غالبا ما يولد الانسان بجينات واضحة و ثابتة تتوارث عن طريق التكاثر من جيل إلى آخر ،ولكن نادرا ما تخلق حالات شاذة تغير من طبيعة تلك الجينات حيث تطورها أحيانا و تشوهها أحيانا أخرى ،و هي المسؤولة عن تغيير الكثير من صفات البشر كلون البشرة و العينين و الشعر مثلا و ظهور فئات ذوي العقول الخارقة و ظهور أمراض غريبة و تشوهات خلقية ،ومع مرور الزمن و تطور الانسان ازدادت تلك الحالات الشاذة حدة و غرابة و لكن لماذا،؟!السبب غير واضح و اختلف العلماء في شرح تلك الظاهرة الغريبة و لكن أجمع معظمهم على أن الظروف و البيئة المحيطة بالإنسان هي التي تؤثر على تكوينه و أفاد القليل منهم على أن تطور الإنسان مع الوقت و التقدم هو الذي أظهر صفات نادرة في بعض البشر فخلق حالات مرضية و أخرى قوى عقلية نادرة و مبهرة،ولكن في عام 2050 م ازدادت تلك الحالات بشكل غريب و ظهرت صفات جانبية شاذة غريبة لدى بعض البشر .
_مرت العديد من السنوات و لم يتغير شيء من حياتي،كم مر من الوقت حتى الان ؟عشر أو سبع سنوات ...تبا لم أعد أطيق!
استيقظ طارق بعد مناقشة طويلة مع نفسه فزعا ،فشرب كأس من الماء البارد لكي يستريح وعندما هدئ شرع يغير ثيابه للخروج ،لقد كانت كل سمات التعب ظاهرة على وجهه و أنفاسه تنثر رائحة البأس و الكرب ،توجه طارق الى الباب و خرج من المنزل مسرعا دون أن ينظر خلفه.
وفي نفس الوقت كانت فتاة صغيرة تركض بين زوايا الشارع و وخزات البرد تتبعها و حبات المطر تداعبها بقسوة ،يبدو أنها كانت تهرب من شيء ما فقد كانت تركض بسرعة حتى وصلت الى طريق مسدودة ،اختبأت الفتاة و هي تنتظر ظهوره بخوف و حذر شديدين حتى ظهر صوت مشي يقترب وسط ذلك الجو المظلم البائس و صارت دقات قلبها تتزايد كلما تقدم أكثر وكردة فعل صرخت بعدما فاض القلب خوفا ،تقدم الشيء حتى ظهر أمامها شخص بجثة ضخمة و يحمل صندوقا و صرخ قائلا
_لا تحاولي .لم يعد لك أي فرصة للهرب!
أجهشت الفتاة بالبكاء فقد أمسكها بعنف و أدخلها الصندوق بالقوة ،ولكن شعر الرجل بالقشعريرة و أخذ يبصر الظلام الذي تهيء له بشكل سحابة على وشك أن تغرقه ،فتح الرجل عيناه فوجد نفسه محاطا بالركام و ألسنة اللهب تحاصره من كل مكان وأخذت تنهش جسده بكل شراسة و هو يصرخ بيأس شديد .
خرجت الفتاة من الصندوق بحذر ،لقد كان المكان خاوي تماما فأخذت تنظف ثيابها و شقت طريقها وسط ذلك الظلام البائس ببطئ .
و من جهة أخرى ركب طارق السيارة و غادر بسرعة ،وعندما كان يسير في الطريق رن هاتفه فجأة فرد عليه وعندما أنهى اتصاله القصير زاد من سرعته و تغيرت ملامحه من مستعجل الى قلق بشدة وتوجه الى محطة القطار ،وعند وصوله الى وجهته فتح باب السيارة و خرج مسرعا نحو القطار الذي يوشك على الاقلاع فصعد في اللحظة الأخيرة،و عندما استدار اندهش باختفاء جميع الركاب ،فأخرج مسدسه المخدر و شرع يبحث عن هدفه الذي قد يكون السبب.
أخذ طارق يتقدم بسرعة و يضرب أبواب المقطورات بقوة و يوجه مسدسه الى كل الجهات حتى وصل الى حجرة القيادة فوجد كهلا جالسا خلف مقعد السائق و تملئ وجهه الشاحب علامات اليأس و الحيرة ،تقدم طارق نحوه بحذر و ببطئ شديد مشهرا بمسدسه عليه فنظر الكهل اليه باستغراب و هو يقول :
_أتيت لأخذي صحيح؟
فرد طارق:
_نعم،للأسف لقد انتهت رحلتك هنا !
فقال الكهل بيأس :
_بالطبع فقد كنت أنتظرك يأيها الصائد الأسود ! أتعلم لقد تعبت هل يمكن أن تقتلني ؟
فرد عليه بكل برودة:
_لديك قدرة نادرة جدا على نقل الأشياء الى أبعاد أخرى ،و يبدو أنها ساعدتك على النجاة كل هذه السنين ، ولكن الوكالة تحتاجك الآن !
فصرخ الكهل باكيا و هو يمسك حذاء طارق:
_لالالالالالالا!لا أريد أن أصبح فأر تجارب فقط أقتلني !أعلم أن قدراتي لا تعمل معك !أقتلني أرجوك!
ولكن لم يلقي طارق أي اهتمام لتلك الدموع الحارقة و ووجه مسدسه نحوه بكل هدوء و برودة و أطلق عليه المخدر ،فسقط الكهل صريعا.
سلم طارق الصيد للوكالة و ركب سيارته للعودة إلى المنزل فأتته رسالة مجهولة المصدر مكتوب عليها :
"أحسنت يا طارق لقد أتممت عملك بجدارة ،هدفك التالي هي فتاة صغيرة تمتلك قدرة مجهولة ،الجدير بالذكر أن كل من طاردها اختفى "من تكون تلك الفتاة ؟وما هي قدرتها ؟
كيف سيتصرف طارق معها؟
تابعونا في الفصل القادم تحت عنوان:الفتاة الغريبة
أنت تقرأ
صائد الخوارق
Paranormalماذا لو إستيقظت من منامك و وجدت نفسك تطير في السماء أو تستطيع قراءة أفكار الناس ....طبعا قد تعتقد للحظة أنه أمر جميل ولكن الحقيقة التي لم تدركها بعد أنك ستعيش عندها الجحيم نفسه.