3:00
كانديل :
--
الضحكات تملأ الأجواء فرحة وبهجة ، الأطفال الصغار ينتقلون بين البساتين وسط أشجار البرتقال والتفاح ..
وها أنا ذا واقفة وحدي أنتظر رفاقي لألعب معهم ..
مرت أكثر من نصف ساعة ولم يأت أحد إلي يدعوني لألعب معه ..
مرت نصف ساعة أخرى وأخيراً بدأت براعم أمل تنمو بداخلي وابتسامتي تُرسم بين وجنتاي من جديد ، فقد رأيت آدم .. ابن الجيران قادم باتجاهي وعلى وجهه اُرتسمت ابتسامة كخاصتي ، وفي لحظة واحدة نشأ حديث رائع بيني وبينه ..
' كانديل ، كيف حالك ؟'
' بخير '
' أغمضي عينيك '
'لماذا؟!'
'أغمضيها فحسب'
' حسناً .. أنا إلى الآن لا أعلم لماذا تجعلني أغمض عيناي ، ربما مقلب ما ..! '
وقهقه هو بدوره بعدما قلتها ..
'افتحي عينيك الآن '
وفتحت عيناي على أجمل منظر ، وأجمل هدية قد أحظى بها يوماً وهي 'وردة' ، وهل هناك أرق وأجمل من الوردة ؟!
'ما هذا يا آدم !! ، لا أصدق '
' أعجبتك ؟! '
' بالتأكيد ، أحبك آدم '
وبحركة طفولية بريئة من طفلة ذات ثمانية أعوام طبعت على وجنته قبلة حانية ..
'شكراً لك يا آدم '
' وأنا أحبك أيضاً ، هل تريدين اللعب معي ؟ '
' نعم '
-----
8:00
' كانديل ، كانديل هيا سنذهب الآن .'
انتبهت لنداء أمي ، فقد حان وقت العودة والوداع ..
-----
' كانديل ، تعالي الى هنا أريد أن أتحدث معك بشأن أمر ما '
رفعت صوتي قليلاً وأنا أومئ لها بإيجاب ..
' أمي لقد جئت '
' كانديل .. يجب أن تعلمي أنك الآن أصبحت فتاة كبيرة ويجب وضع المزيد من الحدود بينك وبين أصدقائك الذكور '
'ماذا تقصدين بالحدود ؟'
' دعيني أشرح لك ' وبدأ الصراخ يتخلل صوتها ونبرة الغضب تجتاحه 'أولاً : لن أسمح لك بعد الآن باللعب مع الأولاد ، ثانياً : إذا قمتي بتحية صديق لك أو شكره على معروف فعله لك ، لا يصح لك أن تقومي بتقبيله .. وإذا فعلتي شيئاً من هذه الأمور ثانيةً ستلقين عقاباً رادعاً ، والآن اذهبي إلى غرفتك ..'
' أمي ، ولكن أنا أردت شكر آدم فقط ؛ لأنه أعطاني وردة جميلة '
'اسمعيني جيداً ، من اليوم وإلى آخر الزمان لا أريد سماع كلمة واحدة عن آدم ، وإن علمت بأنك رأيته مرة أخرى وتحدثتما سوياً ، فلا تأتي إليّ مرة أخرى لتستسمحيني عذراً '
'لماذا يا أمي ، آدم لم يفعل شيئاً سيئاً؟ '
' بل أمه هي من فعلت .. أنصتي إلي جيداً فهذا هو آخر حديث بيني وبينك عن ذلك الطفل ، لن تريه هو أو والدته أبداً ، وبالأخص والدته كانديل ' وبدت نبرتها في الأخيرة تحذيرية لم أسمعها من قبل ...
ومضت الساعات والأيام وأنا جالسة وحدي للمرة الثانية بين حوائط غرفتي ، وقد حرمت من اللعب في الخارج بحجة تلك الفتاة التي تكبر ..
ومن يوم أن عرفت أنا تلك الفتاة التي تكبر وأشباح الوحدة وظلام الروح قد آنست وحشة قلبي ، ولم أعد أجد تلك الأم التي كانت ليل نهار بجانبي تلاحظ حزني وتسألني أسبابه وتبرد ناري ، ولم أجد تلك الصداقة الطفولية التي حلمت بها ليال وأيام ..
لم أعد أجد طفولتي ...
" الكابوس الأول : "
" سلبوا مننا طفولتنا لأمور لم نفعلها نحن ، وتحت سماء العادات والتقاليد وئدت براءتنا لحساب مشكل أخرى لمستقبل لم نشهده بعد ، وأصبحنا نشهد أشباه طفولتنا .. "
----
الفصل الأول ؟! 🌚✌️
ملحوظة : كل ما يتم ذكره في هذا الفصل والفصول القادمة هي أحداث تمت بالتأكيد في طبيعة من الطبائع البشرية ..
أرائكوا ؟!
أنت تقرأ
The Nightmare | الكابوس
Short Storyالى من ظن ان تغيير البشر سهلاً ، وحلماً من الأحلامنا الوردية ، فلا تشحذ قواتك وآمالك في سبيل كابوس ..!