الفتاة الغريبة

637 37 40
                                    

_لقد سئمت.....! سئمت من الإنتظار !
...ولكن ماذا أنتظر...؟!سحقا لقد نسيت كل شيء...!كم سنة مرت حتى الآن يا ترى؟!

إستيقظ طارق هلع وجبينه يتصبب عرق فشرب كأس من الماء العذب ليهدئ من روعه ،وشرع بعدها بتحظير نفسه للخروج و عندما إنتهى فتح الباب و خرج بسرعة دون أن ينظر خلفه ،ثم ركب سيارته و أقلع مسرعا نحو مدينة الرماد الواقعة بمقاطعة الغربية للدولة الشرقية ،وبعد عناء ساعتين من المسير وصل إليها فوجدها تعج بناس فمنهم التجار الذين يعرضون بضاعتهم و منهم الزوار و السكان الذين يتسوقون في يوم جميل و مشمس ، نزل من سيارته و راح يسأل الناس عن تلك الفتاة فكانت إجابة أغلبهم :
_أأنت عميل لدى الوكالة!حاول أن لا تجلب أي مشاكل لهذه المدينة رجاءا !فنحن آمنين الآن ،أما بالنسبة للفتاة نحن لا نعرف شيئا عنها ....يبدو أنها قد غادرت المدينة .......!
مرت ساعات و هو يسأل و الجواب نفسه دائما كما لو أن السكان إجتمعو كلهم على هذا الجواب حتى وصل إلى محل خال و بعيد عن أنظار الناس ،إستأذن بالدخول و دخل فوجد عجوز جالسةعلى كرسيها الهش تنتظر قدوم الزبائن ثم تقدم إليها و أشار إليها بصورة الفتاة و سألها :
_عذرا!أنا أبحث عن هذه الفتاة هل لديك أي معلومات عنها ؟!
فأشارت العجوز بإصبعها نحو الباب ،و عندما إستدار طارق وجد الفتاة تنظر إليه و هي تردد :
_مرحبا !!
إستيقظ طارق هلع و جبينه يتصبب عرق فشرب كأس من الماء المنعش لكي يهدئ من روعه ،ولما هدئ أخذ يرتدي ثيابه للخروج و هو يتسائل :
_ماكان هذا ؟حلم!؟
وعندما إنتهى فتح الباب و خرج مسرعا و لكن تغيرت الأجواء هذه المرة فقد كانت المدينة التي يقطن فيها مدمرة و خالية تماما و الظلام البائس يغزو كل زاوية منها حيث تروي جدرانها المتبقية رواية عنوانها الكارثة الكبرى ،تقدم طارق يتفقد المدينة بحذر و علامات الدهشة بادية على وجهه ،حتى سمع صوت خفيف خلفه:
_مرحبا،أيها السيد الأسود !
فتح طارق عيناه ووجد نفسه في المحل القديم و العجوز تنظر إليه ببرودة و الفتاة تردد خلفه :
_مرحبا أيها السيد الأسود !
أخرج طارق مسدسه ببطئ و بحذر و تغيرت ملامحه من قلق و مندهش إلى بارد و كئيب وسدد نحو رأس الفتاة و أطلق عليها بالمخدر فسقطت صريعة و أغمض عينيه متنهدا، وعندها فتح طارق عيناه مرة أخرى وجد نفسه في مدينته المدمرة و الفتاة تردد خلفه :
_مرحبا أيها السيد الأسود !
شعر طارق بالدهشة و دب القلق في كل خلايا جسده فسألها :
_ممماهذا!؟من أنت؟!
فأجابته و هي تبتسم :
_ألم تدرك بعد !هكذا سيصبح العالم بعد سنة !وأنت فقط من بقيت حيا !!إحزر لماذا !؟.

و فجأة إستيقظ طارق هلع فشرب كأس من الماء البارد لكي يهدئ من روعه،ولما هدئ غير ملابسه و إتجه نحو الباب ببطئ و بقلق فوضع يده على المقفل و فتح الباب فوجد أن كل شيء على مايرام ،أخذ طارق نفسا عميق و ركب سيارته، وعندما كان يسير في الطريق أتته رسالة مجهولة المصدر
"مرحبا طارق،لدينا بعض معلومات عن الفتاة ،يبدو أن أحد عملائنا ذكر أنها قد شوهدت آخر مرة في مدينة الرماد الموجودة في المقاطعة الغربية للدولة الشرقية ،إذهب إلى هناك و إجمع المزيد من المعلومات"
فرد عليها في نفسه :
_لقد علمت هذا !هذا غريب !؟ذلك لم يكن مجرد كابوس !ولكن بدأت أحزر قدرة تلك الفتاة .....إنها خطيرة !!!!

فإتجه بسيارته نحو المدينة مسرعا

من يكون طارق ؟ ومن تكون تلك الفتاة ؟
وماهي قدرتهما ؟
ماهي حقيقة ذلك حلم؟
وماذا سيحدث في مدينة الرماد ؟

أسإلة متناثرة سببها الفضول فيا ترى هل ستجيب الفصول القادمة عنها ؟

تابعونا في الفصل القادم تحت عنوان :
هالة اليأس

صائد الخوارقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن