لما ورد الامام زين العابدين (ع) مع عماته وسبايا آل محند الى قصر الامارة في الكوفة ، التفت عبيد الله ابن زياد السفاح الطاغي لعنة الله عليه الى الامام زين العابدين (ع) وقال من انت ؟ فقال الامام (ع) : انا علي بن الحسين.فقال ابن زياد : اليس قد قتل الله علي بن الحسين ؟ قال الامام (ع) : قد كان لي اخ يسمى عليا (علي الاكبر) قتله الناس .فقال له ابن زياد : بل الله قتله : فقال الامام (ع) : (( الله يتوفى الانفس حين موتها)). فغضب ابن زياد خذله الله وقال وبك جرأة لجوابي ، وفيك بقية للرد علي ؟ اذهبوا به فاضربوا عنقه ، فتعلقت به عمته زينب (ع) وقالت: يابن زياد حسبك من دمائنا ، واعتنقته وقالت :والله لا افارقه فان قتلته فاقتلني معه. فصرخ الامام (ع) في وجه ابن زياد لعنة الله وقال : ألا لقتل تهددني ياابن زياد ؟ أما علمت ان القتل لنا علدة وكرامتنا من الله الشهادة ؟ ولما شاهد ابن زياد بوادر العظمة في الامام علي بن الحسين (ع) وزينب الحوراء (ع) قال : عجبا للرحم والله إني ﻹظنها ودت أني قتلتها معه.دعوه فأني أرأف لما به. قالها ابن زياد متعجبا بالعلاقة الحميمة القوية التي تربطها بالامام الثورية بين الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع).
*********************
بكاء الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع) لمصاحب كربلاء:
شاهد الامام زين العابدين (ع) أحداث كربلاء ، واستشهاد رجالها ، وماجرى على سبايا آل محمد (ص) بروحه وجسده ، وشاهد مشاهدها المؤلمة بأم عينه ، وقد منعه المرض من الاستشهاد بين والده الكريم سيد الشهداء (ع) ، ولكنه بذل غاية الجهد في ايصال رسالة عاشوراء إلى مسامع الشعوب ، واستغل جميع الفرص المؤاتية من الخطاب ، والحديث ، والحوار في الكوفة والشام والمدينة لتذكير الناس بما ارتكبه بنو أمية من جريمة نكراء في قتل الامام الحسين (ع). وبذلك كشف القناع المزيف عن الوجه الكريه لحكومتهم الظالمة، داعيا الى بناء الارضية الثورية الصلبة ضد يزيد وحكومته الجائرة . ومما قام به الامام زين العابدين (ع) في المدينة هو احياء لذكرى عاشوراء ، وذكر مصائب شهداء كربلاء (ع) وذلك بالبكاء وتذكير الناس بما جرى عليهم . وكان لهذا الاسلوب أثر بالغ في اثارة عواطف الناس واحساساتهم الطاهرة ضد حكومة يزيد. الفت نظركم هنا الى هذه الحادثة .حدث مماوك للامام علي بن الحسين (ع) وقال: برز مولاي الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع) يوما الى الصحراء فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة فوقفت وانا اسمع شهيقه وبكاءه وأحصيت له الف مرة يقول : (( لا اله الا الله حقا حقا ، لااله الا الله تعبدا ورقا ، لا اله الا ايمانا وتصديقا ثم رفع رأسه من سجوده ، وأن لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه فقلت ياسيدي اما ان لحزنك أن يتقضي ، ولبكائك أن يقل. فقال الامام علي بن الحسين (ع) : (( ويحك إن يعقوب بن إسحاق بن أبراهيم كان نبيا له إثثنا عشر إبنا، فغيب الله واحدا فشاب رأسه من الحزن واحد ودب ظهره من الغم ، وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا ، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعى مقتولين فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي)).
********************
من كراماته: (عليه السلام)
روي انه حج هشام بن عبد الملك فلم يقدر على الاستلام (استلام الحجر) من الزحام فتصب له منبر له فجلس عليه واطاف به أهل السام ، بينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين (ع) وعليه إزار ورداء من أحسن الناس وجها واطيبهم رائحة ، بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز، فجعل يطوف فاذا بلغ الى موضع الحجر تنحى الناس حتى يستلمه هيبة له.
فقال شامي : من هذا ياامير؟
فقال :لا اعرفه ، لئلا يرغب فيه اهل الشام.
فقال الفرزدق وكان حاضرا: لكني أنا أعرفه.
فقال الشامي : من هو يا أبا فراس؟
فأنشأ:
ياسائلي أين حل الجود والكرم *** عندي بيان إذا طلابه قدموا
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته*** والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم*** عذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا الذي أحمد المختار والده*** صلى عليه إلهي ماجرى القلم
لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه***لخر يلثم منه موطئ القدم
هذا علي رسول الله والده*** أمست بنور هداه تهتدي الامم
هذا الذي عمه الطيار جعفر*** والمقتول حمزة ليث حبه قسم
هذا ابن سيدة النسوان فاطمة*** وابن الوصي الذي في سيفه نقم
اذا رأته قريش قال قائلها*** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته*** ركن الحطيم اذا جاء يستلم
الى اخر ابيات القصيدة....
فغضب هشام ومنع جائزته وقال : الاقلت فينا مثلها. قال هات جدا كجده، وابا كأبيه، وأما كأمه، حتى أقول فيكم مثلها.
فحبسوه بعسفان بين مكة والمدينة، فبلغ ذلك الامام (ع) فبعث اليه باثني عشر الف درهم وقال :《أعذرنا ياأبا فراس ، فلو كان عندنا اكثر من هذا لوصلناك به 》. فردها وقال :ياابن رسول الله ، ماقلت الذي قلت الا غضبا لله ولرسوله، وماكنت لأرزأ عليه شيئا .
فؤدها اليه وقال: 《 بحقي عليك لما قبلتها فقد رأى الله مكانتك وعلم نيتك فقبلها》.
أنت تقرأ
الامام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)
Historical Fictionهو علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام) امه شاه زنان بنت يزدجر بن شهريار بن كسرى وقيل اسمها شهربانو وكنيته ابو محمد والخاص ابو الحسن ويقال ابو القاسم ولد يوم الخامس من شهر شعبان سنة 38 للهجرة. من القابه المشهورة زين العابدين ، السجاد ، ذو الثفنات او...