الفصل الثامن

1K 71 12
                                    

مملكة غوغوريو..
في قرية ريفية صغيرة في الشمال

على تلك الهضبة العالية وقفت ممتطية فرسها الأسود وبجانبها حارسها "وونغ"بطلته الجديدة حليق اللحية الكثيفة ألتي كانت تخفي ملامحه الآسيوية الحسنة بشاربيه الخفيفين وشعره آلذي قصه لرقبته معلقا سيفه بخصره يتطلع بحب للقرية الريفية موطن سيدته الجديدة متأملاً معها..إنتشلته من سرحانه وهي تقول له بنبرة رقيقة أحس منها الإهتمام والحنان

-وونغ..أجمع شعرك وأربطه بهذه الشريطة..

فكت شريط أحمر كانت تشده على معصمها وناولته له..تردد في أخذه بعض الشئ جاهلاً سبب إهدائه هذا الشريط فقال رافضا ًبأدب

-إنه ملكك سيدتي و لا أستحقه..

قالت بإصرار

-لا ترفض شيئاً يقدم إليك مني..أنت الآن فرد من عائلتي ..واجبي إطعامك ..كسوتك ..وحمايتك..أهدي إليك كما أهدي أفراد عائلتي...

أخذه منها خجلاً وربط شعره بطريقة ذيل الحصان وقال ممتناً
لكرمها

-سأحافظ عليه طيلة عمري ...ولكنك لم تبقي لي شيئاً أنا عبدك وواجب علي حمايتك ...

أجابته مختصرة فهي ممن يحبون إختصار الحديث بكلمة مفيدة كافية لتخرس من حولها حين يتشعب الكلام

-سيدتك مختلفة ..لاتنسى العصابة ضعها على جبينك لتخفي الندبة ..

أطاعها وأنتهى من تعصيب جبينه ليلاحظ نظراتها المشتاقة الحنون وهي توزعها كأنها تحتضن القرية تطبع قبلاتها على كل منزل على كل حجر وعلى كل شجر ..أستشعر حنانها الفائض وحبها العميق للوطن وشك في أن تكون صفات كهذه تسري في جسد قوي وشخصية جامدة مثلها..إنتشلته مرة أخرى من ذهوله حين نادته لتسري قشعريرة باردة في بدنه

-وونغ..مستعد لدخول قريتي ؟

-نعم..سيدتي ..

-فلندخلها إذاً سأفاجئ والداي وأهل قريتي بعودتي

نطقتها وأبتسامة شوق زينت محياها..وتحركت يتبعها وونغ لدخول قريتها..

في القصر الملكي...
المكتبة الملكية..

شاب ينبعث من وجهه نور..حكمة ..حنكة ..مهيب في جلسته..في وقوفه..دقيق لبق في كلامه..غامض في هدوئه ..شاربان خفيفان مهذبتان زادته وسامة أما عيناه فتفيضان شاعرية وسحراً يسحر كلا الجنسين..باحراً في سفينته الخيالية بحراً يستمد منه الإلهام والحب..أغلق كتاب الشعر ووضعه يميناً بينما تقاتلت أبيات شعرية في عقله ..كل كلمة متلهفة لتأخذ زاوية في ورقته البيضاء..أخذ ريشة ..نقع قمتها في الحبر و أطلق العنان لتخيلاته ..

صراع الأفاعيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن