البارت الأول(٢)

24 2 1
                                    

__في بيت وليد__

تستيقظ ريم منهكة نفسياً وجسدياً تتجه نحو غرفة اخيها لتوقضه الذي اسعفه على نومه هذا انه كان اصم لايسمع بأذنه وقد عجز الاطباء في مساعدته بسبب خلل منذ الولادة يستيقظ لؤي بتثاقل ويذهب الى الحمام بقيت على ريم المهمة الاصعب ألا وهي ايقاظ ابيها اخذت طريقها متجهة الى غرفته فتحت الباب ما من احد "ابي..ابي اين انت" تبحث عنه في ارجاء المنزل تشير الى اخيها موضحه له سؤالها عن ابيها يشير بالنفي تسائل نفسها "ياترى مالذي خرج من اجله باكراً ايعقل انه ذهب للشركة ؟ لا اظن ذلك فبعد ماحدث البارحة .." تتنهد ثم تنصرف لتعد الافطار لأخيها؛ يوقفا صوت الباب تتجه نحوه لتعرف من الطارق انه ساع البريد يحمل معه رسالة لأبيها .. انها من مدرستها ؟؟؟!
تأخذ الرسالة وتوقع على اوراق ساعي البريد ينصرف لتغلق الباب تردف "ياا لفضولك يافتاة ان الظرف لأبيك؛ لكن ابي ليس هنا ما الضير في فتحه وومشاهدةِ مافيه حسناً سوف افتحهُ سريعاً واغلقه" تفتح الظرف لتصعق بما فيه كانت محتويات ذلك الظرف كما لوانها رصاصات وليست كلمات واحرف شهقت بقوة وضعت يدها على فمها ونزلت الدموع من عينيها، كان ذلك الظرف يحوي على رسالةِ فصل !!!
لقد فصلتها مدرستها بناءً على طلب اوندار سير اوغلو !! كونه هو من يدفع لمدرستها !

ترمي الورقةَ من يدها وتجثو على ركبتيها وهي تبكي لا تعرف لمن تشكي همها هل لأم اخذتها الحياة منها مذ كانت في الثامنة ام لأباً لا يأبه لها ولا يحنُ عليها ام لأخت ماتت امها قبل ان تلدها ام لأخاً لا يسمع شكواها ان شكت، كانت الدنيا بظلماتها تحاصرها من كل مكان سلبت كل شيئ منها لم تترك لها سوى الذكرى والألام كان يعينها كل تلك السنين كون لها اخت لم تنجبها امها كانت لها كُل شيئ لا تجعلها تشعر بفقدان احبائها ماذا الان وقد ضاعت اختها في الحياة منها ماذا الان وقد ابعدتها المسافات عنها ماذا عسها تفعل غير ان تسلم ترسانه شكواها الى الله عسى ان يساعدها وينقذها مما هي فيه.

__في المدرسة__

_كايرل: يابنات هل رأت احداكن الثنائي الملائكي (تقصد ريم وإلين هكذا كان لقبهن في المدرسة)
_شارلين: لا لم نرهن اثنينهما لم يأتيا الى المدرسه اليوم اضنهما كانتا توصلان رسائل الحب السماء
تضحك كل الحاضرات تعقد كايرل حاجبيها قائلةً "وأنت كنت توصلين رسائل الحقد في الجحيم" تضحك جميع الفتيات وتبتسم كايرل ابتسامة النصر لتتركهن شارلين غاضبه وتذهب.
يتجه اوزان نحو كايرل راكضا يسألها "هي كاي اين ريم مالي لا أراها"
_كايرل:انا ايضاً ابحث عنها، لماذا تسأل (تنظر اليه ببرود)
_أوزان: اووف كم انت حشريه لادخل لك
يتركها ويذهب تغير ملامحها وتخرج لسانها ساخرة منه يلتفت اليها قائلاً "رأيتُك" تحمر وجنتها خجلة من تصرفها الطفولي وتنصرف.

__في قصر اوندار سيرأوغلو/٧:٣٠ مسائاً__

عاد اوندار من الشركة يعطي حقيبته السوداء الى الخادمة ينادي على ناضلي (كبيرة الخدم ومربية إلين) ليسألها عن حال إلين تجيبه "سيدي انها بخير لكنها رفضت الذهاب الى المدرسة اليوم وعندما سألتها عن السبب تركتني وغادرت" يتنهد قليلاً ثم يجيب "حسناً اتركيها على راحتها".
يتجه نحو السلم ذاهباً الى غرفته ليغير ثيابه يحمل صورة زوجته يتمعن فيها ملياً تنزل دمعه من عينيه يسرع لكي يمسحها كانت هذه الحركة هي شيئ روتيني بالنسبة لأوندار ولكنها غريبه بالنسبه لرجل في منتصف عقده الثالث كان يفعل ذلك كي لاينساها كي لاينسى كيف قتلت امام عينيه كيف لم يستطع الدفاع عنها رغم مرور ١١ سنوات على الحادثة لكنه يتذكرها بتفاصيلها، احدهم تقدم نحوهم شاهراً سلاحه ليتبعهُ ثلاثٌ اخرين يأمروه بأخراج مايملك يرفض ويتقدم امام زوجته وابنته يرفع احدهم المسدس في وجهه يزجر به ويأمره ثانية يصفعه على وجهه بطرف سلاحه ينقض اوندار عليه ماسكا يده التي فيها السلاح بيده اليمنى ويضربه باليسرى يسرع احد اؤلئك الرجال ويمسك بزوجته التي دفعت بأبنتها التي في سن السادسه لتختبئ خلف سياره في الشارع يجرها من ثيابها ويأخذ وضعيه التهديد واضعاً سكينة على رقبتها ويصرخ باتجاه اوندار الذي كان منشغلاً بصراعه مع احد الرجال يلتفت اوندار لصراخ زوجته ينهض بسرعه يتوسله ان يتركها لا بل يترجاه يرمي محفضته الممتلئة بالنقود فقد كانوا ذاهبين للتسوق وعليهم ان يمروا بهذا الحي الصغير المظلم سيراً لانه لايسمح لاحدٍ ان يمر بسيارته من هنا يسرع الاخران ويأخذان المحفظة ينهض الرجل الذي اطرحه اوندار ارضاً ويضرب اوندار موقعاً اياه ارضاً ويتابع ضربه وصراخه الغاضب يعلو المكان يحاول اوندار القيام لكن دون جدوى فقد انهال الثلاثه ضرباً عليه تصرخ زوجته وترجوهم ان يتركوه تحاول فك نفسها من بين يدي ذلك الرجال تستطيع الافلات من بين يديه بعد ان عضت يده التي تحمل السكين يصرح جاثياً على ركبته تتجه نحو زوجها لنجدته ينهض الرجل الذي اوقعته ارضا بسرعه يحمل السكين يخرزها في ضهرها تحدث لحضة صمتْ ينظر اوندار صوب زوجته التي سقطت غارقة بدمائها ارضاً يلتفت الرجال مستغربين مما حدث يبتعدون عن اوندار ينهض بكل مااؤتي من قوه وينقض على الرجل الذي طعن زوجته وينهال عليه ضرباً وصراخ ثم يتوقف فجأة اثر قطعه معدنية اخترقت كتفه الايمن قطعه فاترةً مقارنه بجسده الدافئ يجلس دون حراك يسرع الرجل هارباً من امامه يشرع الرجال الاخرون بالهروب لتركض ابنته نحو امها وابيها لاتعلم من تنجد منهما يأمرها انت تتصل بالاسعاف ويتجه نحو زوجته التي كانت تتلفظ انفاسها الاخيره تقول كلماتها الاخيرة التي لازال صداها يتردد في اذنه "اوندار..اعتني بأبنتنا" تتنفس بقوة ثم تتابع "ارجوك اعتني بها لا تجعلها تتحس فقداني كن لها امٌ وأب" تشهق بقوة ثم تنقطع انفاسها لتغادر هذه الحياة اللعينه ... يصرخ اوندار "لاااا... ميرلا لاتتركيني وتذهبي لقد وعدتني ان نبقى معا الى الأبد .. لاااا" يحرك في جثتها التي بين يديه يتمنى لو يستطيع ارجاعها الى الحياة ينظر الى ابنته التي اغمى عليها من المنظر ليسمع بعدها صوت سيارة الاسعاف.
كان اوندار يتذكر هذه الحادثة بثوانٍ وهو ماسكٌ بيده صورة ميرلا تنزل العديد من قطرات الدمع الدافئة على خده البارد لتغسل لحيته السوداء يمسحها بيده يحك شعره الاسود الذي بدت تظهر عليه بعض الشعرات البيضاء التي تفضح تعبه وتفكيره طوال تلك السنين، يقوم ليغير ثيابه.

__في بيت وليد__

يذهب لؤي الى اخته التي كانت تصلي ينتظرها حتى تكمل صلاتها يشير لها لتفهم منه انه يسأل عن والدها تقول له "ماذا اخبركَ حتى اخبرك انت لاتعلم ماذا جرى البارحة وجعل اباك يغادر والى الأن لم يَعد اتمنى حقاً انه بخير" يشير لها بانه لم يفهم شيئاً "اعلم اعلم انك لم تفهم اصلاً لا اريدك ان تفهم" تشير له لتخبره انها لاتعلم مكانهُ ايضاً، يعدل نظارته التي تصغر عينيه كثيراً وتحسِر من جمالهمها ينهض متجها الى غرفته ماسكاً شعره الاسود اشارً منه الى حيرته تاركاً ريم بقلقها وخوفها على ابيها لانه لم يسبق له ان غاب كل هذه المدة عن البيت.

عزفٌ على اوتارِ الصداقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن