البارت الأول(١)

41 4 0
                                    

_البداية_

في احدى لَيالي الشِتاءِ الباردةَ تطرُق إلين باب السيد وليد لتخبره ان أباها يريده "وليد ان أبي يناديك" يسرع وليد لتلبيةِ ذلك النداء كما لو انه نداءٌ من السماء ينتعل حذائه المهترئ يمسك الباب الخشبي بقبضته يخرج متجهاً نحو بيت إلين الذي كان يبعد عدة امتار عن بيتهم تستغل إلين الفرصة وتدخل بيت السيد وليد كانت طريقتها في الدخول الى البيت والركض على السلم مضحكة بالنسبة لفتاة في سن السابعة عشر تطرق باب اول غرفةٍ في العُلية تلك كانت غرفة ريم إبنة السيد وليد تفتح ريم الباب لترحب بها .
_ريم"اهلا بك تفضلي"
تدخل إلين الى غرفة ريم الصغيرة والمبعثرة كانت اشبه بخرابة تردف إلين متجاهلة منظر الغرفة ومتقدمة نحو ريم بغضب "ماهذا يا ريم ما بالُ عينك" تسرع ريم وتغطي عينها اليسرى بيدها لتخفي بذلكَ تورمها تتقدم إلين نحوها مكررة نفس السؤال بينما تحاولُ ابعاد يدها عن عينها "هيا اخبريني مابالُ عينك هل وليد من فعل بك ذلك ؟؟" ما إن قالت إلين ذلك حتى انفجرت ريم باكيةً حتى امتلأت عينيها بالدموع تقدمت إلين نحوها وإحتضنها وأخذت تخفف عنها بقول الدعابات التي لا طالما كانت تضحك ريم .
تضحك ريم من هلوسة إلين التي باتت كالمهرج بحركاتها تضحكُ من كل قلبها والدموع ملأُ عينيها لم يكن احد يضحكها كما تفعل إلين صديقتها المقربة والوحيدة.
كانت إلين تعلم يقيناً ان وليد (كما كانت تناديه كونه يعمل عند والدها) هو من فعل هذا بعين ريم كان انساناً جشعاً انانياً بخيلاً يحب المال اكثر من اي شيئ كان لايتوادى في ضرب ابنتهُ ريم البالغة من العمر سبعة عشر سنه وابنه لؤي البالغ من العمر عشر سنوات رغم انه كان يعمل محاسباٍ عند والدها صاحب اكبر شركة للعطور في تُركيا الا انه كان يدعي الفقر ويجحد على اولاده بالمال.
كانت صداقةُ ريم وإلين صداقةُ ليس كمثلها شيئ كانتا مثل الاختين يقضيان اغلب الاوقات معاً رغم ان إلين كانت ثرية جداً إلا انها لم تتكبر على صديقتها يوماً واقنعت والدها بأن يضع صديقتها المقربة معها في نفس المدرسة والتي هي اشهر مدرسة في اسطنبول.
لم يكن لدى إلين وريم صديقاتٍ كُثر في مدرستهن عدا كايرل التي كانت لطيفة معهما.

