تكملة

1.7K 117 6
                                    

تواضعه :(عليه السلام)
كان الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع) لايسافر الى الحج الا مع قافلة وأناس لايعرفونه ، ويشترط عليهم أن يكون من خدم القافلة فيما يحتاجون اليه . فيافر مرة لاداء مناسك الحج مع قوم فرآه رجل فعرفه فقال للقوم : أتدرون من هذا ؟ فقالوا : لا .قال الرجل : هذا علي بن الحسين (ع) .
فوثب أصحاب القافلة الى الامام (ع) فقبلوا يده ورجله وقالوا : ياابن رسول الله أردت أن تصلينا نار جهنم لو بدرت منا اليك يد او لسان اما كنا قد هلكنا إلى آخر الدهر؟ فما الذي حملك على هذا ؟ فقال الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع) : إني كنت سافرت مرة مع قوم يعرفوني فأكرموني كما يكرمون رسول الله (ص) ، وإني أخاف تكرموني مثل ذلك فصار كتمان أمري أحب الي .

***********************
كرمه : (عليه السلام)
كان للامام زين العابدين (ع) منلوك يتولى عمارة مزرعته ، فجاء الامام (ع) يوما ليتفقد مزرعته فرأى فيها أن فسادا كثيرا قد اصابها بسبب تساهل المملوك وعدم اهتمامه ، فتألم الامام (ع) من ذلك لما رآه وغمه فضرب المملوك بسوط كان في يده ثم ندم على ذلك . فلما رجع الى منزله أرسل في طلب مملوكه ، فاتاه المملوك فوجد الامام (ع) قد نزع قميصه والسوط بين يديه . فظن أنه(ع)  يريد عقوبته فاشتد خوفه فاخذ الامام (ع) السوط ومد يده اليه وقال :(( ياهذا قد كان مني اليك مالم يتقدم . يصدر مني مثله؟ هفوة وزلة فدونك السوط واقتص مني )). فقال المملوك : يامولاي والله إن ظننت الاانك تريد عقوبتي وانا مستحق للعقوبة ، فكيف أقتص منك ؟ قال الامام (ع) ويحك اقتص . قال المملوك : معاذ الله أنت في حل وسعه فكرر ذلك انه لايريد الاقتصاص منه قال له :(( أمل إذا أبيت فالضيعة . المزرعة .صدقة عليك)) فاعطاه أياها.

لقد كان الامام (ع) كثير التصدق على فقراء المدينة والمساكين فروي انه عندما كان الامام زين العابدين عازما الى الحج فلما اراد الخروج من المدينة متوجها الى مكة ، ارسلت اليه اخته سكينة بنت الحسين (ع) ألف درهم كي يتفقها في موسم الحج . ولما وصل الامام (ع)  ظهر منطقة الحرة التي تبعد عن المدينة مسافة كليومترين، استلم الدراهم فقبلها وفرقها بين المساكين قبل ان يتجاوز هذه المنطقة ، ولم يتبق لنفسه شيئا.

ولقد كان (ع) يتصدق في السر حيث ان الامام (ع) كان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به ويقول (ان صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل) .

**********************
عبادته: (عليه السلام)
اشتهر الامام زين العابدين (ع) بكثرة عبادته وهو امر تسالم عليه القاصي والداني والمخالف والمؤالف ، بل ان اشهر القابه المتداولة بين الناس هي السجاد أي كثير السجود وزين العابدين وسيد الساجدين . وكان يستغرق أكثر ساعات ليله ونهاره بالصلاة والسجود والدعاء وتلاوة القرآن ، وقد كانت تظهر آثار عبادته على ماحوله من المخلوقات فتسبح معه عندما يسبح ، فعن سعيد بن المسيب قال : كان الناس لايخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين . فخرج وخرجت معه في بعض المنازل فصلى ركعتين وسبح في سجوده فلم يبقى شجر ولامدر الا سبحوا معه، ففزعت منه فرفع رأسه فقال : "ياسعيد أفزعت ؟"قلت : نعم يابن رسول الله . قال "هذا التسبيح الاعظم".

الامام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن