ستة شهور سابقة

22 2 3
                                    

في ليلة ممطرة تعج بالغيوم في سنترال سيتي كان هناك دراجة بخارية تتخطي السرعات المسموح بها .. سائقها يطير بها علي اراضي الطريق السريع و اضواء العواميد حوله كسيلين من النور الاصفر عالطريق .. ازاد السرعة و زادت معها لمعان الاضواء علي خوذته حتي ظهر بريق اخر من نوعه .. البريق الاحمر الذي جميعنا نعلمه جميعا .. يسبق السيالان الصفراوان و الرجل ذو القلنسوة الخضراء علي الدراجة . يضحك ضحكة لا يستطيع احد سماعتها من سرعته و يصل الي خط النهاية - نهاية الطريق السريع و يقف باري منتظرا اوليفر حتي يصل اليه و علي وجهه ابتسامة اكبر من ابتسامة طفل سيدخل عالم ديزني

اوقف اوليفر دراجته و خلع الخوذة متمتا بعض الكلمات حتي وصل الي باري الذي مازال ينظر اليه بنفس اللمعة في عينيه و الضحكة ثم قال له باري "يعني مخليك تبدا قبليا بنص ساعة و برده سبقتك" ثم هز راسه كما تهزه لطفل صغير"مفيش اي سباق سرعة ممكن حد يبتديه معاك و يكسب"رد بمنتهي الجدية فرد عليه باري " اوووه .. حد هنا مبيحبش يخسر"

-"مش بحب اخسر حاجة مليش سيطرة عليها من الاول " رد اوليفر و رغب باري في تغيير الموضوع عندما راي ما وراء هذه الجمله من عمق فقال له انه سيركب وراءه بشرط ان يذهبا الي مقهي معين اخبره اسمه - و الذي لم يكن المعتاد - تعجب اوليفر و قال " لييه مش كافي ايريس" اخبره انه يريد ان يكلمه في مكان غيره حيث لا يستطيع احدا من اصدقاءه سماع شيئا اوما اوليفر راسه و بداا بالسير

بعد ان وصلا الي مكان لم يتذكره اوليفر كثيرا من المدينة . دخلوا مقهي معظم مرتاديه من ابناء الاربعين او الثلاثين و طلب كل واحد منهما قدحا من القهوة و بمجرد ان ذهبت النادلة ساله اوليفر ما الامر .. ضحك باري علي جديته التي دائما يستخدمها و يربط بها علي روحه بمجرد ذكر ان هناك امرا ما و لان باري قد اصبح يعرف كثيرا عن اوليفر .. يغرف ما يغضبه , ما يخفف عنه .. متي يضحك علي جده و صلابة جاشه او ان يتكلم بجدية مماثلة له

اخذ باري نفسا عميقا ثم نظر الي عيني اوليفر و هو يقول الكلمات ببطء ليس فقط ليجذب كامل انتباهه و لكن لحملها الثقيل علي صدره " بعد .. بعد حادثة الثقب الدودي و كنا فحصنا كل العمليات الحيوية لجسمي .. فحص شامل بمعني الكلمة و مفيش اي حاجة كنت انضريت فيها " سكت للحظة فقال اوليفر بحذر فقال " و ده كان من شهر "

اوما باري راسه  " لغاية ما ابتدا من فترة مشكلة معايا .. كوابيس كتيرة بتجيلي و بمجرد ما اقوم بكون ناسي كل حاجة "

 نفسا عميقا ثم قال اوليفر " ده طبيعي بالنسبة للانت مريت فيه و كل الخسارات .. نفسيتك بالتاكيد ممكن تضرر " 

" انا كنت قولت ازيك برده بس حصلت حاجة غريبة اول امبارح .." توقف عندما جاءت النادلة مزيدة من القلق الذي بدا يشعرهاوليفر و مهابة الكلمات القادمة و اخيرا ذهبت فرمق باري ليكمل

" اول امبارح قومت ملقتنيش فالبيت لقيتني ف( star labs)  مش بس كده .و "

شمر كم قميصع عن ذراعه الي  بعد الكوع  و تمتم اوليفر لعنة عندما راي الوحمة التي علي يده

لم تكن كدمة او لحمة عادية و انما .. انما كانها ثقب الدودي النفيه في يده علي هيئة دائرة ليست بصغيرة و عندما دقق النظر فيها تفاجا اكثر .. كان هناك نقط مضيئة ضئيلة جدا - كالنجوم- تسبح فيها و عندما لمسها لم يختلف حسها عن باقي الجلد و لم تبرز عنه حتي

" ده ايه ده !!! دي قمت انهارده و لقيتها !" اوما باري راسه ايجابا

"اغرب حاجة شفتها في حياتي" ثم ساله عن راي رفقاءه بها

"امممم .. لسه مقولتلهومش "

"عن حاجة زي ي ! ليه لا يا باري .. انا متاك ان كاتلين او سيسكو يعرفوا اكتر عن ده عننا و عن اللي معايا .. لو كانت رصاصة كنت اول واحد ممكن افيدك بس ده .."

"لاني خايف" تزلزل اوليفر من رده لم يكن لباري ان يجهر بمثل هذا امامه في اي موقف .. اوليفر يعلم ان يري ان يظهر اقضي قوة و اقصي صلابة امامه فقوله انه خائف هذا اكثر ما يمكن ان يثيرخوف نفسه

" احنا لازم نقولهم يا باري .. ممكن ح يساعد"

"ماظنش ان حد ممكن يساعد"

صمت ساد ثم سال اوليفر سؤال مهم " اما قولتلي ليه ؟"

"عشان انت اكتر واحد اتعرض لماسي و الم في حياته اعرفه .. و انا حاسس ان اللي جيي هيبقي اكبر ماساة ممكن تحصلي "





صرخة محاربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن