسأل المزيد فلا اعتقد انني سأجيب ..
:" هل معك رفقة ! ".
يسأل بتعجب لأومئ قائلة :" هل يمكنكم ايوائنا ريثما تشرق الشمس ؟ ".
يلتفت لوالده ليبدأ بالتحدث معه بـلغة غريبة , يلتفتان بعد دقائق لي مبتسمَين بلطف ليتحدث الشاب مجدداً :" كم فرداً انتم ؟ ".
اجيبه بـ :" 18 ". ليصدم لكنه يتدارك الامر بإبتسامة ثم يحدث والده , يعود للتحدث معي قائلاً :" لا بأس بالامر , لكنه لا يوجد ملابس كافية حالياً لذـ.. ".
اقاطعه بسرعة :" لا بأس , الاهم ان نبيت هذه الليلة بأمان ! ".
يبتسم بلطف مجدداً لأرد له الابتسامة , امشي متجهة لموقع الافراد لأصل بعد دقائق , اجد ان بعضهم قد غفى والبعض الاخر إلتفت سريعاً لي من ضمنهم ( ايفان ) ..
:" سمحوا لنا بالمبيت هذه الليله بكوخهم ".
اقول بكل بساطة ليلتفت ( ايفان ) للمدرب ( ماثيو ) سريعاً ..
:" قلت اننا تائِهون من رحلة إستكشافية ".
اتحدث مجدداً ليأمر ( ايفان ) المُسـتَيـقظِـين بـحمل النائمين من دون ايقاظهم وترك الاسلحة هنا , ينفذون سريعاً لأشعر فجأه بذراعيه تلتف على جسدي لتحملني على كتفه , اتفاجأ قليلاً لكنني لا أعلّق ..
نصل اخيراً للكوخ والذي تبيّن انه اكبر من الداخل , يدخل الجميع لغرفة متوسطة الحجم .. ربما بحجم الحُجيّرة في تلك الجزيرة !
.
انزل من على كتف ( ايفان ) لألقي بنفسي على الارض سريعاً مغمضة عيناي بألم , اشعر بذراعيه تعود لحملي بلطف لترفعني عن الارض الصلبة اسفلي ثم تضعني على شيء طريّ , افتح عيناي بصعوبة لشدة الألم لتقابل عيناي عيناه المذعورة , بعض الافراد قد اجتمعو حولي من ضمنهم المدرّب الذي اكتسى الذعر ملامحه ..
يتفرق الافراد لأرى الرجل ممسك بصندوق متوسط الحجم , يقترب ليفتح الصندوق ثم يخرج منه لفافات بيضاء ومقص وعلبة حمراء اللون , التفت لذراعي المبتورة لأجد ان سيول الدماء تسللّت خارج القماش الابيض , يمد الرجل يده ليبعد القماش ببطئ لكن بطئه هذا هو ما زاد الامر سوءاً , نزعِه للقماش بهذه الطريقة اعاد لي شعور الالم في اول يوم بُتِرت فيه ذراعي ..