بعد يومٍ شاق وجاف يحتمل على تناول جرعة زائدة من الكحول ، أقصد في تمام الساعة الـ ١٢ صباحاً لحانة تعجّ بالمشرّدين والمحطمين وأصحاب المغامرات الحياتية البائسة بعد الـ ١٢ عشرة صباحاً عندما تخرج الحيوانات من أوكارها للمدينة ، لتفريغ كل شوائب الأمس ، يحضر لي الكهل جو طبقاً من اللحم المقدد المعتاد بصلصة التمر الهندي الغير معتاد ، لم ألبث أن أشكر السيّد جو حتى بصقت قطعة اللحم الطازجة بالتمر الهندي فوق وجه الكهل جو ، الطبق الذي كان مروعاً أكثر من ما كان يوم الأمس! كنت جائعاً لطبق اللحم المقدد ذاك ولكن تلك الإضافة الصغيرة عليه كانت سلبية جداً ، حينها أيقنت أن الأمور لم ولن تسير كما يجب أن تكون ..كان جو يعرف تماماً ماسيحدث ، تسائل عن عدم إبتلاعي للقمة المأساة تلك ، كان معتاداً على تقديم كل أنواع الطعام والجعة الرديئة لي وأقوم بقبولها دون إعتراض ، كنت أعرف ذلك أيضاً لكن كنت أحاول بنفس الوقت عدم الصمود أمام كل الأشياء القبيحه والمراره بتناولها ، القبح الذي لم يؤذني كما يفعل الجمال .. إنها محاولة لوزن كتلة نفسية فوق ميزان الحياة .