__في بيت إلين__

_وليد: نعم سيد اوندار هل طلبتني ؟
_اوندار:هلا اخبرتني كيف تجري احوال الحسابات الضريبية
_وليد:بخير سيدي، لم تسأل انت لم تسألني من قبل عن الحسابات؟
_اوندار(بغضب):انت قلتها لم أسألك لأني كنت احمق وغبي ووثقت بِك وياليتني لم افعل
تتغير ملامح وجه وليد متسائلاً: ماذا تقصد ياسيدي هل بدر من شيئ لاسامح الله ؟
ينفجر اوندار في وجه وليد كما لو انه بركان واشتعل: ايها الخائن ايها الصعلوك انا الحق علي انا الغبي انقلع عن وجهي اغرب من هنا وأنت مطرود.
يخرج وليد دون نطق كلمة واحدة كان متفاجئاً من اوندار هذه اول مرة يصرخ في وجهه هكذا مذ كانا طفلين، نعم فوليد صديق اوندار مذ كان في المدرسة.
ماإن عاد وليد الى المنزل ورأئ إلين في المطبخ مع ريم حتى صرخ في وجهها: ماذا تفعلين هنا اخرجي من بيتي انقلي من هنا !
تُصدم إلين من صراخه في وجهها وتتجمدُ في مكانها وكأن صاعقةً اصابتها تسرع ريم نحو ابيها متسائلة: ماذا دهاك يا ابي ماهذا الكلام انها ابنه السيد اوندار ؟
يصرخ في وجه ريم:اخرسي ايتها الغبيه، ويدفعها من امامه ويسرع نحو إلين التي لازالت متجمدة في مكانها ويدفعها نحو الباب: اخرجي من هنا هيا اخرجي، يدفعها نحو الخارج بقوة فتصطدم بصدر ابيها الذي كان ينظر الى وليد وعيناهُ تَجدحان ناراً يمسك بيها ويبعدها جانباً وينهال على وليد بالضرب حتى ادماه قائلاً: ايهاالخائن سرقتني وخنت امانتي وفوقها تفعل هذا بأبنتي ،ايها الخائن ؛
يواصل ضربه لوليد وكل من إلين وريم تحاولان ابعادهما عن بعضهما يترك اوندار وليد اخيراً على صراخ أبنته بعد ان ادمى وجهه وأشبعه ضرباً، يأخذ إلين ويخرج من امام البيت تاركاً صديق عمره ملقىً على الارض ؛
تاخذ ريم تخفف عن والدها وتحاول إنهاظه يصرخُ على اوندار الذي ادار ضهره ذاهباً: اُقسم اني سوف اُدفعك الثمنَ غالياً، اقسم لك
يشق طريقه اوندار دون ان يلتفت الى صراخ وليد كما لو انه كلبٌ يعوي ولا احد يأبه لعوائه.
يدفع وليد ريم التي كانت تحاول مساعدته ويرتضم رأسها بحافة الباب ينهض بتثاقل ويصرخ عالياً سوف ترى ماسأفعله بك سوف ترى، يذهب الى المطبخ يحطم الاكواب ينشر الاغراض يحاول فعل اي شيئ في سبيل تخفيف غضبه او تهدءة روعه، يذهب الى غرفته رامياً جسده على الفراش بعد ان حطم المطبخ وقلبه رأساً على عقب يتمتم كلمات غير مفهومة ليغط في نومٍ عميق.
تأخذ ريم المسكينه ادوات التنظيف وتتجه نحو المطبخ لتنظف فوضى والدها تتأمل ملياً متذكرة ما حدث تلاحض الفرق بين ابيها ووالد إلين تنفجر باكية دون ان يأبه لها احد وحدها وظلام الليل.

[بعد يومٍ من الحادث]

تستيقظ إلين بتكاسُل لتجد نفسها كالميته لا تستطيع الحراك تأخذ لحظة لاسترجاع الأحداث كانت لاتتذكر شيئ كما لو انها فاقدةٌ للذاكرة، تتنهد بقوة بعد ما تذكرت احداث البارحة تنهظ من الفراش متسائلة في نفسها "ياللهي ما الذي اوصلني الى الفراش لا اتذكر اني من وصلت إليه ..." يقطع تفكيرها صوت الباب
"إلين هل انتِ مستيقظة ؟"
"ماهذا ابي الم يذهب للشركة اليوم ؟؟، نعم ابي مستيقظة تفضل"
"صباحُ الخير ياحلوتي احضرت لك الإفطار"
"لم احضرته الى هنا يا أبي كنتُ انا نزلت، ثم لماذا لم تذهب الى الشركة حتى الأن؟" تمسك برأسها "آاي، ماهذا "
"البارحة انتِ وقعتِ على رأسك بعدما وصلنا للبيت"
"حسناً، هذا يفسرُ سبب وجدي الان في غرفتي وأنا لا أتذكرُ شيئ ويفسر آلم رأسي ايضاً" تُطرِق ثم تُتابع "حسناً الأن يا سيد بابا هلا اخبرتني سبب عدم ذهابك للشركة حتى الان ؟"
"لقد خفتُ عليكِ، اخفتني البارحة كثيراً بـ..." تضع يدها على فمه "لاتُكمل دعنا ننسى ماحدث البارحة وهيا اذهب الى عملك هياا انهض مثل النحلة هياا يا نحلتي الصغيره هياا"
يضحك الاثنان وينهض اوندار متجهاً الى عمله.

عزفٌ على اوتارِ الصداقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن